حزب الله.. دموع التماسيح

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكلت استقالة الرئيس اللبناني سعد الحريري صدمة قوية لميليشيات حزب الله ومن قبله النظام الإيراني اللذين أرادا للحريري أن يقود حكومة تغض الطرف عن الجرائم التي يرتكبونها في سوريا واليمن وأن يدعم لبنان أو يتماهى بالسكوت عن جرجرته إلى المحور الإيراني، غير أن الحريري انتفض في وجه ذلك معلناً وبلا مواربة: «أينما حلت إيران تحل الفتن والخراب ولديها رغبة جامحة في تدمير العالم العربي».

يؤكد المختص في الشأن الإيراني د. نبيل العتوم لـ «البيان»، أن استقالة الحريري رفعت الغطاء عن حزب الله، وبات هذا التنظيم ضمن ما يسمى «الاستهداف المباشر»، فمن المسارات المحتملة نزول الحزب إلى الشارع اللبناني، فالاستقالة نقلت المواجهة إلى الشارع في ظل حالة الانفلات التي تعاني منها الدولة اللبنانية. فسنشهد اصطفافاً للقوى ضد حزب الله الذي يعد الوحيد الذي يمتلك الآلة العسكرية لمثل هذه التظاهرات.

انسحاب

وفيما أشارت العديد من الأوساط السياسية إلى أن دموع التماسيح التي يذرفها الحزب وقادة نظام الملالي الآن على مآلات الوضع في لبنان ما هي إلا لعبتهم التي يجيدونها، وهم يعلمون أن أي وضع تؤول إليه الأمور هم المتسببون فيه وغرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على حسابه على موقع «تويتر» معلقاً على الضجة التي أثيرت حول استقالة الحريري.

وقال: «إلى كل الذين يذرفون الدموع على غياب الرئيس سعد الحريري من فريق 8 آذار، لو كنتم فعلا تريدون عودته إلى لبنان لتطلب الأمر قراراً واحداً لا غير، وهو الانسحاب من أزمات المنطقة.. والسلام!».

مصلحة العرب

وفي الاتجاه ذاته، ذهب دكتور العلوم السياسية، محمد القطاطشة إلى أن حزب الله هذه المرة سيواجه ليس التقليم فقط بل تقطيع الأصابع، وإيران تدرك أنها أمام خيارات معقدة وصعبة ولن تكون قادرة على مواجهة هذه الخيارات. ويضيف القطاطشة: نحن أمام سيناريو صعب ولكنه يصب في مصلحة العرب.

Email