«الإقليم» يعيش المرارة بعد فرحة الاستفتاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

عبر اكراد عراقيون عن خيبة أملهم بعد ثلاثة أسابيع على احتفالهم بتنظيم استفتاء لاستقلال إقليم كردستان عن العراق ورأوا أن قادة الإقليم «جعلونا نحلم بدولة كردية وتخلوا عنا»، بعد استعادة حكومة بغداد سيطرتها على محافظة كركوك ومناطق متنازع عليها.

وقال عمر محمود، 41 عاماً، المقيم في مدينة كركوك، إن «من كان يجعلنا نحلم بدولة كردية تخلى عنا أمام القوات العراقية والحشد الشعبي وجعل الكرد يهربون خوفاً، من كركوك». وأضاف ان القادة الأكراد الذين طالبوا البشمركة بالانسحاب «يجب محاكمتهم وليس فقط إقصاؤهم عن السلطة».

بدوره قال هيوا بابكر، رجل الأعمال البالغ 48 عاماً المقيم في كركوك، إن الأكراد ليسوا الوحيدين الذين يعيشون «حالة صدمة» في مدينة كركوك التي توصف بـ«قدس كردستان».

وبالإضافة لأهمية كركوك المعنوية بالنسبة لكردستان، فإنها مورد غني للنفط الذي يعد الضمان الوحيد لقابلية أي دولة كردية للحياة.

وفي اربيل، عاصمة الإقليم، أتت الضربة أكثر إيلاماً لأنها كانت قبل ثلاثة أسابيع فحسب تضج باحتفالات الاستفتاء ورفعت في شوارعها أعلام الإقليم ولافتات تأييد الاستقلال. لكن رغم تواجد الأعلام واللافتات انقلبت المشاعر الى العكس تماماً الآن، ولم يذهب الكثيرون من سكان اربيل الى العمل وغابت الحياة عن الشوارع والأسواق وبدت المحال التجارية خالية.

وقال سيروان نجم (31 عاماً) وهو صاحب محل لبيع القرطاسية في اربيل، كانت سيطرة القوات الحكومية خلال ساعات قليلة على كركوك أمراً «غير متوقع».

وقال نجم متحدثاً لـ«فرانس برس» دون ان يحيد عينيه عن قناة اخبارية على التلفزيون «إذا عدنا في التاريخ إلى الوراء، نرى أن الدول الإقليمية تضطهد الكرد دائماً كي لا يحققوا طموحهم في الاستقلال».

وبعدما عاشه الإقليم من احتفالات بعد التأييد الكاسح للاستقلال في استفتاء 25 سبتمبر، كان كاميران احمد، الموظف الحكومي (47 عاماً) يعتقد أن الكرد ستكون لهم دولة قريباً. لكنه وصف ما حدث يوم الاثنين في كركوك بأنه «انقلاب عراقي بمباركة ودعم إيران وتركيا».

ويرى احمد أن «على المجتمع الدولي مساعدة الأكراد والاعتراف بالاستفتاء والعمل على انسحاب هذا الجيش» العراقي من كركوك.

ولكن شاكر كاكي المدرس الكردي في ثانوية بقضاء خانقين في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، وهي منطقة تتعايش فيها عدة أقليات، رأى أن الاستفتاء الذي نظمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني هو الشرارة التي أثارت الأزمة. واعتبر أن كل «ما يجري حالياً هو ردة فعل على قرار خاطئ بتنظيم الاستفتاء من قبل حكومة الإقليم، دون التفكير في العواقب».

إحباط

في مدينة السليمانية، ثاني مدن الإقليم ومعقل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني المنافس لرئيس الإقليم مسعود بارزاني، كانت الأوضاع مماثلة.

فقد أصيبت المدينة بصدمة جراء توافد عشرات الآلاف الأكراد قادمين من كركوك بعد دخول القوات الحكومية إلى هناك.

وقالت سازان توفيق (30 عاماً) المهندسة الزراعية، «أشعر بإحباط كبير اثر احداث اليومين الأخيرين، المستمرة والتي أدت لخسارة كثير من الأراضي التي كانت تحت سلطة إقليم كردستان، أشعر بخيبة أمل».

وتابعت «كأكراد نشعر بإهانة وما يحدث يعد كسر شوكة لكل مواطن كردي».

وأعربت عن سخطها على الأميركيين، قائلة «قبل أيام، كان الأميركيون حلفاء للكرد لأنهم كانوا يحتاجونهم ليقفوا في وجه زحف داعش، لكنهم اليوم أداروا ظهرهم لنا». بدوره، قال حسن محمد (52 عاماً) البائع في أحد أسواق السليمانية «لم أشعر في حياتي بخيبة (أمل) كالتي أعيشها» الآن.

وأضاف ان «تاريخ الكرد في العراق مليء بالانتكاسات، وما حدث في كركوك انتكاسة كبيرة».

Email