لجان تفتيش لإجبار قطر على إعلان الانسحاب

تنافس بريطاني أسترالي على استضافة مونديال 2022

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت تقارير إعلامية نشرت أمس عن منافسة مرتقبة بين بريطانيا وأستراليا من أجل الحصول على شرف تنظيم مونديال 2022، في ظل تصاعد احتمالات سحب تنظيم المونديال من قطر على خلفية تأثر رعاة الإرهاب بالمقاطعة التي تقودها الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.

وأكد تقرير إعلامي بريطاني أمس، عن قناعة كاملة لدى القائمين على أمر ملف انجلترا 2018، وكذلك أستراليا 2022، أن سحب التنظيم من قطر مسألة وقت ليس أكثر من ذلك، وأن الملفين يتعاملان مع سحب التنظيم على أنه أمر واقع.

ويستعدان منذ الآن للدخول في منافسة من أجل الحصول على شرف تنظيم المونديال، الذي رافق منحه لقطر الكثير من شبهات الفساد، التي تتوالى القضايا المفتوحة حولها، في جميع أنحاء العالم، بداية من أميركا اللاتينية، وصولاً إلى فرنسا التي تتهم رئيسها الأسبق ساركوزي بالتربح من خلف بيع أصوات بلاتيني ومسانديه الأوروبيين للملف القطري قبيل التصويت على منح المونديال عام 2010.

توسيع الملف واعتبر تقرير نشر في إنجلترا أمس أن الخطوة الأولى التي اتخذتها إنجلترا من أجل الحصول على شرف استضافة المونديال هي توسيع ملفها ليشمل «بريطانيا الكبرى» بعد أن كانت ترغب في استضافة مونديال 2018 عبر ملف إنجليزي فقط.

وبرر التقرير هذا التحول في التفكير الإنجليزي إلى مجموعة من العوامل على رأسها تقديم واقع جديد يفرض على الاتحاد الدولي لكرة القدم النظر إليه، حيث عانى الملف الإنجليزي دائما من نظرية «فيفا» بضرورة منح شرف تنظيم المونديال إلى أسماء جديدة.

وكشف التقرير أن تنسيقا فعليا بدأ بين اتحادات بريطانيا «إنجلترا وويلز وأسكتلندا وأيرلندا الشمالية» من أجل تقديم ملف موحد لاستضافة مونديال 2022.

رسالة واضحة

وكشف التقرير عن أن الدافع الأساسي للاتحاد الإنجليزي لتقديم طلب تنظيم مونديال 2022، بمشاركة من بقية اتحادات بريطانيا، يرجع إلى ما لمسه من رسالة واضحة أرسلها جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الذي بدأ بالفعل يقسم في خارطة المونديال المستقبلية.

حيث ألمح إلى مساندته ملف أميركا الشمالية (كندا، المكسيك، الولايات المتحدة)، من أجل استضافة مونديال 2026 الذي سيكون أول مونديال بنظام 48 منتخباً، كما صرح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بوضوح عن مساندته للملف الثلاثي للأرجنتين وباراغواي وأورغواي من أجل تنظيم مونديال 2030، والذي كانت إنجلترا تخطط للحصول على شرف تنظيمه.

ولكن رئيس فيفا نجح في إقناع الدول اللاتينية الثلاث بتقديم ملف مشترك مدعوما بفكرة عودة المونديال إلى أرض البداية «أوروغواي» مع ذكرى مرور قرن على أول بطولة عالمية لكرة القدم، حيث انطلق المونديال الأول عام 1930 تحت ضيافة أوروغواي.

ومضى مصدر مقرب من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن اتصالا «وديا» تم بين قيادة الاتحاد الإنجليزي، وقيادات مؤثرة «جدا» في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لطرح الفكرة، وأضاف المصدر: نعم هناك قبول واسع لفكرة الملف البريطاني، مضيفا: فيفا لم يعلن قرار سحب تنظيم مونديال 2022 من قطر حتى الآن، لكنه يمهد الطريق بمنقاشة الاحتمالات كافة، مع جميع الأطراف الراغبة في الحصول على شرف تنظيم المونديال.

وواصل المصدر: نحن على علم بتلميح فيفا إلى الصين من أجل استضافة المونديال، لم ينكر من اتصالنا عليهم من قادة فيفا هذا الأمر، لكنهم لم يقفلوا الباب أمام ملف «بريطاني» تحديدا، وليس طلبا فرديا تتقدم به إنجلترا، مع عدم إنكارهم لأنهم سينظرون إلى الطلبات الفردية من دول أخرى لم يسبق لها نيل شرف تنظيم المونديال.

وواصل المصدر: إنجلترا مستعدة للمضي إلى أبعد مدى مع ملف بريطاني، بل إنها ستقدم فكرة المشاركة بمنتخب بريطاني موحد، كما حدث في أولمبياد لندن 2012، حتى لا تؤثر استضافة أربع دول للمونديال على حصص توزيع المنتخبات على القارات، بل إن الملف البريطاني ربما يقترح ضم جمهورية أيرلندا أيضا إلى المستضيفين، وكذلك إلى المنتخب الموحد.

وكشف المصدر المقرب من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أنه على قناعة من أن جياني إنفانتينو وقادة «فيفا» في بحث الآن عن مستضيف مقنع لمونديال 2022، قبل الإعلان عن سحب التنظيم من قطر، وأن «فيفا» بات مقتنعا أكثر من أي وقت مضى باستحالة تنظيم قطر للمونديال، ولكنه لا يريد أن يدخل في قضايا تعويضية عندما يسحب المونديال، وأنه سيعمد إلى الضغط على الحكومة القطرية من أجل إعلان انسحابها.

وأبلغ مصدر مسؤول في اتحاد القدم الإنجليزي مصادر إعلامية، غداة نشر تقرير سري عن احتمالية سحب تنظيم كأس العالم من قطر: كان حصول قطر على تنظيم كأس العالم خطأ من الأساس، والآن «بريطانيا مستعدة لعودة المونديال إليها.

ويمكننا الحصول على حق تنظيم مونديال 2022 بين عشية وضحاها، لقد تأخرت إنجلترا كثيراً بالحصول على تنظيم البطولة على الرغم من أننا نملك تاريخاً جيداً في تنظيم البطولات الكبرى مثل كأس أوروبا 1996 وأولمبياد لندن 2012، والآن نحن في ملف مشترك مع كل بريطانيا.

حق مسترد

من ناحيتها ركزت الصحافة الأسترالية الصادرة أمس على أن على اتحادها أن يتحرك بقوة أكثر من أجل استرداد حقه الذي «سرقه» الملف القطري الفاسد، وأضافت تقارير إعلامية نشرت أمس في أستراليا: الاتحاد الأسترالي تحرك بعد تلميحات جياني إنفانتينو للصين بدراسة فكرة تنظيم المونديال قبل 2030، الموعد الذي أعلن الاتحاد الصيني أنه سيترشح من أجل الحصول على شرف تنظيم المونديال في ذلك العام، فقد كان واضحا أن إنفانتينو يبحث عن بلد آسيوي لتنظيم مونديال 2022، عند الإعلان عن سحب التنظيم من قطر.

وذلك حتى يضمن تأييد الاتحاد الآسيوي لقرار سحب التنظيم من قطر، حيث سيظل المونديال في القارة الآسيوية، وأنه اقترح على الاتحاد الصيني أن يكون جاهزا في أية لحظة لتنظيم مونديال 2022.

تمثيل آسيا وواصل التقرير: أستراليا اتحاد عضو في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ومن المنطقي أن تمثل القارة الآسيوية، كما أنها كانت المبادرة إلى مسعى الحصول على شرف تنظيم المونديال مقارنة بالصين، التي لم تعرف الاهتمام «الزائد» بكرة القدم إلا في السنوات الأخيرة.

ومضى التقرير: لعل من المنطقي أن تحصل أستراليا على حقها الذي أهدره «فيفا» الذي انقاد إلى الفساد القطري، ومنح تنظيم المونديال لمن لا يستحق، وحذر التقرير من أن يكرر «فيفا» الخطأ مرة أخرى ويحرم أستراليا من شرف تنظيم المونديال. وختم التقرير: نطالب بحقنا الذي ضاع بيد الفساد القطري، على العالم كله أن يساند أستراليا في مسعاها، نحن الأحق منذ البداية بتنظيم مونديال 2022، ولعل تكشف تفاصيل الفساد كل يوم أفضل دليل على أننا «سرقنا في زيوريخ».

تواصل مع «فيفا»

في الأثناء أكد مصدر بالاتحاد الأسترالي، رفض الكشف عن اسمه، أن اتحاده تواصل بالفعل مع «فيفا» ويعلم تماما كيف يفكر جياني إنفانتينو، وأنهم على استعداد تام لتلبية الخطوة التالية لرئيس «فيفا»، ولكنهم لن يستعجلوا بالحديث عن ذلك، مؤكداً: الجميع يعلم بأن إعلان فيفا سحب تنظيم مونديال 2022 من قطر مسألة وقت فقط ليس أكثر.

ولكن في الوقت نفسه علينا أن نحترم الطريقة التي يتعامل بها إنفانتينو مع هذا الملف، ولا نضغط عليه، فالرجل يسعى إلى إنهاء عصور من الفساد، ويريد في الوقت نفسه الحفاظ على تماسك المنظمة الرياضية العالمية.

Email