تقارير «البيان »

سد النهضة.. المخاوف تتزايد في السودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعاد فشل اجتماعات اللجنة الفنية لسد النهضة على مستوى الوزراء في القاهرة مؤخراً المخاوف لدى المختصين والمعنيين في السودان من الأضرار التي سيجلبها السد الذي شارفت عمليات بنائه على الـ70 بالمئة، في حين لا تزال الخلافات بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا حول دراسات الآثار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية تسيطر على أجواء المحادثات.

ووفقاً لخبراء سودانيين فإن إثيوبيا استطاعت أن تخادع دولتي المصب من خلال إطالة أمد التفاوض كسباً للوقت بينما لم توقف عملية البناء مما يجعل المفاوضات بلا جدوى، وأبدوا في ذات الوقت استغرابهم من انحياز الموقف السوداني إلى جانب إثيوبيا، معتبرين أن قضية المياه لا تتحمل إلا الموقف المنحاز لمصالح الشعب السوداني.

موقف استسلامي

وحول الموقف السوداني تجاه سد النهضة، هاجم الخبير السوداني د. ناصر السيد في تصريح لـ(البيان) موقف حكومة بلاده تجاه سد النهضة، ووصفه بالموقف الاستسلامي، ويشير إلى أن سد النهضة يشكل خطراً حقيقياً على أمن السودان المائي، وستنعكس آثاره على المدن السودانية الواقعة محازاة النيل، وأبدى السيد تخوفه من تراجع إثيوبيا عن موقفها بشأن مد السودان بالطاقة الكهربائية بعد اكتمال بناء السد.

وأضاف «في البداية قد تمد السودان بالكهرباء بأسعار رخيصة، ولكن بعد اكتمال السد سيكون الأمر بيدها خاصة أنه لا يوجد أي اتفاق مكتوب يلزمها بذلك، وبالتالي سيكون السودان رهينة للدولة المنتجة للكهرباء»، ويؤكد ناصر السيد بأن السد ضد مصلحة السودان بدون أدنى شك في ذلك حسب قوله.

ويرى السيد أن المفاوضات التي تجرى بين الدول الثلاث غير ذات جدوى باعتبار أن الإثيوبيين قرروا بناء السد وتلقوا التمويل من الغرب، ويضيف «حتى الاتفاق الإطاري الذي اتفق عليه الرؤساء الثلاثة في الخرطوم في العام 2015 غير ملزم لأنه ليس مكتوباً».

إدارة مشتركة

ويتمسك خبير القانون الدولي والمختص بقضايا المياه د. أحمد المفتي بموقفه المتحفظ على الانفراد الإثيوبي تجاه سد النهضة، ويؤكد أن آثار سد النهضة ستكون كارثية بالنسبة للسودان باعتبار أن مستقبل السودان يستند إلى المياه وأن السد الإثيوبي سينتهي من مستقبل السودان نهاية مؤلمة باعتبار أن أي مشكلة سودانية يمكن حلها ولكن التفريط في حقوقه المائية لا يمكن حلها.

ويشير المفتي إلى أن الشراكة في تشغيل السد واحدة من الحلول للأزمة الحالية باعتبار أن الملكية المشتركة تعطي القضية شيئاً من العدالة التي تحفظ للسودان أمنه المائي، وأضاف «فلا يمكن أن تحقق إثيوبيا احتياجاتها وتهدّد الأمن المائي السوداني».

الأمن المائي

ويبقى سد النهضة بحسب مراقبين سودانيين تهديداً للأمن المائي السوداني والمصري على حد سواء، ويذهبون إلى أن التقليل من آثاره السلبية على السودان لا يستند إلى النواحي العلمية، ويذهب النائب في البرلمان السوداني أحمد الطيب المكابرابي في حديثه لـ(البيان) إلى أن أخطار السد أكبر من منافعه، مطالباً الحكومة السودانية بضرورة أخذ القلق المصري في الحسبان.

مبدياً استغرابه لما أسماها الطريقة التي تتعامل بها الحكومة السودانية مع الملف، وقال إن تعامل الجانب الرسمي السوداني مع ملف سد النهضة لم يرق لمستوى الحدث الكبير والضخم الذي يتعلق بالأمن المائي الاستراتيجي للبلاد.

ودعاها لعدم تجاهل تحذيرات الخبراء المختصين، وأضاف «خطورة سد النهضة التي أشار إليها الخبراء المختصون وآثاره الكارثية المستقبلية ظلت واضحة، ولكن الجانب الرسمي يتعمد إخفاء مثل هذه الآراء العلمية».

Email