5 عوامل وراء حقد الإرهابيين على مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

عددٌ من العمليات الإرهابية شهدتها مصر خلال الأسابيع الماضية، كان آخرها العملية التي هزت الرأي العام واستشهد فيها عدد من ضباط وأفراد الشرطة في الواحات البحرية بمحافظة الجيزة، أثناء تصديهم لمجموعة إرهابية.

ويؤكّد مراقبون ومحلّلون سياسيون، أنّ هناك خمسة أسباب رئيسية تستنفر الإرهابيين في مصر، أولها عملية تضييق الخناق على الدول الداعمة والممولة للإرهاب. وأرجع عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرّف في مصر اللواء فؤاد علام، أسباب العمليات الإرهابية إلى الضغوط الممارسة على قطر التي تحاول الهروب من تداعيات المقاطعة وإثبات أنّها قادرة على مواصلة سياساتها.

ويرتبط السبب الثاني بالنجاحات التي حققتها قوات إنفاذ القانون في سيناء، وقوات الشرطة في المحافظات في تعقب البؤر الإرهابية ومداهمتها وضبط العديد من عناصرها، الأمر الذي ولّدَ رغبة انتقامية لدى الإرهابيين للرد والثأر لقتلاهم.

ويكشف علام عن استراتيجية يعكف عليها المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرّف تستهدف القضاء على الإرهاب من خلال تضافر جميع الجهود، وليست الجهود الأمنية فقط، مطالباً بضرورة إجراء دراسة أمنية شاملة حول الحادث الإرهابي الأخير للوقوف على الثغرات التي سمحت بتنفيذه وتفاديها.

تخريب مصالحة

ويكمن السبب الثالث في توقيت تنفيذ العمليات الإرهابية بعد نجاح الجهود المصرية في تحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وهي المصالحة التي لم ترق للإرهابيين التي راحوا يردّون بعمليات إرهابية.

ويلفت المحلل السياسي عبد المنعم سعيد، إلى أنّ العناصر الإرهابية حاولت من خلال العملية الأخيرة التقليل من تأثير المصالحة الفلسطينية على الأوضاع في المنطقة، وسعى الإرهابيون لإفشال مصر عقب عودة دورها السياسي في المنطقة، والجهود التي تبذلها في ملف القضية الفلسطينية، ودورها في الملف السوري وعلى الساحة الليبية.

مكائد ومؤامرات

ويشير مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء فاروق المقرحي إلى أنّ السبب الرابع هو ما يتعلق بالإنجازات التي حققتها الدولة المصرية وافتتاح العديد من المشروعات، والتي تسعى العناصر الإرهابية للتغطية عليها والإيحاء بعدم استقرار مصر وإرباك البلاد، مشيراً إلى أنّ العملية الأخيرة جاءت بعد تدشين المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة، وفي ظل الإنجازات والمشروعات الحالية والتي عزّزت من حقد الإرهابيين والذين سعوا لإفساد فرحة المصريين بتلك الإنجازات. ويلفت المقرحي إلى الدور الذي تلعبه أجهزة استخباراتية عالمية في دعم الإرهاب في مصر، ومن بينها قطر وتركيا وإيران، على اعتبار أن ذلك الثلاثي يمثل محور الشر الذي يحيك المكائد والمؤامرات لمصر والمنطقة، مشدّداً على أنّ مثل تلك العمليات الإرهابية لا يمكن أن تثني قوات الأمن عن دورها في مكافحة الإرهاب أينما كان على اعتبارها حرب وجود لا تراجع عنها.

عد تنازلي

أمّا خامس وآخر الأسباب فيرتبط ببدء العد التنازلي لإجراء الانتخابات الرئاسية الجديدة في مصر العام المقبل، وسط مؤشرات على زيادة وتيرة العمليات الإرهابية في ضوء محاولات العناصر الإرهابية للتأثير على تلك الانتخابات.

ويشير الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء جمال مظلوم، إلى المخاوف المرتبطة بارتكاب جرائم إرهابية خلال المرحلة المقبلة كلما اقتربت الانتخابات الرئاسية، وفي ضوء سعي العناصر الإرهابية لإحباط النجاحات والإنجازات التي تحققت بالفعل في مصر والتغطية عليها.

صمود

تأتي العمليات الإرهابية في ظل صمود أمني وشعبي واسع، وإدراك ملحوظ إلى أن مسألة الحرب على الإرهاب تستغرق وقتاً طويلاً، وهو الأمر الذي عكسته ردود الأفعال على العملية الإرهابية الأخيرة التي وقعت في الواحات، والتي أكدت مدى ثقة الشارع المصري في قيادات الدولة وأجهزة الأمن الماضية في محاربة الإرهاب، وسط تأكيدات على أن مثل تلك الأعمال الإجرامية لن تثني مصر عن مواصلة جهودها لدحر الإرهاب.

Email