رسائل حازمة في اجتماع القاهرة الطارئ

ضوء أحمر عربي بوجه تدخّلات إيران في المنطقــة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وجّهت الدول العربية رسائل حازمة وواضحة إلى إيران خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي عُقد في القاهرة أمس، بمقر جامعة الدول العربية، وحوت كلمات وزراء الخارجية العديد من الرسائل الموجهة إلى إيران وميليشياتها في المنطقة، وتحديداً حزب الله الإرهابي، وانطوت على ضرورة مواجهة التهديدات الإيرانية وأذرعها للمنطقة العربية.

عدوان متكرر

وقال وزير الخارجية السعودي، عادل بن أحمد الجبير، خلال كلمته في الاجتماع، إن السكوت عن الاعتداءات الإيرانية عبر عملائها في المنطقة لن يجعل أي عاصمة عربية بمنأى عن هذه الصواريخ الباليستية الإيرانية. وأضاف الجبير، خلال الاجتماع، أن الصاروخ الباليستي الإيراني الصنع الذي أطلقه الانقلابيون الحوثيون على الرياض يعكس العدوان المتكرر على المملكة، لافتاً إلى أن الممارسات العدوانية الإيرانية جعلت المجتمع الدولي يصنفها الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم.

وتابع الجبير أن «المملكة لن تقف مكبلة ولن تتوانى في الدفاع عن أمنها الوطني»، مشيراً إلى أن «إيران لم تتوانَ عن استهداف المناطق المقدسة». وأكد أن «أي تراخٍ في التعامل مع هذه السياسات الإيرانية العدوانية من شأنه أن يشجعها على التمادي في عدوانها»، مطالباً «بوقفة جادة والالتزام بمبدأ وميثاق جامعة الدول العربية للتصدي لهذه السياسات الغاشمة».

سيطرة

وفي السياق ذاته، ذهب وزير خارجية مملكة البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، قائلاً إن إيران تحارب الدول العربية عبر ميليشياتها في المنطقة التي يعد أبرزها حزب الله الإرهابي في لبنان. وأضاف أن «إيران لا تحاربنا مباشرة، بل عن طريق أذرع في المنطقة، وأكبرها هو حزب الله، ويوجد في أماكن كثيرة».

وشدد وزير الخارجية البحريني على أنه ستتم مواجهة حزب الله الإرهابي «بأي شكل من الأشكال»، مشيراً إلى أن لبنان يتعرض لسيطرة تامة من هذا الحزب الإرهابي، وأعماله ليست محدودة، بل تطولنا جميعاً. ونوه خالد آل خليفة بأن الصاروخ الذي سقط على المملكة العربية السعودية ليس أول اعتداء تتعرض له، وأن تفجير أنبوب النفط في البحرين ليس أول اعتداء يقوم به عملاء إيران في المنطقة. وأكد أن «الأمن القومي العربي يصان من قِبل آلياتنا، وهي العمل المشترك»، وتابع: «نحن لا نتكلم عن خلافات عربية، بل نتكلم عن تهديدات لأمننا كلنا».

من ناحيته، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري إيران إلى الالتزام بمسؤوليتها، واحترام سيادة الدول العربية، والامتناع عن التدخل في شؤونها، والسعي إلى علاقات حسن جوار، أساسها احترام سيادة الدول العربية، ومبدأ المواطنة، وتجنّب إذكاء النعرات الطائفية والعرقية والمذهبية.

وقال شكري، أمام الاجتماع، إن مصر دانت بأشد العبارات الاعتداءات التي تعرضت لها السعودية أخيراً من ميليشيات الحوثي، والعمل الإرهابي الذي استهدف أنبوب النفط في البحرين الشقيقة، معتبراً أن «المساس بأمن دول الخليج الشقيقة خط أحمر»، تطبيقاً لمبدأ راسخ من مبادئ الأمن القومي المصري، يقوم على «الرفض القاطع لأي محاولة من أي طرف إقليمي لزعزعة استقرار المنطقة».

وقال شكري: «هناك محاولات مستمرة للتدخل في الشؤون الداخلية لعدد كبير من الدول العربية، من الخليج إلى ليبيا، ومن العراق، وسوريا، إلى اليمن، والصومال، تتعدد المحاولات المرفوضة، من أطراف مختلفة، لزعزعة استقرار الدول العربية، سواء بمحاولة تحريك أطراف داخلية محسوبة على قوى إقليمية معينة، أو بالوجود غير الشرعي لقوات عسكرية غير عربية على أراضٍ عربية».

من ناحيته، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي إن «إطلاق الصاروخ الباليستي باتجاه الرياض وتفجير أنابيب النفط في البحرين تطور خطر في إطار المشروع الإيراني الذي أشعل نار الفتنة في بلادي اليمن».

وأضاف المخلافي، في كلمته أمام الاجتماع الطارئ، أن «التدخلات الإيرانية تأتي في سياق مخطط توسعي يعتبر إسقاط الحكومة الشرعية في اليمن واستبدالها بحكم طائفي يدور في فلك طهران هدفاً مرحلياً ضمن استراتيجية شاملة، تستهدف إخضاع المنطقة العربية برمتها للنفوذ الإيراني، من خلال استبدال الدول بالطوائف والجيوش بالميليشيات».

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية إن «النظام الإيراني أوغل بواسطة وكلائه الحوثيين، تنكيلاً بالشعب اليمني، فأمد الميليشيات الحوثية بأسلحة القتل والهدم والتفجير والتخريب، ما مكّنها من اجتياح عاصمة البلاد، ورمز سيادتها، وفجّرت في طريقها المساكن والمدارس ودور العبادة والمنشآت العامة والخاصة واجتاحت المدن والقرى».

استراتيجية طائفية

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن إيران تتبع استراتيجية طائفية لتأجيج الصراعات في المنطقة، معتبراً أن الصاروخ الذي استهدف الرياض رسالة عدوان إيرانية. وأضاف أن إيران تسعى إلى أن يكون اليمن شوكة في خاصرة السعودية والعالم العربي.

وأشار أبو الغيط إلى أن الطرف الإيراني لا تصل إليه رسالة واضحة من جانب المجتمع الدولي. وأكد أن الصاروخ الذي أطلقته ميليشيات الحوثي على السعودية هو الحلقة الأخطر من التجاوزات الإيرانية، موضحاً أن الصاروخ الذي استهدف السعودية رسالة عدوان إيرانية غير مقبولة شكلاً ومضموناً.

صدارة التحديات

في الأثناء، أكد وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، رئيس الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب، أن التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية تأتي في صدارة التحديات الآنية التي تتطلب حلولاً عاجلة ومعالجات عاجلة، مبيناً أن هذه التدخلات باتت تزيد بصورة غير مسبوقة في الآونة الأخيرة.

Email