مشاورات في كردستان لتشكيل حكومة انتقالية

واشنطن تطالب بغداد بالحد من تحرّكاتها قرب كركوك

■ عناصر من قوات البيشمركة الكردية في شمال كركوك | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال ملف كردستان يتفاعل داخلياً وخارجياً، ففيما طالبت الولايات المتحدة الجيش العراقي بالحد من تحرّكاته قرب كركوك، تجري مشاورات بين قوى سياسية كردية لتشكيل حكومة انتقالية في الإقليم.

وأعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من أعمال العنف في شمال العراق، مطالبة الجيش العراقي بالحد من تحركاته بالقرب من كركوك. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان إنه، وتجنباً لأي سوء فهم أو مواجهات جديدة، نطلب من الحكومة المركزية تهدئة الوضع من خلال الحد من تحركات قواتها المسلحة الاتحادية في المناطق المتنازع عليها، والقيام حصراً بالتحرّكات التي تم تنسيقها مع حكومة إقليم كردستان.

وأضافت في بيان أنّ واشنطن تشعر بالقلق إزاء تقارير عن اشتباكات عنيفة حول مدينة التون كوبري، مشيرة إلى أنّ إعادة تأكيد السلطة الاتحادية على المناطق المتنازع عليها لا تغير بأي حال من الأحوال وضعها، تبقى موضع نزاع حتى يتم حل وضعها بموجب الدستور العراقي. وكرّرت وزارة الخارجية الأميركيّة في بيانها نيّتها مواصلة العمل مع مسؤولي الحكومتَين المركزية والإقليمية للحد من التوترات وتشجيع الحوار.

مشاورات كردية

على صعيد متصل، أماط تحالف الديمقراطية والعدالة، اللثام عن مشاورات لتشكيل حكومة انتقالية في كردستان، تنحصر مهامها في استقرار الأوضاع وتحسين أحوال المواطنين وإجراء حوار مع بغداد. وقال الناطق باسم التحالف ريبوار رشيد، إن تحالف الديمقراطية والعدالة وحركة التغيير والجماعة الإسلامية الكردستانية تشترك في طرح مشروع إقامة حكومة انتقالية في إقليم كردستان، مبيناً أن هناك مشاورات بين الأطراف الثلاثة لتحقيق هذا الهدف. وشدّد رشيد على أن تشكيل حكومة انتقالية لإدارة الوضع في إقليم كردستان ضروري بالمرحلة الحالية، لاستقرار الأوضاع وتنظيم وإجراء حوار جدي وشفاف مع بغداد، مؤكّداً ضرورة البدء بمرحلة جديدة في العلاقات بين بغداد وكردستان. من جانبها، أعلنت كل من الجماعة الإسلامية وحركة التغيير الكردية، عن خارطة طريق لحل الأوضاع الحالية في كردستان.

صرف رواتب

إلى ذلك، كشف مصدر في رئاسة الوزراء العراقية، أمس، أنّ المجلس يدرس آلية صرف رواتب موظفي السليمانية وكركوك بدءاً من الشهر المقبل، وتشكيل لجنة بعضوية مجلسي محافظتي السليمانية وكركوك، لرسم آلية صرف رواتب موظفي الملاك الدائم في المحافظتين.

وأضاف المصدر أن الاتصالات التي أجراها رئيس الوزراء مع المسؤولين الأكراد أفضت إلى اتفاق بشأن دراسة عملية صرف رواتب الموظفين، من أجل المساهمة في إعادة استقرار كركوك، ومنح موظفي السليمانية مستحقاتهم المتوقفة، مشيراً إلى أنّ عملية صرف الرواتب تحتاج دراسة إمكانية الموازنة العامة التي تعاني من العجز، إلّا أن مرتبات الموظفين في كردستان هي ضمن حصة الإقليم الـ 17 في المئة، ويفترض أن تكون موجودة في خانتها التخصيصية، والتصرف بها وفق المقتضيات.

بدء حوار

بدوره، أعلن مسؤول مكتب التنظيم في الاتحاد الوطني الكردستاني رفعت عبد الله، أنّ وفداً رفيع المستوى من الاتحاد الوطني الكردستاني سيزور بغداد قريباً، لمعالجة المشكلات والبدء بحوار لمعالجة النتائج السلبية للاستفتاء.

وأوضح عبدالله أنّ إجراء الاستفتاء برغم معارضة أغلب قيادات الاتحاد الوطني وما تمخض عنه من نتائج كارثية، عجلت بعودة قوات الجيش العراقي، ما يثبت فشل سياسة بارزاني.

وطالب عبدالله رئيس الإقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني إلى تقديم استقالته والاعتذار من شعب كردستان، مرجحاً أن يكون الإصرار على إجراء الاستفتاء ناجماً عن إملاءات خارجية.

شروط بغداد

على صعيد متصل، صرح الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي، أمس، بأن حكومته لم تحدد أي موعد لاستقبال وفد رسمي كردي بشأن التباحث مع بغداد .

وأضاف الحديثي: «أي مفاوضات ستكون مشروطة بالتأكيد على وحدة البلاد والدستور واحترام سيادة الحكومة الاتحادية، على المنافذ الحدودية والمطارات والثروات السيادية وقوات البيشمركة والأجهزة الأمنية الكردية ،وفرض القانون في المناطق المتنازع عليها ومنع أي سلوك منافي للدستور من قبل الإقليم، الحديث عن الاستفتاء ونتائجه لم تعد مطروحة مطلقاً».

Email