مطالب بتحرك أممي لإنقاذ المعارضة من بطش النظام

دبلوماســية الدوحــة «مكانك ســر»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا واضحاً أن الجولة الآسيوية لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، التي شملت دول ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا، تنبع من عزلة وفشل دبلوماسي، فيما طالبت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإنقاذ المعارضة السياسية السلمية القطرية من بطش نظام الحكم في الدوحة، بينما تحدثت عائلات مغربية عن «كوابيس مخيفة» بعد اختفاء أبنائها في قطر.

وقال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، عبر حسابه الرسمي على «تويتر» للتدوينات القصيرة: «تشير التقارير أن رحلة الشرق متواضعة النتائج، شعور العزلة الطاغي لن تفكه دبلوماسية مكانك سرّ»، مضيفاً «الأساس في المراجعة والتراجع عن سياسة الإضرار»، في إشارة إلى دعوته لدولة قطر بمراجعة سياساتها الداعمة للإرهاب والتطرف.

وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: إن قطر «لا تزال تدور حول إيران، ولم نرَ أي إشارة إلى مبادرة من قطر لحل الأزمة، ونحن ما زلنا بانتظار هذه الخطوة». وأضاف في تصريحات صحافية «نحن لسنا خاسرين.. نحن قلقون على أمن واستقرار وازدهار دولنا، وتقدم شعوبنا قبل أي شيء آخر، والأمر متروك لهم - القطريين - إذا كانوا يريدون حل أزمتهم أم لا».

إنقاذ المعارضة

في الأثناء، طالبت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإنقاذ المعارضة السياسية السلمية القطرية من بطش نظام الحكم في الدوحة، معربة عن القلق إزاء مواصلة الحكومة القطرية لحملة القمع والاضطهاد التي بدأتها ضد معارضيها منذ الخامس من يونيو الماضي عندما بدأت المقاطعة العربية لقطر بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب.

واستنكرت الفيدرالية ومقرها جنيف اقتحام قوات أمن النظام القطري لقصر الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني في الدوحة، وتجميد حساباته ومصادرة ممتلكات عائلته لأسباب سياسية تتعلق بمعارضته للنظام القطري، إضافة إلى مصادرة الأرشيف الضخم لوالده سحيم بن حمد آل ثاني وزير الخارجية السابق الذي يشكل ثروة معلوماتية وسياسية رفيعة القيمة، ويمثل تسجيلاً دقيقاً لتاريخ قطر وأحداثها الداخلية منذ الستينيات حتى وفاته عام 1985، وكذلك استيلاء السلطات القطرية على كل الأختام والصكوك والتعاقدات التجارية التابعة للشيخ سلطان بن سحيم، ما يشكل خطراً يتمثل في إمكانية تزويرها والإضرار به.

سلسلة إجراءات

وأشارت إلى أن اقتحام قصر الشيخ سلطان جاء بعد أيام قليلة من تجميد حسابات وممتلكات الشيخ القطري عبد الله بن علي آل ثاني المقيم بالمملكة العربية السعودية. ودانت الفيدرالية هذه الممارسات التي تعكس استبداد نظام الحكم القطري بحق المعارضين، وطالبت بالتحقيق في تلك الانتهاكات ضد المطالبين بإصلاحات سياسية.

وطالبت الفيدرالية وقف الحكومة القطرية انتهاكاتها الصارخة لمبادئ حقوق الإنسان وممارساتها الفجة بحق معارضيها السياسيين التي تشمل الاعتقال، وسحب الجنسية، ومداهمة المنازل، وتجميد الأرصدة، والتهديد بالإبادة باستخدام الكيماوي. كما دعتها إلى احترام حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير التي كفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وجميع المواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصلة.

كوابيس مخيفة

وأكد عدد من أسر العمال المغاربة في قصر الشيخ سلطان بن سحيم، فقدان الاتصال بهم، بعد اقتحام جهاز أمن الدولة القطري، للقصر واعتقال العاملين فيه. وقال الحسن الفارسي، والد يونس الفارسي، العامل المغربي في القصر إن الاتصال بابنه انقطع منذ نحو أسبوعين، مشيراً إلى أنه قد وردته معلومات عن اعتقال ابنه.

من جهتها، عبرت زهرة الواربي، والدة مصطفى الصدقاوي، وهو عامل مغربي آخر بقطر عن قلقها من الأخبار التي تردها عن ابنها المختفي منذ أيام. وأضافت لفضائية «سكاي نيوز عربية»، أن الأسرة تعيش كوابيس يومية، بسبب غياب ابنها وعدم قدرتها على التواصل معه منذ فترة.

وكانت مصادر أكدت اقتحام الأمن القطري لقصر الشيخ سلطان الخميس الماضي، ومصادرة جميع ممتلكات الشيخ والأرشيف الخاص بوالده الشيخ سحيم. وأكدت المصادر اعتداء أمن الدولة القطري على العاملين في القصر خلال الاقتحام، واعتقال بعضهم.

الجار الله

رأى أحمد الجار الله، رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية، أن قطر لو أنفقت الأموال الطائلة على شعبها بدلاً من دعم الإرهاب، لحسّن ذلك مستواها المالي وأثر إيجاباً في دول الخليج. وقال الجار الله في تغريدة له في «تويتر»: «إن الأموال التي دفعت لتمويل الإرهاب، التي يؤكدها العالم، لو أنفقتها قطر على شعبها وتحركت بها مع أشقائها في الخليج، لكانت في بحبوحة مال وعلاقات».

Email