تيلرسون يُجري لقاءات في الرياض

الإمارات: الكرة في ملعب قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

شدد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنه مع اقتراب موعد القمة الخليجية المقبلة، فإن العقل والمنطق يفرضان أن تراجع الدوحة سجلها لتنهي أزمتها، مشيراً إلى أن الكرة في ملعبها، وهي تدرك المطلوب منها. يأتي ذلك في وقت يجري وزير الخارجية الأميركي لقاءات في الرياض بخصوص الأزمة، بينما اعترف مسؤول إيراني بدعم بلاده لقطر رغم علمها بدعم «تنظيم الحمدين» للإرهاب. وكشفت حركة «حماس» الفلسطينية عن أن قطر غاضبة من تقارب الحركة مع مصر.

وقال معالي الوزير أنور قرقاش في تغريدة على «تويتر» إنه، «مع اقتراب موعد القمة الخليجية القادمة، العقل والحكمة والمنطق أن تراجع الدوحة سجلها لتنهي أزمتها، الكرة في ملعبها وهي تدرك المطلوب منها».

كسر الجمودفي الأثناء، بدأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس، زيارته الثانية للمملكة السعودية في بضعة أشهر، قبل أن يتوجه إلى قطر، في محاولة جديدة لكسر الجمود في الأزمة التي أطلقها دعم قطر للإرهاب وساهم في استمرارها تعنت «تنظيم الحميدن» في الاستجابة لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

وبدأ وزير الخارجية الأميركي اجتماعاته الرسمية بلقاء مع نظيره السعودي عادل الجبير، على أن يجري في وقت لاحق محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان. ويتوجه تيلرسون إلى الدوحة بعد الرياض، على أن تشمل جولته الخارجية أيضاً، والتي تستمر حتى 27 أكتوبر، الهند وباكستان.

اعتراف إيراني

من جهته، اعترف محلل الشؤون الدولية والسفير الإيراني الأسبق لدى الصين، حسين ملائك، دعم قطر والإرهاب في سوريا والعراق، ورغم ذلك، اعتبر أن وقوف بلاده إلى جانب هذا النظام الداعم للإرهاب غير منطقي، مرجحاً فتح حوار مع المملكة العربية السعودية بدلاً من مساندة الدوحة في الأزمة الخليجية. واعترف الدبلوماسي الإيراني، في حوار مطول مع موقع «خبر أونلاين» الإيراني، بأن بلاده انتهجت سياسة أمام قطر من شأنها مواجهة المملكة العربية السعودية، وحاولت إجهاض ضغوط الأخيرة على قطر، معتبراً أن سياسة بلاده في هذا الصدد غير سليمة وغير منطقية.

وقال «ملائك» خلال الحوار، إن قطر بلد ثري، أنفق مبالغ طائلة لدعم الفصائل السياسية وحاول التأثير على المنطقة، وهو ما جعل بلداً صغيراً بهذا الحجم يقحم نفسه في صنع القرار العالمي، معترفاً بأن قطر وتركيا أكبر ممولي الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، متسائلاً: «لماذا عارضت إيران قرار الغرب، خاصة الولايات المتحدة، بتجفيف منابع التمويل المالي للإرهاب؟». وقال إذا كان هدف الائتلاف ضرب مصادر تمويل الإرهابيين، لماذا ينبغي علينا معارضته؟!.

وأكد الدبلوماسي السابق في حواره، أنه كان ينبغي على بلاده دعم الحوار مع المملكة العربية السعودية بدلاً من مساندة قطر الداعمة للإرهاب، مشدداً على أن ذلك كان سيصب في صالح طهران، منتقداً بلاده بالقول: «كان يجب على وزارة الخارجية الإيرانية الاحتجاج على تصريحات وزير الخارجية القطري الذي قال إن الضغوط العربية جعلتنا نتقرب أكثر إلى إيران»، وهو ما اعتبره ملائك تصريحاً يظهر إيران كبلد غير مقبول دولياً.

تبادل تجاري

وأشار سفير إيران الأسبق لدى الصين، إلى رفع حجم التبادل التجاري بين إيران وقطر، قائلاً: «ارتفعت الصادرات الإيرانية إلى قطر لتسجل 60 مليون دولار منذ المقاطعة العربية، ليصل حجم التبادل التجاري في الأشهر الـ6 الأخيرة إلى 180 مليون دولار بعدما كان 120 مليون دولار العام الماضي، ولنفترض أنه في المستقبل وصل هذا المبلغ إلى 200 مليون دولار، فالخسائر التي تحملتها إيران جراء سياسة قطر في سوريا والعراق تفوق بكثير هذا المبلغ».

فتح حوار

وانتقد المحلل والدبلوماسي الإيراني السابق دعم بلاده لقطر، قائلاً: «بدلاً من دعم قطر، كان ينبغي علينا دعم سياسة المملكة العربية السعودية، ولو فعلنا ذلك لتمكنا على الأقل من فتح حوار مع هذا البلد الذي يلعب دوراً إقليمياً أكبر، ويعد من خصوم إيران في العالم، ولتوصلنا مع الرياض إلى اتفاق لخفض العداء وإحداث توازن في العلاقات، لكن الآن أحكمنا عداءنا بالسعودية من خلال الامتياز المالي المحدود من قطر»، مذكراً بلاده بأنها تمكنت خلال أزمة أفغانستان من الحصول على امتياز عبر مهادنة الولايات المتحدة.

عرقلة

إلى ذلك، قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، إن قطر لا تؤيد التقارب بين «حماس» ومصر، خاصة في جهود ملف المصالحة، وذلك بعدما حاولت الدوحة التدخل في هذا الملف دون أن تكلل مساعيها بالنجاح. ورد السنوار عن سؤال وجهه له أحد الشبان في قطاع غزة، خلال لقاء شبابي كان يحضره، عن إمكانية تواصل «حماس» مع قطر لدفع رواتب موظفيها في غزة لحين انتهاء اللجنة القانونية التي تم الاتفاق عليها في القاهرة، بالقول: «إن قطر غير راضية عن حماس بسبب بعض خطواتها».

خالد بن أحمد: «الجزيرة» قناة لتزوير وتزييف الحقائق

أكد وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد، أن المسجونين في مملكة البحرين هم مجرمون ويقضون فترات في الحبس بعد أحكام قضائية، بعكس سجن السلطات القطرية للكثير من «أحرار العرب»، مشيراً إلى أن قناة الجزيرة تعكس سياسة قطر القائمة على التزوير وتزييف الحقائق والوقائع بشكل فج.

وقال وزير الخارجية البحريني في سلسلة تغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، «تويتر»، «من في السجن في البحرين هم مجرمون يقضون أحكامهم بحكم قضائي بعكس قطر التي تمتلئ سجونها بأحرار العرب الذين غيبوا في السجن ظلماً ودون محاكمة»، مضيفاً أن «سجن جو يعمل حسب المعايير العالمية بشهادة المنظمات الدولية ويخضع لإشراف دائم ومستمر من قبل وزارة الداخلية وآليات حقوق السجناء والمحتجزين».

وتابع الوزير قائلاً أن «أزمة قطر لا تقوم فقط على أعمالها المشينة وتآمرها على أشقائها، بل أيضًا على وضعها الاجتماعي المزري القائم على الظلم والقهر والعنصرية»، مشيراً إلى أن «الجزيرة قناة تعكس بكل أمانة سياسة قطر القائمة على التزوير وتزييف الحقائق بشكل فج، وما أكاذيبها الأخيرة عن سجن جو إلا خير مثال».

Email