قاضٍ ليبي: حمد بن خليفــة عضو في تنظيم «الإخوان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف القاضي والكاتب الليبي محمد عبد المطلب عن أن قطر سخرت كل إمكانياتها وعلاقتها لخدمة تنظيم الإخوان في ليبيا والعالم، وكشف الكاتب الليبي أن سيف الإسلام القذافي أبلغه أن حمد بن خليفة اعترف له بأنه عضو في «الإخوان»، وتعكس الدوحة صورة مقلوبة لعلاقة الجماعة الإرهابية بالأنظمة التي تستخدمها في النزاعات السياسية الداخلية والخارجية.

لكن مع قطر الأمر مختلف فعلاقة الدويلة الخليجية مع «الإخوان» أمرها على ما يبدو تجاوز التوظيف، فقد سخرت قطر كل إمكانياتها، وغامرت بعلاقاتها بالمنطقة من أجلهم، وبذلك قلبت قطر المعادلة فخدمت أجندة الإخوان في المنطقة بعد أن سيطرت الجماعة المصنفة إرهابية على مفاصل الحكم في شبه جزيرة قطر.

وتجلت أوجه الخدمات التي قدمتها قطر لتنظيم الإخوان بحسب صفحة «قطريكيلس» في قناة الجزيرة التي أُنشئت بإمكانيات هائلة، وجعلت لهم فيها اليد الطولى، وأصبحت منبرهم للعالم ووسيلة توصيل فكرهم المتطرف للناس ومعاداة الأنظمة علناً.وعلى جانب آخر جعل حكام قطر من الدَّوحة مقراً لـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، ومَن يطلع على خطابه يجده اتحاداً سياسياً لا دينياً.

تمويه

وفي إقناع العالم بعدم دعم قطر للإخوان عمد حمد بن خليفة في سبيل ذلك إلى حلَّ «الإخوان» القطريين تنظيمهم بعد تسلم الشَّيخ حمد للسلطة، إثر الانقلاب بالدوحة (1995)، دون بقية تنظيماتهم بالمنطقة، ليوهم العالم بأنه لا علاقة لقطر بالتنظيم ولكنهم في حقيقة الأمر ما لجأوا لحل تنظيمهم إلا لتأكدهم أن النظام القطري أصبح هو نفسه التنظيم وتأكدوا أيضا أنه سيخدم أهدافهم مهما حدث وفي أي وقت.

في كتابه «سيف الإسلام القذافي.. مكر السياسة وسُخرية الأقدار»، أشار القاضي والكاتب الليبي محمد عبد المطلب الهوني، إلى ما بذلته قطر مع نظام القذافي، كي يكون للإخوان دور في الحكم، عن طريق إقناع سيف الإسلام بفكرة أن لا يكون له الحكم إلا بالإخوان أنفسهم.

مشورة

يقول الهوني عن المشورة القطرية: «لا يستطيع أن يحكم ليبيا مستقبلاً إلا بالتَّحالف مع الإخوان، وقام الشَّيخ حمد بإجراء كل الاتصالات والمفاهمات بين الطرفين».بعدها تأتي القاصمة على لسان الهوني: «ذكر لي سيف الإسلام أن الشَّيخ حمد أسرَّ له بأنه عضو في جماعة الإخوان»! وبالتالي لا حرج مِن أن يتحول سيف نفسه إلى تبني مبدأ الجماعة.

وبالفعل اقتنع سيف بفكرة قطر عن الإخــــوان، وأُطلق سراحهم مِن السجون، و«استعمــــل نفوذه وكل قوته مِن أجل تعويضهم عن فترة السِّجن، وإرجاع مَن كانوا أساتذة في الجامعة إلى التَّدريس فيها مِن جديد، وكان يجتمـــــع بقادتهم في ليبيا، وذلك بشكل متواتر».

كان الهوني في هذا الأمر صاحب دراية لا رواية، فقد تم إيفاده، مِن قِبل القيادة الليبية، إلى حسن الترابي للتوسط بين إخوان السودان والسلطة السودانية، تم ذلك بطلب ملح مِن قطر أيضاً.ويضيف الهوني في كتابه المذكور بأن القذافي الابن قرر، وبنصيحة قطرية، أن يُعين مراقب الإخوان الليبيين بالوكالة رئيساً للوزراء، لكن القذافي (الأب) كان مشككاً بنواياهم.

تجربة

وعلى ما يبدو، كانت تجربة قطر أبرزها وأنجحها، فبجهودها كاد الإخوان يُقيمون سلطتهم على مقاسهم، وعندها ستكون الدَّوحة مركزها ومحورها، والبداية مِن ليبيا عن طريق نجل القذافي، وولي عهده مثلما كان يُفهم من دوره في مؤسسة الحكم الليبية، وبعد فشل المشروع التفتوا إلى الرَّبيع العربي.

ونجحوا بتونس ثم بمصر، وإعلان النَّجاح بصلاة الشَّيخ يوسف القرضاوي في ميدان التحرير بالقاهرة. فما صنعته قطر للإخوان كثير، وكادوا بثروتها وإعلامها يقيمون حلمهم في الخلافة، ولا يُبذل لهم هذا لمجرد توظيفهم، إذا لم تكن قطر نفسها صاحبة العقيدة.

Email