« البيان » تفتح ملف تدخلات نظام الملالي في المنطقة والعالم(4)

ثلاثة عقود من عزف إيران على وتر الطائفية باليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

(لمشاهدة ملف "إرهاب إيران" pdf اضغط هنا)

منذ نحو ثلاثة عقود بدأت إيران مهمة إيجاد ذراع طائفية داخل اليمن عقب وصول بدر الدين الحوثي في العام 1985 إلى مدينة قم برفقة عدد من أتباعه الذين أسّسوا فيما بعد «منتدى الشباب المؤمن» الذي تحوّل بعد ذلك إلى حركة مسلّحة يقودها نجله حسين في العام 2004 وتقود التمرّد ضد السلطة المركزية في صنعاء.

مع قيام ثورة الخميني في إيران واتباع قادتها نهج تصديرها إلى مختلف البلدان، سارع عدد من السياسيين الإماميين الذين أطاحت ثورة 26 سبتمبر بحكمهم في شمال اليمن، إلى إيجاد قناة اتصال مع طهران. ومع بداية التسعينيات وقيام الدولة اليمنية باتحاد شطري اليمن كانت بيروت محطة الإدارة والتنسيق لهذه الجماعة وعمل بدر الدين الحوثي وأبنائه وأتباعه بدأب على استغلال المناطق النائية في محافظة صعدة منطلقاً لنشر أفكاره وإرسال أتباعه إلى بيروت وطهران لتلقي تدريبات عسكرية وسياسية.

دور مشبوه

وتحت أعين الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي لعب دوراً مشبوهاً في تنمية ورعاية نشوء هذه الحركة لاستخدامها في ضرب خصومه تم إبرام اتفاق للتعاون الثقافي مع إيران منحت بموجبه طهران حق ترميم المساجد والمنشآت الخاصة بالأئمة وإرسال واستقبال الوفود وتم منح الحركة الحوثية مقاعد مجانية في الجامعات الإيرانية، وأرسل المئات إلى قم والضاحية الجنوبية.

ومع اكتمال الاستعدادات العسكرية والسياسية والمالية أعلن حسين الحوثي التمرد في جبال مران وتحدى السلطة المركزية، لكنه وبعد ثمانين يوماً قتل بعد اقتحام قوات الجيش للكهف الذي كان يختبئ فيه، غير أن مسار الأحداث بعد ذلك اتخذ منحى آخر، حيث شعرت طهران ووكلاؤها في بيروت أن مشروع الجيب الطائفي سينتهي ولهذا تم تعزيز هذه الحركة بخبراء ومستشارين، وتم إرسال شحنات متواصلة من الأسلحة إلى سواحل محافظة حجة على البحر الأحمر التي استخدمت لعقود مكاناً لتهريب الأسلحة والمخدرات.

تغيّر سير المعارك وألقي القبض على مستشارين إيرانيين وآخرين من حزب الله دخلوا اليمن تحت غطاء الاستثمار ونشطت طهران في إرسال واستقبال المقاتلين وتدريبهم وعقد نظام المخلوع صالح أكبر وأول صفقة لتهريب العشرات من الخبراء أثناء حصار مدينة صعدة القديمة في العام 2007 حيث قبل بخروج حافلتين مليئتين بالخبراء بعد تعتيم نوافذهما وعدم تفتيشهما.

استغلال

استخدمت إيران الصحراء الواسعة في اليمن التي لا تخضع لسيطرة الدولة، وكذا المناطق الساحلية الممتدة من قرب مضيق باب المندب وحتى قرب الحدود مع السعودية والمناطق الواقعة على سواحل بحر العرب، وبالذات في محافظتي المهرة وشبوة، لتهريب الأسلحة والخبراء إلى الأراضي اليمنية ومغادرتهم لها.

في الجولة السادسة للحرب في صعدة أعلنت السلطات اليمنية اعتراض سفينة إيرانية تدعى «جيهان1» قبالة سواحل ميناء ميدي على ساحل البحر الأحمر محملة بالأسلحة كانت في طريقها إلى الحوثيين. وقبض على ملاحيها وتبيّن أن الحرس الثوري يستخدم بحارة يمنيين في نقل الأسلحة من دون علمهم، ويتم في الغالب نقل هؤلاء عبر مطار صنعاء الى دمشق ومنها إلى جنوب إيران قبل أن يتسلموا السفينة.

وبعد ذلك بثلاثة أعوام ضبطت البحرية اليمنية سفينة «جيهان2» وهي إيرانية، تم القبض عليها وكانت محمّلة بالأسلحة.

اعتراف

تجاوز الانقلابيون مرحلة إنكار التبعية لطهران مع اقتحامهم للعاصمة صنعاء، حيث قاموا في ديسمبر 2014 بمحاصرة مبنى جهاز الأمن القومي الذي يوجد فيه ثلاثة إيرانيين متهمين في تهريب الأسلحة على متن السفينة الإيرانية «جيهان 1»، الذين أكدت السلطات أنهم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني، وبوساطة عُمانية تم الإفراج عنهم وجرى نقلهم، على متن طائرة عمانية من مطار عدن الدولي جنوب اليمن.

وفي 25 ديسمبر 2014 اختطف الحوثيون ضابطاً في الأمن السياسي برتبة لواء يعتبر المسؤول عن ملف قضيتي خلايا التجسَس الإيرانية التي قبض عليها في اليمن وسفينة جيهان، وكان عمل في الأمن السياسي بصعدة لـ 25 عاماً، وأفرج عنه لاحقاً بوساطة عمانية.

الدور الإيراني لم يقتصر على هذا الأمر، بل شمل أيضاً تمويل وإدارة قنوات فضائية تبث من بيروت مثل قناة المسيرة الناطقة باسم جماعة الحوثي، وقناة الساحات التي يشتركون في إدارتها، كما نظموا زيارات متعددة في الفترة من عام 2011 وحتى العام 2014 للكثير من النشطاء والكتاب اليمنيين إلى طهران وبيروت.

تشابه

هناك أوجه تشابه ملحوظ في التوجه السياسي والأيديولوجي للحوثيين وإيران. وليس هناك أي شك في أن إيران تسعى لتوسيع نفوذها في اليمن. وهناك تقارير تفيد بأن الحوزات الشيعية الإيرانية والعراقية تدرب رجال الدين الزيديين، وفي الأشهر القليلة الماضية، سافر عدد من وفود الحوثيين إلى طهران ووقعت اتفاقيات اقتصادية مختلفة مع إيران.

اقرأ أيضاً:

«حزب الله» ذراع إيران لتدريب الميليشيات

عمليات تهريب لا تخلو من المخدّرات

أسلحة إيرانية لتغذية الفوضى والحرب

Email