السفير السعودي: سلطنة عُمان لا تقبل الإساءة للمملكة

الدوحة تحتضن إرهابياً هندياً طردته مسقط

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تتورع قطر ولا تتردد في استقبال أي إرهابي تلفظه بلاده أو بلاد أخرى، فما تقذفه خارجه حتى يجد حضناً دافئاً في قطر التي تحتضن عشرات الإرهابيين. آخر هؤلاء الداعية الهندي سليمان الندوي، الذي طردته سلطنة عمان أول من أمس، لتجاوزه على السعودية بألفاظ تحريضية، في محاضرة له بكلية العلوم الشرعية بالسلطنة، وأطل فيما بعد من مكتب يوسف القرضاوي في الدوحة.

وشكر مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، سلطنة عمان على الإجراء الحاسم، الذي اتخذته تجاه من أساء إلى السعودية وأشاد بجماعات إرهابية ورموزها، خلال محاضرة ألقاها في إحدى الجامعات العمانية. وقال المعلمي، عبر «تويتر»: «شكراً لسلطنة عمان على الإجراء الحاسم الذي اتخذته تجاه من أساء إلى المملكة العربية السعودية في محاضرة ألقاها في جامعة عمانية».

وكانت الجهات المختصة في سلطنة عُمان طالبت، الأحد، سليمان الندوي (هندي الجنسية) بمغادرة البلاد، بعد أن أساء إلى السعودية ودول خليجية أخرى.

وعبّرت وزارة الخارجية العمانية، في بيان لها، عن استنكارها ما أدلى به الندوي في المحاضرة التي ألقاها أمام كلية العلوم الشرعية في 19 سبتمبر الحالي، والتي خرج فيها عن النص بأسلوب لا يتفق مع مبادئ السلطنة ونهجها وسياستها، منوهةً بأن الجهات المختصة في السلطنة اتخذت إجراءات بشأن المذكور.

وكانت كلية العلوم الشرعية في سلطنة عُمان قالت، في تغريدة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنها اعتادت استقبال دعاة وعلماء ومفكرين وباحثين من مختلف الاتجاهات، مؤكدةً أن هؤلاء الضيوف إنما يعبّرون عن آرائهم ووجهات نظرهم، وهم لا يعبّرون بالضرورة عن رأي الكلية.

ملاذ آمن

وأكد الكاتب والمحلل السياسي البحريني سعد راشد أن النظام القطري أصبح الملاذ الآمن لأي إرهابي ومتطرف، حيث توفر له الدوحة جميع السبل في دعمه مادياً ولوجستياً.

وأوضح لـ«البيان» أن النظام القطري تعمد تقديم التسهيلات للكيانات الإرهابية، عبر فتح منافذه وموارده لهم، بهدف زرع الفتنة والتفرقة بين البلدان العربية لتحقيق غايات منحرفة لدى تنظيم الحمدين، مشيراً في هذا الصدد إلى ما قدمته من تسهيلات للتنظيم الإخواني السري، لتهريبه خارج منطقة الخليج العربي.

وعن استقبال المطلوب والإرهابي يوسف القرضاوي للداعية الندوي، قال راشد: «هذا الأمر ليس مستغرباً من هذا النظام الذي سلّم السلطة لجماعات إرهابية وعلى رأسها الإخوان، فقد استضافت قطر الكثير من المعارضين والمطلوبين أمنياً عبر قنواتها المسمومة لنشر أفكار التطرف والإرهاب، بل تمادى هذا الأمر إلى الدعوة إلى تظاهرات شعبية، بغرض الحصول على مكانة دولية على حساب الأبرياء والشهداء».

وقال إن الداعية الندوي تلقى التعليمات بالتركيز على الإساءة إلى المملكة العربية السعودية، بهدف تحريك الرأي العام العماني، وهذا الأمر جعل السلطات العمانية تأخذ موقفاً حازماً، وإن وقفه وطرده دليل على أن مسقط لا تقبل الإساءة إلى السعودية.

وأكد راشد أن النظام القطري باستضافته الإرهابيين بات «وكراً للسفاحين» والمطلوبين بقضايا إرهابية وتفجيرات على المستوى الدولي، منوهاً بأن القناعات لدى الدول المؤثرة في القرارات الدولية سيكون لها موقف أكثر حزماً.

استفزاز جديد

وعلّق اللواء سمير فرج، مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، على استضافة قطر الندوي، موضحاً أن إقدام الدوحة على هذه الخطوة استفزاز جديد من قطر لدول الخليج، يؤكد مجدداً أنها ما زالت متمسكة بموقفها في دعم الإرهاب والتطرف والكراهية، وعدم الانسياق لمطالب الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب.

وأشار، في تصريحات لـ«البيان»، إلى أن الدوحة حاولت خلال الفترات الماضية الادعاء أمام المحافل الدولية بأنه تحارب الإرهاب، إلا أن خطواتها على أرض الواقع تكشف ألاعيبها وتفضح كذبها دائماً، وهذا ما يؤكده استضافتها واحتفاؤها بالداعية سليمان الندوي، ضمن محاولات يسعى بها النظام الحاكم في قطر وأذرعه إلى جلب كل العناصر المعادية لدول الجوار الخليجي والعربي على أرض قطر.

الأزمة تزداد تعقيداً

وعلى الرغم من اعتراف مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة بأن هذه الخطوة القطرية المستفزة وما سبقها من خطوات أمر يزيد الأزمة الخليجية تعقيداً، فإنه في المقابل يؤكد موقف الدول التي اتخذت قرارات بقطع العلاقات مع قطر، ويؤكد موقفها الخاص بأن قطر تدعم الإرهاب والتطرف، بدليل أنهم يطلبون منها تسليم العناصر الإرهابية المطلوبة وترفض الانصياع لذلك.

النهج ذاته

وأثارت الصورة التي نشرها الإرهابي يوسف القرضاوي، عبر حسابه في موقع «تويتر»، ردود فعل سلبية، وخاصة أنها أظهرت أن الدوحة استضافت سليمان الندوي، بعدما أعلنت سلطنة عمان أنها رفضت وجوده، بسبب إساءته إلى رموز في المملكة العربية السعودية، وتأييده عدداً من المنظمات الإرهابية.

هذه الاستضافة يجدها المحللون خطوة جديدة تُظهر اللامبالاة القطرية، والتعنت المستمر، وعدم الرغبة في عودة العلاقة إلى طبيعتها، في الوقت الذي تؤوي فيه قطر شخصيات وعناصر إرهابية، وتقدم لهم الدعم المادي والمعنوي.

عضو مجلس الوزراء الأردني، د. عبد الله عويدات، أكد لـ«البيان» أن هذه الاستضافة خطوة استفزازية، ولا تصب في مصلحة قطر ورغبة الجميع في تهدئة الأزمة الحالية، وأن هذه الشخصية عليها إجماع من جهات عدة بكونها مرفوضة، وفي مثل هذا التوقيت تصبح الاستضافة قضية خطرة، وفيها تحدٍّ للرأي العام العربي والدولي.

ورأى عضو مجلس النواب الأردني عواد الزوايدة أن استقبال الدوحة الندوي يأتي من باب المناكفة السياسية، وعدم إظهار حسن النية في إنهاء هذا التوتر، مشيراً إلى أن استضافة مثل هذه الشخصية شر، ليس على الدول العربية فقط، وإنما على قطر ذاتها، لكون هذه الشخصيات لا يؤمَن جانبها، ومن الممكن أن تخلق فوضى داخلية في الدوحة وتهدد استقرارها.

ويعتبر الكاتب الصحافي جهاد أبو بيدر أن قطر تحاول حتى هذه اللحظة أن تخبر من حولها أنها لم تتأثر من المقاطعة، وأنها ما زالت تتبع النهج والسلوك السياسي أنفسهما، وهذا بلا شك سيعقّد الأزمة، وستترتب عليه إثباتات وبراهين تتراكم يوماً بعد يوم على كونها داعمةً وممولة للإرهاب.

يقول أبو بيدر: هذا التحدي لن ينفعها، ومن الواضح أنها تستمد قوتها من إيران وغيرها من الدول، وهذه المماطلة في إنهاء الأزمة لمصلحة هذه الدول، وتحقق رؤيتها وأهدافها في المنطقة، والشعب القطري والعقول الحكيمة في العائلة الحاكمة لن تصمت إزاء هذه الخطوة، مما سيفعّل دور المعارضة، ويقلب سير الأمور باتجاه معاكس.

Email