سلطان بن سحيم: سنطهّر قطر من رجسها

حشود ضخمة من أبناء القبائل تتوعّــد «الحمدين» بغضب عارم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

احتشد الآلاف من فروع قبيلة قحطان في جوف قبيلة بني هاجر، بالقرب من العاصمة السعودية الرياض، متوعدين بالتصدي لطغيان النظام القطري، الذي تجبر وتكبر وانتهج سياسة التنكيل بمعارضيه من رؤوس القبائل المعارضة، إذ سحب النظام القطري الجنسية من شيخ شمل قبيلة بني هاجر، الشيخ شافي بن ناصر بن حمود آل شافي الهاجري، بعد استنكاره سياسة الدوحة في التعامل مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهي الخطوة الثانية بعد قرار إسقاط الجنسية عن شيخ آل مرة، طالب بن لاهوم بن شريم المري، مع 55 شخصاً من أفراد عائلته.

وتعهد سلطان بن سحيم آل ثاني، أمام عشرات الآلاف الذين توافدوا على اجتماع قبائل قحطان على الحدود السعودية القطرية، بتطهير الدوحة من «رجسها» وإنقاذها قبل أن تبتلعها الفوضى.

وقال سلطان بن سحيم، إن التزامه الصمت خلال الفترة الماضية ليس عن ضعف أو قلة حيلة بل أملاً في أن يستعيد إخواننا وعيهم ويتركوا غيّهم وبغيهم، مؤكداً أن «للحلم مساحة وللصبر نهاية». وأضاف الشيخ سلطان بن سحيم قائلاً: «نحن المؤسسون لقطر ونحن الذين سنطهرها من رجسها، جميعنا نحمل على عواتقنا مهمة إنقاذ قطر قبل أن تبتلعها الفوضى ويتلاعب بها المفسدون».

وقال سلطان بن سحيم، أمام الحشود الغفيرة: «أنا معكم ليس تعاطفاً مع الشيخ شافي فالجنسية ورقة لا تضيره ولا تقترب من قيمته». وأكد سلطان بن سحيم أن بلاده «ليست فندقاً يضم شذاذ المرتزقة»، ووجه حديثه لأمراء الدوحة قائلاً: «أقول للسلطة في الدوحة إن الخبر ما سترون وليس ما تسمعون».

وأضاف: «نحن مسؤولون أمام الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وقادة الدول الشقيقة ألا تكون قطر حضن إرهاب ومأوى فساد».

وتابع: «أرى قطر أمامي الآن وقد اكتسحتها عاصفة أزاحت كل شوائبها، وأعادت لها وجهها الأصيل وصورتها النقية، لو أن هذا الجمع هتف بحنجرة رجل واحد لزلزلت الأرض، فلا يبقى واقفاً عليها سوى الكرام وأهل الغيرة والكرام». وشدد الشيخ سلطان بن سحيم على أنه ليس طالب ثأر ولا طامعاً في سلطة، لكن ما يشغله هو وطنه.

وكان الشيخ شافي بن سالم آل شافي دعا نيابة عن قبيلة بني هاجر، للاجتماع طارئ لأفراد قبيلة قحطان، بعد سحب الجنسية القطرية التعسفي من شيخ شمل القبيلة الشيخ شافي بن ناصر آل شافي والحجز على ممتلكاته، وهي الخطوة التي تأتي بالتوازي مع إسقاط الجنسية عن شاعر المليون محمد بن فطيس المري.

كما قامت السلطات القطرية بتجميد أموال وممتلكات الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، ومهاجمة قصر سلطان بن سحيم آل ثاني ومصادرة أملاكه، وذلك بسبب مواقف الجميع المعارضة للنظام القطري.

توعد

وقدر ناشطون مشاركون في اللقاء الجمع الذي اصطف أمس بما لا يقل عن نصف مليون شخص وشارك فيه عدد من أعيان أسرة آل ثاني يتقدمهم الشيخ سلطان بن سحيم، مشيرين إلى مشاركة ما لا يقل عن 3 آلاف شخص من داخل قطر وأظهر الناشطون على تويتر سيارات تحمل اللوحات القطرية مؤكدين على شعبية الشيخ عبد الله آل ثاني .

والشيخ سحيم وغيرهم من عقلاء أسرة آل ثاني، وأكد الناشطون في تدوينات نقلت ما جرى في الحشد على أن القبائل التي احتشدت أمس توعدت «تنظيم الحمدين بغضبة قوية لإنقاذ قطر من الهوة التي دفعها اليها «الحمدين» وتعاهدوا على العمل لتخليص الدوحة من قبضتهم واعادتها الى سابق عهدها في التعامل مع جيرانها وابناء عمومتها والعالم العربي والمنطقة.

وأعلن عن إسقاط الجنسية القطرية عن الشيخ شافي الهاجري، بعد لقاء جمعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، مع شيوخ القبائل في شهر رمضان الماضي، خاصة أن شيخ قبيلة بني هاجر أعلن استنكاره سياسة الدوحة في التعامل مع دول مجلس التعاون الخليجي.

ونشر نشطاء خليجيون على موقع «تويتر» مقاطع لفيديوهات تظهر ضخامة الحشد الذي نظمته قبائل جوف قبيلة «الهواجر» بالمنطقة الشرقية للتضامن مع شيخ شمل قبيلة بني هاجر التي سحبت السلطات القطرية جنسيته. وكان الشيخ سلطان بن قرملة، أحد كبار شيوخ قبيلة قحطان بدولة قطر، حذر «تنظيم الحمدين» من المساس بأمن المملكة العربية السعودية، معتبراً هذا الأمر خطاً أحمر.

خط أحمر

وقال بن قرملة، إن الحمدين أدخلا القبائل في المعترك السياسي بعد سحب جنسية شيخ آل مرة، وشيخ بنى هاجر، بما يتعارض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان، في حين اعتمد «تنظيم الحمدين» على الإيرانيين والإسرائيليين،.

والأتراك في الوظائف الداخلية التي هي حق لأبناء قطر، حيث تم الاستيلاء على الإعلام والوظائف العسكرية وغيرها، ما يؤثر على مستقبل إخواننا القطريين، وهو ما لا نرضاه«، وقال في حديثه:«إن المفتي مستورد، والجيش، والإعلام أيضاً».

ودعا بن قرملة أبناء قطر، ومثقفيها، وشيوخ آل ثاني وعقلاءها، للالتفاف حول الشيخ عبد الله بن علي، والشيخ سلطان بن سحيم، وتغليب الحكمة في اتخاذ القرارات، آملاً أن تعود قطر إلى سابقها.

تعنت

ولا تزال قطر تتعنت في تنفيذ مطالب الدول العربية والخليجية، وهو ما خلق حالة من الاضطرابات داخل النظام بسبب تصاعد الاستياء تجاهه، الأمر الذي دفعه لقمع المعارضة والتنكيل بكل من تسول له نفسه انتقاد سياسة النظام الداعمة للإرهاب، وعندما اجتمع مشايخ القبيلة مع ولي العهد السعودي دب الرعب في قلب النظام وقام باتخاذ إجراء سحب الجنسية ضد القبيلة.

وكان شيخ آل مرة قال في مقطع الفيديو بثه في 14 سبتمبر الماضي إن «سبب سحب جنسيتنا من قطر.. هو احترامنا للمملكة العربية السعودية وقيادتها ومملكة البحرين وقيادتها».

غضب آل ثاني

من ناحيته، كشف المحلل السياسي الفرنسي إيمانويل رزافي، المتخصص في الشؤون القطرية، ومؤلف كتاب قطر الحقائق المحظورة، عن وجود «خلافات حادة» داخل الأسرة الحاكمة القطرية؛ بسبب تنامي المواقف الرافضة للسياسة المتهورة لأمير قطر تميم بن حمد.

عدم رضا

وقال رزافي، في مقابلة مع موقع «أتلنتيكو» الإخباري الفرنسي، إن «هناك خلافاً بين أفراد الأسرة الحاكمة والأمير القطري»، موضحاً أن «آل ثاني غــــير راضين عن تصرفات أمير البلاد ومعاداته لدول الجوار خاصة السعودية، وهو الأمر الذي يرفضه في الوقت نفسه معظم القطريين، وهو ما يشكل خطراً على الأمير القطري».

وأشار الكاتب الفرنسي إلى أن حجم المعارضة القطرية تزيد يوماً بعد يوم، لافتاً إلى أنه من المثير للدهشة، أن وسائل الإعلام الأوروبية، تعتم على الفعاليات المناهضة للنظام القطري، في المملكة المتحدة وفرنسا.

Email