الجبير وتيلرسون: إيران تزعزع استقرار المنطقة

خادم الحرمين: ما يربط السعودية بالعراق أواصر دم وتاريخ

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

خطت المملكة العربية السعودية خطوات واسعة باتجاه محاصرة المشروع الايراني التخريبي في المنطقة وفيما اتفقت واشنطن مع رؤية الرياض حيال تهديد طهران للأمن والسلم العالميين، توجت السعودية تطور علاقتها مع العراق بمجلس اقتصادي تنسيقي مشترك أطلقه رسمياً، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وشدد العاهل السعودي خلال حفل التوقيع على مذكرة تأسيس المجلس أن ما يربط السعودية بالعراق ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد.

فرصة تاريخية

وقال الملك سلمان أمام العبادي والوفد الوزاري الكبير المرافق له إن «الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة». وأضاف «إننا نواجه في منطقتنا تحديات خطيرة تتمثل في التطرف والإرهاب ومحاولات زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا ما يستدعي منا التنسيق التام لمواجهة هذه التحديات». مؤكداً تطلعه إلى أن تسهم اجتماعات مجلس التنسيق السعودي العراقي في المضي إلى آفاق أوسع وأرحب.

وأضاف: «نبارك لأشقائنا في العراق ما تحقق من إنجازات في القضاء على الإرهاب ودحره». وتابع: «نؤكد دعمنا وتأييدنا لوحدة العراق واستقراره»، مضيفاً: «نواجه في منطقتنا تحديات خطيرة تتمثل في التطرف والإرهاب ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا».

تطورات

من جانبه، أشاد رئيس وزراء العراقي بالتطور الذي تشهده العلاقات بين السعودية والعراق، مشيراً إلى أن الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي ـ العراقي جاء ثمرة الجهود والنوايا الطيبة المشتركة التي تعبر عن توجهات وسياسات قيادتي البلدين.

وفي كلمته خلال الاجتماع الأول للمجلس، أزجى العبادي، شكره لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. واستعرض العبادي عدداً من موضوعات التعاون والمصالح المشتركة بين المملكة والعراق، وربطها بشبكة علاقات بمختلف المجالات للإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وتوسيع التعاون الأمني والاقتصادي والتجاري والثقافي.

محاربة الإرهاب

وأكد أهمية تركيز التعاون في محاربة الإرهاب، والعمل لإيضاح أنه لا يمثل ديننا الإسلامي، وهو عدو للإنسانية جمعاء، وأن الدول العربية والإسلامية هي الأكثر تضرراً منه ودماراً. وشدد العبادي على أن المنطقة لا تحتمل المزيد من التقسيم ولا استمرار النزاعات، وضرورة إنهاء النزاعات المسلحة ووقف سياسات التدخل في شؤون الآخرين من أجل مصلحة خاصة لهذه الدولة أو تلك، والبدء بمرحلة جديدة من التعاون الشامل والتكامل الاقتصادي المشترك.

وقال العبادي: «نحن نؤمن أن أمننا واستقرارنا واقتصادنا ومصالحنا يجب أن تتم صياغتها بعمل مشترك بين دول المنطقة، نريد أن يعيش الجميع باستقرار ورفاهية، وإننا مستعدون لتوحيد جهودنا مع جهود إخواننا للبدء بعهد جديد من السلام والاستقرار والتنمية وإقامة شبكة مصالح تخدم شعوبنا وتعمّق علاقاتنا وتفتح أبواب المستقبل للشباب بدلاً من أن تخطفه عصابات الإرهاب والجريمة». من ناحيته دعا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في الرياض أمس، الميليشيات الإيرانية إلى مغادرة العراق مع اقتراب حسم المعركة مع تنظيم داعش، في دعوة تعكس سعي الولايات المتحدة الحثيث للحد من نفوذ طهران في الشرق الأوسط.

وقال تيلرسون، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض، «بالطبع هناك ميليشيات إيرانية. والآن، بما ان المعركة ضد تنظيم (داعش) شارفت على نهايتها، فان على تلك الميليشيات العودة الى موطنها. وطالب وزير الخارجية الأميركي أيضا الدول والشركات الأوروبية التي تقيم «علاقات تجارية مع الحرس الثوري الإيراني» بوقف هذه الأعمال، معتبرا ان هذه الدول والشركات «تواجه مخاطر كبيرة».

أكد الجبير وتيلرسون أن دور إيران مزعزع للأمن في المنطقة. وقال الجبير، إن الجانبين بحثا خطر إيران على المنطقة. من جانبه، قال تيلرسون إن «زيارتي الثالثة للرياض تؤكد عمق العلاقات بين البلدين». وتابع: بحثت في الرياض دور إيران المزعزع للأمن في المنطقة. وعقد وزير الخارجية الأميركي اجتماعا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

أهداف

يهدف المجلس، الذي أقره مجلس الوزراء السعودي منتصف أغسطس الماضي، ووقع على تأسيسه من الجانب السعودي وزير التجارة والاستثمار ماجد بن عبدالله القصبي، وعن الجانب العراقي وزير التخطيط سلمان الجميلي، إلى رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية والاستثمارية والثقافية بين البلدين، ما يفتح بارقة جديدة أمام العراق لإنعاش اقتصاده وترميم ما خلفته الحروب داخله.

مباحثات

بحث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان مع العبادي، مستجدات الأوضاع في المنطقة، بما فيها الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب بجانب العلاقات الثنائية بين البلدين التي تشهد تطوراً متلاحقاً خلال الفترة الأخيرة.

Email