القاهرة تشيد بانسحاب الصين لصالح مرشّحة مصر

جولتا انتخابات تحســمان «قطـرنة اليونسكو» اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تخوض مرشحتا مصر وفرنسا اليوم جولة تصفية لتحديد المرشحة التي ستخوض التصويت النهائي مساء نفس اليوم أمام مرشح قطر لرئاسة منظمة التربية والعلم والثقافة «يونسكو»، وشهدت باريس وروما وقفتي احتجاج ضد «قطرنة اليونسكو، في وقت أنشأت المعارضة القطرية حساباً يكشف صفقات الدوحة المشبوهة وعمليات شراء الذمم لإنجاح مرشّحها لرئاسة اليونسكو بأية وسيلة.

أعلن رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة أن مرشحتي كل من مصر وفرنسا مشيرة خطاب وأودرية ازولاي حصلتا على 18 صوتا لكل منهما في الجولة الرابعة، مقابل حصول المرشح القطري حمد الكواري على 22 صوتاً، بحسب موقع التليفزيون المصري على الانترنت.

وكانت الصين (5 أصوات) انسحبت من المنافسة لصالح مصر أمس، وأعلنت مصادر في «يونسكو» انسحاب مرشحة لبنان، فيرا خوري لاكويه، قبيل بدء الجولة الرابعة من انتخابات المنظمة الأممية أمس.
وانسحبت كذلك غواتيمالا والعراق وأذربيجان وفيتنام.

تقدير مصري

أكّد السفير محمد العرابي، مدير حملة السفيرة مشيرة خطاب، خوض مصر جولة الإعادة مع فرنسا اليوم. ونفى ما تردد بشأن انسحاب خطاب لصالح مرشح فرنسا، مؤكدًا «سنعمل على الفوز برئاسة اليونسكو».

وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية أن الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والصيني شي جين بينغ تبادلا رسائل من خلال اتصالات مكثفة قام بها وزيرا خارجية البلدين على مدى اليومين الماضيين، أكدت من جديد عمق علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تربط بين مصر والصين، ومستوى التنسيق الوثيق بينهما لتحقيق المصلحة المشتركة للبلدين.

قطرنة اليونسكو

ونشر حساب «قطر يليكس» المحسوب على المعارضة القطرية على موقع التدوينات المصغرة «تويتر»، فيديو بعنوان «قطرنة اليونسكو فساد وشراء للذمم». ويوضح الفيديو الذي نشرته «قطر يليكس» أن الدوحة تنشر فسادها في أروقة منظمة اليونسكو، ويوضح أن 10 مندوبين زاروا الدوحة قبل الانتخابات، كما أشار إلى أن الدوحة منحت هدايا سخية ومكافآت مالية لدعم مرشح قطر حمد الكواري في اليونسكو.

وبحسب الفيديو الذي نشره «قطر يليكس»، كان هناك اجتماع سري لشراء ذمم مندوبين لدول عربية وأوروبية، كما تعهدت قطر بعقد منتدى ثقافي دولي سنوي بباريس، كما تعهدت بتقديم التمويل اللازم لإعادة تأهيل مقر المنظمة. وأشار الفيديو إلى أن قطر ستساعد اليونسكو على سداد ديون بقيمة 329 مليون يورو.

وقفتان

وشارك عدد من المصريين والفرنسيين في وقفة ضد تنظيم الحمدين أمام مقر اليونسكو، احتجاجاً على شراء الدوحة الأصوات لمصلحة مرشحها حمد الكواري.

وتجمع متظاهرون خارج مقر المنظمة في باريس الأربعاء للاحتجاج على المرشح القطري. واتهم حسن الشلغومي، وهو إمام فرنسي تونسي، قطر برعاية المتشددين. وقال إنه لا ينبغي إتاحة الفرصة لها لرئاسة اليونسكو.

وقال رزق شحاتة، وهو سياسي من أصل مصري يرأس منظمة غير حكومية تدعم العلمانية في المجتمع الفرنسي، إن قطر تحاول شراء الأصوات في الانتخابات.

ونظمت الجاليات العربية وعدد من المواطنين الإيطاليين تظاهرة أمام السفارة القطرية في روما، وذلك بسبب الرشى التي قدمتها الدوحة لبعض الدول في انتخابات اليونسكو لدعم مرشحها، إضافة إلى دعمها الإرهاب في مختلف دول العالم.

شارك في التظاهرة بعض أعضاء البرلمان الإيطالي، منهم النائبة برلسكوني، ووزير الشؤون البرلمانية جان فولوني، وبعض الجاليات العربية، معلنين عن رفضهم التام الدعم المادي واللوجستي الذي تقدمه قطر للجماعات الإرهابية والمتطرفة، ودفعها رشى في معركة انتخابات اليونسكو.

وقال المستشار أحمد الفضالي، رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية العربية، إن مشاركتهم إلى جانب عدد من الجاليات الأجنبية والعربية للتظاهر أمام السفارة القطرية يأتي اعتراضاً على استخدام الأموال للحصول على أكبر عدد من الأصوات في انتخابات منظمة اليونسكو لمصلحة مرشح الدوحة، إضافة إلى دعم الإرهاب والتطرف في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأثره.

وكشف المستشار الفضالي عن اللقاء الذي عقده الوفد المصري برئاسته مع أعضاء بالبرلمان الإيطالي، وقال إن الوفد المصري والوزير الإيطالي فولوني التقيا عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي داخل البرلمان ورئيس لجنة العلاقات الخارجية، ودار نقاش حول الإرهاب والدول الداعمة له، مؤكداً أنهم أقنعوا أعضاء البرلمان الإيطالي بضرورة التصدي بكل قوة للتمويلات والدعم الذي تقدمه «الدوحة» للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وضرورة العمل على وقف الرشى القطرية داخل منظمة اليونسكو.

إسرائيل وأميركا تنسـحبان من «اليونسكو»

أعلنت إسرائيل أمس انسحابها من «منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم» (يونسكو)، إثر إعلام مشابه من الولايات المتحدة التي أعلنت الانسحاب من المنظمة اعتباراً من 31 ديسمبر المقبل، وهو القرار الذي أشادت به إسرائيل واعتبرته «شجاعاً وأخلاقياً»، إذ تضمن في أهم أسبابه ما اسمته واشنطن «انحياز» اليونسكو ضد إسرائيل.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان إن «رئيس الوزراء أعطى توجيهاته لوزارة الخارجية بتحضير انسحاب إسرائيل من المنظمة»، معتبراً أن اليونسكو أصبحت «مسرح عبث».
ورحب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون بقرار الولايات المتحدة الانسحاب، بعد اتهامها لهذه المؤسسة بأنها «معادية لإسرائيل»، مشيراً إلى بدء «عهد جديد». وقال في بيان: «بدأنا عهداً جديداً في الأمم المتحدة: هناك ثمن لدفعه مقابل التمييز ضد إسرائيل».

وقالت مديرة اليونسكو إيرينا بوكوفا إنه «بعد تلقي إخطار رسمي من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، فإنني أرغب كمديرة لليونسكو أن أعبر عن الأسف العميق لقرار الولايات المتحدة»، وأضافت ان «قرار واشنطن خسارة للتعددية ولأسرة الأمم المتحدة».

أسف روسي

كما أعرب الكرملين عن أسفه إزاء الانسحاب الأميركي. وقالت «في الوقت الذي تواصل فيه الصراعات تمزيق مجتمعاتنا في مختلف أنحاء العالم من المؤسف جداً أن تنسحب الولايات المتحدة من وكالة الأمم المتحدة التي تشجع التعليم من أجل السلام وتحمي الثقافة التي تواجه هجوماً. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن انسحاب واشنطن من اليونسكو خبر مؤسف، حسب وكالة سبوتنيك الروسية الرسمية.

وكانت هيذر ناورت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية قالت في بيان إن «القرار لم يتخذ بسهولة ويسلط الضوء على مخاوف الولايات المتحدة من تزايد ديون اليونسكو وضرورة إجراء إصلاحات جذرية في المنظمة ومن استمرار الانحياز ضد إسرائيل».

وأبدى دبلوماسيون قلقهم بشأن انسحاب الولايات المتحدة. وقال دبلوماسي في اليونسكو «غياب الولايات المتحدة أو أي بلد كبير يحظى بنفوذ كبير يمثل خسارة».

Email