مغالطات لوزير خارجية «الحمدين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بتبريرات واهية وأساليب مرتبكة، حاول وزير خارجية «الحمدين»، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقابلته مع العدد الأخير من مجلة «جون أفريك» الفرنسية، أن يجد مخرجاً من الأسئلة المحرجة التي حاصره بها الصحافي الذي أجرى المقابلة، ما اضطره لارتكاب مغالطات سخيفة، والخروج باستنتاجات شخصية، محاولاً تلميع وجه نظامه المشوه على الصعيد العالمي.

تبدأ المقابلة بالسؤال عن سبب الموقف الصارم لكل من السعودية والإمارات البحرين ومصر ضد قطر، يرد وزير الحمدين، مكرراً نفس السمفونية القديمة المشروخة، وهي أن دعم الإرهاب ليس هو السبب، وذلك بالرغم من الأدلة التي قدمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، مشفوعة بالوثائق الصادرة حتى من جهات دولية، قبل أن تتخذ هذه الدول موقفها الأخير من نظام الدوحة المعزول.

لكن الصحافي يرد بسؤال استنكاري على جوابه، قائلاً: هل يعني هذا أيضاً أنهم (رباعية مكافحة الإرهاب)، احتجزوا أفريقيا كرهينة، حيث صوتت 6 بلدان في القارة رسمياً ضد قطر في اليونسكو؟.

يرتبك وزير «الحمدين» في رده، ويحاول التخفيف من حجم المعلومة الصادمة التي فاجأه بها الصحافي، فيجيبه قائلاً «لا، ليست ست، بل خمس، يرى البعض أن ليبيا هي إحدى هذه البلدان، ولكن في الواقع، كان الجزء غير الشرعي الذي انضم إلى الدول الرباعية، فالجزء الشرعي في طرابلس يدعمنا».

سطحية رد الوزير وتعسفه في الجواب، لم تقنع الصحافي: فأمطره بسؤال آخر صريح ومباشر: لكن لا يوجد أي بلد أفريقي دعمكم، صراحة؟. هنا بدأ وزير الحمدين يبحث عن مشجب يعلق عليه هذا الفشل الذريع، الذي لم يعد قادراً على إخفائه، فلجأ كالعادة إلى اتهام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بأنها تقف وراء تجنيد قارة أفريقيا بأسرها ضد قطر، وهذا اتهام يعجز عن تصديقه أغبى الأغبياء، إذ كيف لأربع دول أن تتحكم في موقف قارة يزيد عدد دولها عن 50 دولة حرة ومستقلة، وتجبرها على الانصياع لها خلال خمسة أشهر؟!

يسأله الصحافي، هل لديك أمثلة على الدول الأفريقية التي تم شراء مواقفها وابتزازها من طرف الرباعية؟، فيذكر له جزر القمر وجيبوتي والصومال، التي يثني الوزير على صمود حكومتها في وجه «الابتزاز»، لكن من غرائب الصدف، أنه في الوقت الذي كان فيه الوزير يشيد بثبات حكومة الصومال أمام الإغراءات، كان موقع «جاروي أون لاين» الصومالي، يفضح سر موقفه، كاشفاً عن قيام قطر بتجنيد شباب عاطلين عن العمل في جيشها لزيادة تعداده، وذكر الموقع الناطق بالإنجليزية، أن التحقيقات التي أجراها، أظهرت أن مسؤولين رفيعي المستوى في الصومال، يقومون بتسهيل برنامج التجنيد الذي يجري تنفيذه حالياً في عدة مناطق شبه ذاتية الحكم في البلاد.

وحشر الصحافي الوزير أيضاً في الزاوية، انطلاقاً من أجوبته المردود عليها أصلاً، فسأله: "ألا تستخدم قطر أموالها لخدمة دبلوماسيتها؟". هرب الوزير إلى الأمام، معتبراً ما تقوم به قطر هو «دبلوماسية التنمية»!، دون أن يسأل نفسه: أليست هذه هي عين الرشوة والإغراء. في ميزان وزير الحمدين، الدولة التي لا تقف مع قطر دولة مرتشية وخائنة، والدولة التي تقف معها، أو على الأقل تحافظ على علاقتها معها، مبرأة من تلك التهم، ولهذا، لم يكن حظ موريتانيا أحسن من حظ البلدان الأفريقية الأخرى، فقد نالت نصيبها من اتهامات الوزير الجاهزة في تلك المقابلة.

Email