« البيان » تفتح ملف تدخلات نظام الملالي في المنطقة والعالم (11)

إيران في سوريا.. قتل وتشريد وتغيير ديموغرافي

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ اليوم الأول لتولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكم، حدّد استراتيجيته حيال المنطقة، باعتباره إيران الدولة الأكثر خطراً على العالم. وكان التصريح الأكثر انتشاراً للرئيس الأميركي أن إيران هي الدولة الإرهابية رقم واحد في العالم، تبعه وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس منذ أن تولى حقيبة الدفاع قائلاً إن إيران أخطر من تنظيم داعش على المدى البعيد.

وتعاقبت التصريحات الأميركية التي اعتبرت إيران الخطر الأول في العالم، لتكتمل أخيراً استراتيجية ترامب حول إيران التي حدّد ملامحها الأسبوع الماضي.

ويرى مراقبون أن العالم أمام دولة مصدرة وصانعة للإرهاب والفوضى في المنطقة، وهي حاضرة في كل مناطق الخراب والدمار في الدول العربية.

واعتبروا أن الأدلة واضحة، حيث تحوّلت سوريا إلى ساحة للميليشيات الإيرانية والأفغانية تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني، بينما اختطف حزب الله اللبناني الدولة اللبنانية وحوّلها إلى رهينة سياساته.

في مطلع العام الجاري نشرت دورية فورين إفيرز الأميركية، تقريراً حول التوسع الإيراني في المنطقة ومحاولات ضرب الاستقرار فيها.

وقالت المجلة إن هناك مساعي إيرانية حثيثة لتوسيع نطاق سيطرتها السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، وتحدثت عن محاولاتها بسط نفوذها في المناطق التي تضم مجتمعات شيعية في ما بين النهرين وشرقي المتوسط وشبه الجزيرة العربية.

شريك وتابع

وأضافت أن ميليشيات حزب الله تلقى رعاية إيرانية منذ ثلاثة عقود، وأصبحت القوة الأكثر تنظيماً في البلاد، وإن سوريا التي كانت تشكل شريكاً متساوياً مع إيران صارت الآن تابعة لها بشكل جزئي وتعتمد عليها من الناحية العسكرية.

وقالت صحيفة «ديلي تيلغراف» البريطانية، إنه بدلاً من أن تنزع إيران فتيل التوترات الإقليمية، استخدم الإيرانيون مليارات الدولارات من الثروة التي جمعوها من رفع العقوبات لتكثيف جهودهم للتسبب بالمزيد من الفوضى الإقليمية. كما أن نجاح إيران في قلب الأوضاع في سوريا أدى أيضاً إلى زيادة دعم طهران لحزب الله.

تشارك الميليشيات الإيرانية، وعلى رأسها ميليشيات حزب الله، بالتغيير الديموغرافي في سوريا، وهو ما أعادت تأكيده صحيفة الغارديان البريطانية، مستندة إلى تصريحات مسؤولين في الجيش الحر وأحرار الشام ومسؤولين لبنانيين.

التغيير الديموغرافي

من أكبر جرائم العصر التغيير الديموغرفي وعمليات التهجير الجماعي التي كانت إيران الفاعل والجاني الأساسي فيها، وباتت ملفاً حقوقياً يلاحق إيران في المحافل الدولية. وتقول «الغارديان» إن هذه العملية تتم عبر طرد الأهالي من منازلهم ومناطقهم وأراضيهم، وإحراق مكاتب السجل العقاري وأي أوراق تثبت ملكيتهم للمنازل والأراضي، وإسكان عائلات ومقاتلين ميليشيويين في هذه المناطق.

كما حاول الأهالي في حمص العودة إلى مناطقهم، لكن النظام اعتبر أنهم لا يملكون الإثباتات اللازمة بأنهم كانوا يعيشون في هذه المنطقة في الواقع.

أما هدف الإيرانيين، بحسب الصحيفة، فهو خلق مناطق نفوذ يمكنهم حكمها، إضافة إلى خلق امتداد جغرافي لهم مع لبنان، وإجراء فصل طائفي تام.

ويرى المعارض السوري والأمين العام السابق للائتلاف عبدالإله فهد، أن إيران تهدف إلى تغيير الشكل التاريخي لسوريا من خلال عمليات ممنهجة في المدن التي تحتوي على تنوّع مذهبي. وأوضح لـ«البيان» أن إيران تحاول تغيير شكل سوريا وخصوصا العاصمة دمشق، من خلال إعادة توزيع السكان في دمشق ومحيطها، وشراء العديد من العقارات.

تهجير ومنع عودة

واعتبر الأمين العام السابق في تصريح لـ«البيان» أن هذه أبشع عملية تغيير ديموغرافي في العصر الحديث، مؤكداً أن طهران دفعت المليارات من أجل توطين ميليشياتها للسيطرة على المجتمع السوري.

وبدورها، أوضحت المعارضة بأن التغيير الديموغرافي تمثل في مدينة داريا بريف دمشق الغربي، حيث تم نقل أكثر من 300 عائلة عراقية إلى المدينة، ليحلوا مكان أهلها الأصليين من أصحاب الأرض.

وذلك بعد تهجير نحو 700 مقاتل مع عائلاتهم إلى إدلب، ومنع باقي العائلات النازحة إلى بلدات ريف دمشق من العودة إلى منازلهم. فيما بيّنت الغارديان أن الإيرانيين، أرادوا إجراء تبديل كامل بين أهالي بلدتي الفوعة وكفريا في إدلب، وأهالي مضايا والزبداني المناهضتين للنظام في ريف دمشق.

«حزب الله» حصان طروادة طهران في لبنان

أطفال سوريا جريمة حرب إيرانية إضافية

علاقة أوراق متبادلة مع «القاعدة»

 

Email