تقارير « البيان »

الأمم المتحدة.. سجل حافل بدعم الانقلابيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمتلك الأمم المتحدة سجلاً حافلاً بالمواقف المهادنة للانقلابيين في اليمن والتغطية على أفعالهم منذ إصرار مبعوثه السابق إلى اليمن جمال بنعمر على جعلهم قوة سياسية رئيسية في البلاد أثناء تمثيل القوى السياسية في مؤتمر الحوار الوطني وما أعقب ذلك من أحداث.

إلى ما قبل العام 2012 كان الانقلابيون الحوثيون يعيشون في جبال وكهوف محافظة صعدة وبعد أن تلاعب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بالحرب هناك وحولها إلى أداة لتصفية القوات العسكرية المنافسة لقوات الحرس الجمهوري التي تدين بالولاء له ومكنهم من الاستيلاء على كميات مهولة من الأسلحة ومحاصرة أكثر من خمسة من ألوية الجيش قبل الاستيلاء عليها.

ومع بدء التحضير لمؤتمر الحوار الوطني الذي انبثق عن المبادرة الخليجية وهدف إلى إيجاد نظام سياسي جديد في البلاد يضمن الشراكة والإنصاف أصر مبعوث الأمم المتحدة السابق جمال بنعمر على أن يكون للانقلابيين الحوثيين عدد من الممثلين في مؤتمر الحوار يقارب القوى السياسية الكبرى بما فيها حزب المؤتمر الشعبي والمكونات الجنوبية.

مخطط

وأثناء ذلك ساهم المبعوث في إفشال تطبيق النقاط التي اقترحتها القوى السياسية لمعالجة الوضع في الجنوب وصعدة كأساس لانطلاق عمل مؤتمر الحوار ومن بين تلك القضايا موضوع إعادة محافظة صعدة إلى سلطة الدولة بما يمثله ذلك من إنهاء سيطرة الانقلابيين وفك الحصار عن ألوية الجيش وإعادة الأسلحة الثقيلة المنهوبة.

ومع انتهاء أعمال مؤتمر الحوار وظهور معارضة واضحة من الانقلابيين لمخرجاته وبالذات ما يتصل ببناء دولة اتحادية تنهي هيمنة منطقة معينة على الحكم وبدء مخطط اجتياح مناطق شمال صنعاء، لعب المبعوث الأممي بنعمر دور المحلل لكل أفعال الانقلابيين واستطاع إغواء الأطراف السياسية بضرورة الذهاب إلى صعدة للحوار مع زعيم الانقلابيين الذي لا يغادر كهفه حتى الآن وهو ما تم.

حيث ذهب كبار القادة السياسيين إلى هناك وعادوا من دون نتائج، وقال الدكتور عبد الكريم الارياني قبل وفاته إن الحوثيين باتوا يمتلكون أسلحة ضعف ما لدى بقية تشكيلات الجيش.

مسلسل المهادنة

وتوالى مسلسل المهادنة الأممية للانقلابيين حتى بلغ منتهاه باجتياح صنعاء عشية التحضير لتوقيع اتفاق جديد اقترحه المبعوث جمال بنعمر سمي اتفاق الشراكة والسلم، ونص على أن يمثل الانقلابيون الحوثيون في كل مفاصل الدولة ابتداء من رئاسة الجمهورية وحتى أدنى سلم وظيفي،.

وفيما كان الانقلابيون يجتاحون العاصمة ويسيطرون على مؤسسات الدولة بعد أسابيع من حصار المدينة كان بنعمر يروج للنجاح الذي لم يسبق للمنظمة الدولية أن حققته في أي بلد آخر وعندما وضع الرئيس اليمني عبدربه منصور رهن الإقامة الجبرية في منزله كان المبعوث الأممي يطرح مقترحات أخرى تنص على تشكيل مجلس رئاسي بدلاً عن الرئيس المنتخب.

طوال الفترة الماضية قبلت المنظمات الدولية بكل الشروط والإملاءات التي وضعها الانقلابيون بما فيها شروط تحركاتها وآلية عملها في كل المجالات وتحول ممثل الشؤون الإنسانية في صنعاء إلى ناطق باسم الانقلابيين وأداة للتغطية على جرائمهم ولم يصدر أي موقف تجاه اعتراضهم قوافل المساعدات ونهبها والحد من حركة وتنقلات الفرق الدولية بل ويعتمد حتى اليوم على التقارير التي تقدمها وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الانقلابيين عن ضحايا الحرب بما فيهم الأطفال.

عدم حيادية

تنبهت الحكومة اليمنية منذ وقت مبكّر للدور الذي تلعبه مكاتب المنظمة الدولية في صنعاء فأكدت مرات عديدة عدم حيادية التقارير الصادرة عنها وكذا تغاضيها عن الحصار الذي يفرضه الانقلابيون على السكان في تعز ومصادرة قوافل الإغاثة وتوظيفها لصالح مقاتليهم، حيث ألزموا كل المنظمات العاملة في مناطق سيطرتهم على جعل مقاتليهم في صدارة الأفراد الذين يحصلون على المواد الغذائية قبل الآخرين.

Email