«الإرهاب.. حقائق وشواهد» تناول علاقة الدوحة بجبهة النصرة

أموال «الفدية» القطرية لتزييت عجلات الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد باحثون أن قطر لعبت دوراً في تزييت عجلات الإرهاب في سوريا، وذلك من خلال علاقاتها المشبوهة وتمويلها وخصوصاً لتنظيم جبهة النصرة «القاعدة».

وتناولت الحلقة الرابعة عشرة من البرنامج الأسبوعي «الإرهاب.. حقائق وشواهد» الذي تبثه قناة الشارقة الفضائية التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام مساء كل خميس، العلاقة المشبوهة التي تربط نظام الدوحة بجبهة النصرة الإرهابية في سوريا، كاشفة عن أصناف الدعم التي قدمتها قطر لها، سواء على صعيد التمويل المالي، أو إيواء الأفراد على أراضيها، أو دعمها إعلامياً من خلال الترويج لفكرها، رافعة الستار عن أثر تلك العلاقة المشبوهة على الساحة السورية والمنطقة برمّتها.

واستضافت الحلقة التي قدّمها الإعلامي إبراهيم المدفع، كلاً من د. سمير التقي، مدير عام مركز الشرق للبحوث، الذي حلّ ضيفاً في الاستوديو، وعبر الأقمار الصناعية من العاصمة السعودية الرياض، عبدالرحمن الطريري، الكاتب والمحلل السياسي، ومن العاصمة المصرية القاهرة، علي بكر، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة بمركز الأهرام للدراسات السياسية.

وعرضت الحلقة في بدايتها تقريراً عرّف بالخطّ التاريخي لنشأة جبهة النصرة في سوريا واقتران اسمها بقطر، بالاستناد إلى حزمة من الحقائق والشواهد، حيث أشارت التقارير الموثّقة إلى أن جميع صفقات الخطف التي قامت بها الجبهة لأطباء وراهبات وجنود حفظ سلام، وصحافيين وشخصيات أخرى، خرجت منها بملايين الدولارات نظير الإفراج عنهم، بعد قيام قطر بدفع الفدية تزييتاً لعجلات الإرهاب.

واستهلّ د. التقي حديثه مستعرضاً طبيعة العلاقة بين النظام القطري، وجبهة النصرة، واصفاً إياها بالعلاقة العضوية، مشيراً إلى أن كلمة «النصرة» هي تسمية ابتدعتها الدوحة من أجل إعطاء انطباع للقوى الدولية بأنها تنظيم يختلف عن «القاعدة»، ويمكن له عملياً أن يندرج ضمن نوع من التيارات «الإسلامية» في سوريا، بعيداً عن قوائم الإرهاب السوداء.

تغيير مسميات

وقال التقي: «تبيّن للإدارة الأميركية أن ما حصل مجرد عملية تغيير مسميات من جانب قطر مباشرة، وهناك عدد من الشخصيات المعروفة بعلاقتها بالدوحة لها عضوية في المجلس الشرعي للجبهة، وبالتالي فإن العلاقة ومنذ الولادة كانت في إطار محاولة تكييف التنظيم وتسويقه للأوساط الغربية باعتباره مغايراً للقاعدة».

ومن جانبه تناول الكاتب عبدالرحمن الطريري تركيز النظام القطري على دعم جبهة النصرة في سوريا دون سواها قائلاً: «الأمر يرتبط بنقطتين أساسيتين، الأولى تاريخ علاقة قطر بتنظيم القاعدة، والثانية تاريخ علاقتها بنظام بشار الأسد، حيث سعت قطر وعبر قناة الجزيرة لأن تكون المنصة الرئيسية لتسويق تنظيم القاعدة من أشرطة أسامة بن لادن وحتى الظهور الأول للجولاني زعيم النصرة عبر شاشاتها».

وحول وجود تنسيق بين الدوحة ودمشق، قال: «بلا شك هناك تنسيق بين النظامين السوري والقطري، كون العلاقات كانت جيدة تاريخياً وخصوصاً من العام 2003 مع النظام السوري وحزب الله، ومع بداية العام 2011 ظهر للإعلام وجود بعض التوتر، لكن لا أعتقد أن قنوات الاتصال توقّفت تماماً، وحتى ولو كانت كذلك، فهي بالتأكيد استمرت مع النظام الإيراني».

علاقة أوسع

ولفت الباحث علي بكر الانتباه إلى دور قطر في دعم القاعدة دون سواها من الفصائل في سوريا، مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى علاقة الدوحة بالجبهة في سوريا ضمن علاقة أوسع وأكبر وهي علاقتها بتنظيم القاعدة.

وأضاف إن جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا، ساعدتها الدوحة على الدخول في تحالفين مهمين، الأول كان تحالف جيش الفتح الذي جمع الفصائل المتشددة وخاصة عند معركة إدلب، ثم بعد ذلك الانفصال، والتحول إلى هيئة تحرير الشام، لذلك فإن القاعدة في سوريا تربطها علاقة جيدة جداً بالدوحة وهي حريصة على تنفيذ توجيهات قطر بكل الأشكال».

وقال بكر: «القاعدة وبالرغم من مهاجمتها لكل الدول العربية تقريباً إلا أنها لم تهاجم قطر، وبالتالي فإن العلاقات القديمة بين الطرفين جعلت النصرة هي الأقرب لأن تكون ذراع الدوحة المنفذة لأهدافها ومخططاتها التخريبية في سوريا، جنباً إلى جنب مع الأذرع الأخرى لها في اليمن وشمالي أفريقيا وغيرها من تلك المناطق».

أذرع

أكد الباحث علي بكر أن هدف قطر من إنشاء علاقات مع تنظيمات إرهابية مشبوهة يكمن في جعل تلك المجموعات أشبه بالأذرع التي تستخدمها الدوحة في المنطقة والمناطق البعيدة عنها والتي لا يمكن الوصول لها بالقوى التقليدية، كون قطر تمتلك أهدافاً وطموحات أكبر بكثير من إمكانياتها السياسية والعسكرية والجغرافية.

Email