شركة فرنسية تنتفض لإنقاذ العمال في قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

ادَّعى أحد الشهود في قضية فساد كبرى تنظرها إحدى المحاكم الأميركية، أن مسؤولين قطريين عرضوا رشوة كبيرة لرئيس اتحاد كرة القدم الأرجنتيني، خوليو غروندونا، والذي كان أحد كبار نواب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، للتصويت لصالح قطر لاستضافة كأس العالم عام 2022، بحسب بي بي سي.

إحدى المحاكم الأميركية في مدينة نيو يورك، تنظر في قضية استخدام حسابات بنكية أميركية في دفع مجموعة «فول بلاي» الأرجنتينية، ملايين الدولارات على سبيل الرشوة للحصول على حقوق بث تلفزيونية لمسابقات في كرة قدم. واتهمت إدارة مكافحة الفساد في كرة القدم بوزارة العدل الأميركية، أكثر من 40 شخصاً وشركة، من بينهم ثلاثة مسؤولين في «فول بلاي»، بالتورط في دفع الرشوة، وغسيل أموال، والتربح.

كما أظهرت التحقيقات، أن المشتبه بهم كانوا يستخدمون عبارة مشفرة، وهي «مشروع نيويورك»، للإشارة في محادثاتهم إلى سير المفاوضات حول شراء حقوق البحث بـ 212 مليون دولار.

وذكرت قطر في القضية، نظراً لأن رئيس قنوات «بي إن سبورتس» القطرية، ناصر الخليفي، كان يخطط لشراء أغلب حصص مجموعة «فول بلاي»، كما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بدأ تحقيقاً بشأن الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، بعد التحقيقات التي بدأها النائب العام السويسري معه، والأمين العام السابق للفيفا، جيروم فالكه، بشأن بيع حقوق البث التلفزيوني لمباريات كأس العالم، 2018، و2022، و2026، 2030، لبي إن سبورتس.

حقوق العمال

في الأثناء، قررت مجموعة فينسي الفرنسية للتشييد والبناء، المشرفة على مشروع بناء الملاعب لتنظيم مباريات كأس العالم لكرة القدم عام 2022، حماية حقوق العمال الأجانب في الشركة، بتوقيع عقد مع الدوحة تحت إشراف «المنظمة الدولية لعمال البناء والأخشاب» (آي.بي.بي)، وممثل لمنظمة العمل بقطر، وذلك بعد التنديد الدولي الواسع بأوضاع العمال الأجانب في قطر.

وكشفت صحيفة «لكسبريس» الفرنسية، عن أن سبب توقيع هذا العقد، يرجع إلى رابطة «شيربا» المدافعة عن حقوق العمال (مقرها باريس)، بعد أن قدمت شكوى عام 2015 منددة بظروف العمل القاسية، ووصفتها بـ «السخرة» و«العبودية» في مواقع البناء المرتبطة بتنظيم مباريات كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022، والتي تتولى مجموعة «فينسي» الفرنسية للمقاولات والبناء فرع الدوحة، أعمال البناء لهذا المشروع.

وأضافت صحيفة «لكسبريس» أن «قطر في محاولة منها لتحسين سمعتها السيئة في مجال العمالة، وقّعت اتفاقية مع الشركة الفرنسية لضمان حقوق العمل، المتهمة بانتهاكها، تحت إشراف المنظمة الدولية لعمال البناء والأخشاب».

حقوق الإنسان

وأصدرت مجموعة فينسي بياناً، تؤكد فيه «ضرورة احترام حقوق الإنسان في مواقع العمل والبناء، والسكن، وظروف عملهم»، مشيرة إلى أن «هذا الاتفاق سيسري على جميع عمال المجموعة الفرنسية في قطر».

وبحسب «لكسبريس»، فإن «مجموعة فينسي الكبرى الفرنسية للتشييد والبناء، تمتلك 49 % من شركة QDVC المشيدة لمشروع مواقع البناء لملاعب كأس العالم، فيما تمتلك مجموعة ديار القطرية 51 % من المشروع».

وأوضحت الصحيفة أن العقد الأولي بين الدوحة والشركة الفرنسية، يتضمن «نظاماً شاملاً للرصد والإبلاغ، والتحكم، والتفتيش، ومراجعة الحسابات بإشراف مجموعة مرجعية مكونة من ممثلي الأطراف الثلاثة، كما ينص على إجراء التحقق من المقاولين من الباطن».

وقال السكرتير العام «للمنظمة الدولية لعمال البناء والأخشاب»، أمبي يوسون: «نتطلع إلى مواصلة الجهود التي نبذلها مع فينسي لتحسين ظروف العمل السيئة والحياة لعمال البناء الأجانب في قطر، الذين يعانون منذ وقت طويل».

بدوره، قال مدير عام الموارد البشرية في الشركة، فرانك موجن، إن «هذا الاتفاق هو خطوة رئيسة لحماية حقوق العاملين الفرنسيين في قطر».

عبيد

لفتت صحيفة لكسبريس، إلى تصريحات للاعبي كرة القدم في مايو 2016، ينددون بأوضاع العمال المزرية في مواقع العمل للاعب المونديال 2022 في قطر، كقول اللاعب النرويجي توم هوجلي، إن ظروف العمل في قطر قاسية، وإنهم (العمال الأجانب)، يعملون مثل العبيد. فيما تساءل اللاعب الدنماركي ويليام كيفيست، قائلاً: «هل يُعقل أن يموت آلاف العمال الأجانب خلال أربعة أسابيع من أجل كرة القدم؟».

Email