الجامعة العربية تهنئ الفلسطينيين وتشكر مصر

السلطة الفلسطينية تستلم إدارة غزة في ديسمبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقّعت حركتا فتح وحماس في القاهرة اتفاق المصالحة الهادف إلى إنهاء عقد من الانقسامات بين الطرفين وحددا مهلة شهرين من أجل حل الملفات الشائكة. واتفق الطرفان برعاية مصرية على تسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة الخاضع حالياً لسلطة حماس، بحلول الأول من ديسمبر المقبل «كحد أقصى»، في حين هنأت الجامعة العربية، القيادة الفلسطينية والفصائل على الاتفاق، معربة عن شكرها لمصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي، لنجاحها في «إنجاز المصالحة الفلسطينية».

بحسب بيان صادر عن «هيئة الاستعلامات المصرية»، أن الحركتين اتفقتا على «تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون قطاع غزة كما في الضفة الغربية، بحد أقصى في الأول من ديسمبر 2017».

احتفالات

ووقعت الحركتان الفلسطينيتان على اتفاق المصالحة في مقر المخابرات العامة المصرية حيث جرت مفاوضات المصالحة على مدار اليومين الماضيين.وتم التوقيع أمام نحو 60 إعلامياً مصرياً وأجنبياً ووقع الاتفاقية رئيس وفد حركة فتح عزام الأحمد ورئيس وفد حماس صالح العاروري.

ومنذ الإعلان عن الاتفاق، يشارك آلاف الفلسطينيين في تجمعات عدة في قطاع غزة ابتهاجاً، ووزع عدد منهم الحلوى، كما رفعت صور للرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي إلى جانب أعلام فلسطينية ومصرية.

اجتماع موسع

وحسب البيان فقد وجهت مصر الدعوة «لعقد اجتماع بالقاهرة في 21 نوفمبر 2017 لكافة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاقية الوفاق الفلسطيني في 4 مايو 2011» والذي تم توقيعه في القاهرة.وعلى الفور رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاتفاق الذي اعتبره «نهائياً» على طريق تحقيق المصالحة.

وقال عباس إن «ما تم إنجازه من اتفاق يعتبر اتفاقاً نهائياً لإنهاء الانقسام» المستمر منذ عقد من الزمن.وأفادت مصادر بأن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية تابع من مكتبه في غزة تفاصيل الاتفاق.وأكد عزام الأحمد في مؤتمر صحافي عقب توقيع الاتفاقية على جدية المصالحة «هذه المرة بتعليمات الرئيس أبو مازن، يجب ألا تعودوا إلا وأنتم متفقون».

طي صفحة

وتابع «يجب طيّ صفحة الانقسام إلى الأبد لنوحد جهود الشعب الفلسطيني بكل قواه وفي مقدمتها فتح وحماس حتى نستطيع مجابهة الاحتلال من أجل تحقيق الحلم الفلسطيني».ومن جهته علّق العاروري «إننا في أمان وفي اطمئنان وفي ثقة بالمستقبل حينما تكون مصر إلى جانبنا».

وقال أحد المشاركين في المحادثات «بناء على الاتفاق سيتم تمكين الحكومة الفلسطينية من استلام كافة مهماتها في الشقين المدني والأمني، وسيتم إعادة انتشار 3000 رجل من الشرطة الفلسطينية تابعين للسلطة الفلسطينية» في قطاع غزة.

وأشار إلى أن الطرفين المجتمعين في مقر المخابرات المصرية اتفقا على «تنفيذ اتفاق القاهرة الموقع بين جميع الفصائل الفلسطينية في 4 مايو 2011».وينص اتفاق القاهرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية والتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية وتشكيل لجان مشتركة لاستيعاب الموظفين الذين وظفتهم حماس في المؤسسات العامة والبالغ عددهم نحو خمسة وأربعين ألف مدني وعسكري. كما يقضي بدمج الأجهزة الأمنية والشرطية في غزة والضفة الغربية بما يضمن وحدتها وتبعيتها لوزارة الداخلية.

إشراف

وقال المسؤول إن مصر ستشرف على تنفيذ الاتفاق.وتسيطر حماس المدرجة على لوائح العديد من الدول الغربية للمنظمات الإرهابية على قطاع غزة منذ 2007 بعد أن طردت حركة فتح منه إثر اشتباكات دامية. وتحاصر إسرائيل القطاع منذ 10 سنوات ما فاقم المشاكل الاجتماعية والبطالة التي يعاني منها القطاع حيث يتجاوز عدد السكان المليونين.وخلال الأشهر الماضية، اتخذت السلطة الفلسطينية اجراءات ضد قطاع غزة للضغط على حماس ابرزها خفض رواتب موظفي السلطة فيه، والتوقف عن دفع فاتورة الكهرباء التي تزود بها إسرائيل القطاع.

إنهاء إجراءات

وذكر عضو اللجنة المركزية في حركة فتح زكريا الاغا، في إشارة إلى التدابير التي أقدمت عليها السلطة لتشديد الضغوط على حماس، «كل الاجراءات التي تم اتخاذها مؤخراً ستنتهي قريباً جداً، في غضون أيام على أبعد تقدير وسيصدر الرئيس ابو مازن قراراً بإلغائها جميعاً».

وهنأت الجامعة القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، و«كل فصائل العمل الوطني والإسلامي وعموم الشعب الفلسطيني».

كما شكرت مصر والسيسي «لرعايتها جهود إنهاء الانقسام ونجاحها في إنجاز المصالحة الفلسطينية»، التي اتخذت أولى خطواتها بحل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، وبدء حكومة الوفاق الوطني تولي مهامها بالقطاع.

واعتبرت الجامعة أن هذا الإنجاز «سيعزز الموقف الفلسطيني إزاء التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، ويعتبر الضمانة الأساسية لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين».

وأضافت أنه سيساهم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، على خط الرابع من يونيو 1967.

نقلة

وصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إعلان التوصل لاتفاق بين فتح وحماس، بالنقلة النوعية في تاريخ القضية الفلسطينية الذي سيساهم في إعادة المسار الوطني لمكانه الصحيح، وسيعمل على استرجاع حالة الوحدة الوطنية لمواجهة تحديات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته السافرة بحق الأرض والإنسان الفلسطيني.

وأشارت في بيان لها، إلى أهمية الالتزام بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في أسرع وقت ممكن، مشددة على أن المصلحة الوطنية تتطلب خطوات سريعة وفاعلة لمواجهة التطورات الإقليمية والعالمية.

Email