تقارير « البيان »

«إيساف».. تطور نوعي في التدخل وحفظ السلام في أفريقيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن قوات الاحتياطي لشرق أفريقيا (إيساف) قد تخطت عقبات التكوين وتجاوزت سنين الفطام وهي تكمل استعداداتها لتنفيذ أكبر تمرينات ميدانية لعمليات حفظ السلام بمشاركة 1500 عنصر نوعي يمثلون عشر دول شرق أفريقية.

ومن المقرر أن تنطلق تلك التمرينات في السودان خلال الفترة من 22 نوفمبر الجاري حتى السادس من ديسمبر المقبل وتستضيفها منطقة جبيت العسكرية بولاية البحر الأحمر شرقي السودان، وبحسب مراقبين فإن تلك التمرينات الميدانية تمثل الخطوة الأخيرة لـ(إيساف) في الاستعداد والتدريب لإنفاذ أية مهمة يمكن أن تكلف بها القوات في التدخل وحفظ السلام.

مشاركة واسعة

وتسعى قوات الاحتياطي لشرق أفريقيا من أجل تحقيق السلام من خلال احتواء الأزمات والكوارث، ومواجهة النزاعات المسلحة واستعادة الإستقرار لدول الإقليم والقارة متى ما طلب ذلك عبر استخدام آليات ووسائل محددة تكفلها المبادئ والمواثيق المنصوص عليها، ومنذ تأسيس القوات في العام 2004 نفذت مشروعات تدريبية وتمارين نوعية داخل وخارج حدود الإقليم.

حيث نفذت تمريناً تعبوياً بالجنود في كل من جيبوتي في 2009 وفي «جينجا» بأوغندا في 2013 وتمارين مراكز القيادة في «اداما» بأثيوبيا 2015، كما شاركت في تمرين «اماني» في جنوب افريقيا، ليأتي تمرينها التعبوي بالجنود هذه المرة في السودان تحت عنوان (سلام الشرق 2).

التمرين الأضخم

ويؤكد قائد قوات شرق أفريقيا العميد ركن علاء الدين عثمان بأن تمرين (سلام الشرق 2) المقبل يعد تمريناً إقليمياً ونوعياً، ويصفه بأنه الأهم والأضخم من حيث عدد ونوعية المشاركين واختلاف جنسياتهم وكذلك المعدات والآليات المستخدمة، ويلفت إلى أن التمرين يضم خبراء ومستشارين عسكريين ومدنيين من دول أوروبية، كما أنه يحظى باهتمام إقليمي ودولي.

ويقول عثمان إن التمرين يهدف بشكل أساسي إلى اختبار قدرة القوات بمكوناتها الثلاثة (العسكري - الشرطي - المدني) على أداء مهامها وأدوارها وإمكانية إنجاز الأهداف المخطط لها وتحقيق الانسجام المطلوب بما يتوافق مع ما أعلن عنه في العام 2014 من بلوغ المنظمة لمرحلة الاستعداد الكامل ما يفي بمتطلبات الجودة ومعايير الكفاءة في الأداء ومقاييس الجاهزية للمعدة والكادر البشري.

وأضاف «وربما يكون هذا التمرين بمثابة البروفة الختامية لتكليف القوات بأدوار ومهام داخل الإقليم أو خارجه».

ويشير قائد قوات شرق أفريقيا (إيساف) بأن السيناريوهات المعدة للتمرين تشكل نموذجاً مثالياً للتدرب على عمليات حفظ السلام، باعتبار أن التمرين يبرز مدى تفهم العناصر المشاركة لطبيعة العمل، وكذلك يظهر حالة التناغم والانسجام بين مكونات المهام (العسكرية، الشرطية والمدنية) كما انه يعكس التعاون والعمل المشترك بين الخلايا التخطيطية في القوات الأرضية، الجوية والبحرية.

كما يبين أهمية التعاون الذي ينتظر من الدول طالبة التدخل، بالإضافة إلى مساهمته في تنمية القدرة على التحليل والمتابعة والرصد واتخاذ القرارات الحكيمة وتطبيق مبادئ وقواعد وفنون عمليات السلام والعمل على أساس عقيدة موحدة تتمثل في نشر ثقافة السلام.

استعداد سوداني

ومن جانبه، أعلن السودان الدولة المستضيفة اكتمال استعداداته وتوفير كل الإحتياجات التي تتطلبها التمرينات، وأكد بأن منطقة التمرين جاهزة تماماً لاستقبال القوات المشاركة، وقالت القوات المسلحة السودانية إن المناورات الميدانية التي مقرر أن تجريها قوات الاحتياطي لشرق أفريقيا (إيساف) بمنطقة جبيت العسكرية في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان من شأنها أن تخلق نوعاً من تجانس بين القوة المشاركة.

كما أنها سترفع من قدرات القوة لتنفيذ مهامها متى ما استدعت الحاجة. وبحسب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد د.أحمد خليفة الشامي في تصريح لـ(البيان) أن بلاده أكملت استعداداتها للتمرين الذي قال بأنه يتضمن سيناريوهات لعمليات حفظ سلام متكاملة تشمل العمل العسكري والتخطيط والإدارة اللوجستية وغيرها من المهام التي تعمل قوات حفظ السلام على تحقيقها.

Email