عبد الله بن زايد عبّر أمام الأمم المتحدة عن نهج تاريخي في دعم الأمن العربي

مواقف الإمارات الدولية سوط على ظهر الإرهاب

عبد الله بن زايد خلال إلقاء الكلمة | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

سجّلت الإمارات نجاحاً مهمّاً في حضورها الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، سواء من خلال الكلمة الجامعة والقيّمة التي ألقاها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أو من خلال اللقاءات التي عقدها على هامش الدورة، فيما وجدت الكلمة التي ألقاها سموّه صدى إيجابياً واسعاً لدى متابعين عرب في غير مكان، ووصفها محللون بأنها بلسم على جروح الأمة، ورؤية شاملة لعالم يسوده الوئام وينبذ الإرهاب. مقابل سياسات مأزومة مارستها الدوحة ولا تزال فلم تجن إلا فشلاً خصوصاً في محاولاتها تدويل أزمتها مع الجوار.

وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن هناك تواصلاً دبلوماسياً ناجحاً للإمارات في نيويورك، ترأسه سمو الشيخ عبد الله بن زايد، إذ وجدت القيم التي تروِّج لها الإمارات وسجلها الإيجابي صدى طيّباً ومردوداً خيّراً.


وقال معاليه، في تغريدات على صفحته في «تويتر»، إن «سياسة الإمارات ارتبطت بمحاور الاستقرار والتنمية والتسامح، هذه التوجهات الإيجابية نلمسها في كل لقاء، من يزرع الخير والعطاء يحصد الإنجاز». ووجّه كلمة شكر لأبناء الوطن أعضاء سلكنا الدبلوماسي والجهات الحكومية ذات الصِّلة: «نفخر بكم وبعطائكم المشرّف، أنتم المعبّر عن صورة الإمارات البهيّة».

موقف قوي

كلمة الإمارات، التي ألقاها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أكدت الموقف القوي المتخذ في إطار مكافحة الإرهاب والدول الممولة له، وقدّمت بلسماً لجروح أمة كاملة، ورؤية لعالم يسوده الوئام، وهي الكلمة التي أزعجت الجانب القطري الذي انكشف أمره أمام العالم بأسره، والذي راح ينتقد البيان الإماراتي، برغم أن «قطر مدانة مئة في المئة فيما تفعله في المنطقة»، حسبما أكد الأمين العام المساعد للبرلمان العربي سابقاً، السفير طلعت حامد.

وأشار حامد لـ«البيان» إلى أن كلمة الإمارات وكذا السعودية والبحرين ومصر في الأمم المتحدة أكدت أسس مكافحة الإرهاب، كما أكدت المواقف المتخذة ضد قطر باعتبارها داعمة للإرهاب وممولة له.

موقف دولة الإمارات واضح وقوي جداً في مجال محاربة الإرهاب ومواجهة الجماعات المتطرفة، وهو موقف ثابت لم يتغير بتغير الظروف، وهو ما يؤكده مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، محمد مرسي عوض، الذي أكد لـ«البيان» أن كلمة الإمارات أكدت بوضوح رغبة الدولة في إشاعة الأمن والاستقرار.
تأكيد الثوابت

وما فتئت قطر تواصل محاولات التشويه وتزييف الحقائق، بينما في الوقت ذاته تواجه «حائط صد» قوياً يفضح ممارساتها العدائية ضد دول المنطقة، ويكشف عن طبيعة الدور الذي تؤديه الدوحة في دعم الإرهاب في المنطقة وتمويله، وقد جاءت كلمة الإمارات التي ألقاها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدةً للثوابت التي تنطلق منها الدولة في مكافحة الإرهاب والدول الداعمة له، ورفض محاولات التدخل في شؤون الدول العربية.

ولخصت كلمة الإمارات رؤية الدولة إزاء التطورات والتحديات التي تشهدها المنطقة، ومثلت سوطاً قوياً على ظهر داعمي الإرهاب، لا سيما قطر التي لم تجد أمامها للرد على بيان الإمارات سوى مواصلة سياسة «الهجوم العكسي»، أملاً في لفت الأنظار عن كل ما جاء في البيان من حقائق ومواقف مؤكدة. وقال مساعد وزير خارجية مصر الأسبق السفير محمود السعيد إن الخطاب الإماراتي جاء مؤكداً للحقائق التي لا يمكن تجاهلها إزاء الوضع في المنطقة، خاصة ما يرتبط بالإرهاب والداعمين له.

موقف الإمارات، كما يصفه السعيد لـ«البيان»، صريح لا يقبل «الرقص على الحبال»، أو إخفاء الحقائق فيما يتعلق بالأزمة مع قطر، التي جاءت كلمتها «مخيبة للآمال»، وكان من الأجدر بأميرها أن يواجه الحقائق بدلاً من إنكار ما صار العالم كله يعرفه.

والمقارنة هنا كانت بين دول تبدي إصراراً وثباتاً على موقفها في الدفاع عن الأمن القومي العربي في مواجهة المؤامرات، وعبرّت عن ذلك التوجه في كلماتها، ودولة مارقة لا تكف عن دعم الإرهاب وتمويله.
وثيقة تاريخية

وأجمع محللون سعوديون على ان كلمة الإمارات حظيت بترحيب كبير وكان لها وقع إيجابي، لأنها تضمنت توصيفًا واقعياً لمشكلات المنطقة، وطرحاً مهنياً لآليات لمعالجتها، ما جعل الكلمة تمثل وثيقة تاريخية مهمة تؤكد أسس السياسة الخارجية لدولة الامارات. وقال د. حسن بن صالح عسيري استاذ العلاقات الدولية بجامعة المجمعة ان كلمة الامارات مثلت خارطة طريق لحلحلة مشكلات معقدة تعاني منها المنطقة نتيجة الهجمات الإرهابية الشرسة والتدخل في شؤون دول المنطقة واثارة الفتن، وهو ما أشار اليه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان من سياسات إيران العدائية.

وأوضح عسيري أن سمو الشيخ عبدالله بن زايد أوضح للمجتمع الدولي الأسباب الحقيقية التي دفعت الإمارات وشقيقاتها السعودية والبحرين ومصر لمقاطعة قطر من خلال إجراءات سيادية.


من جهته وصف د.عبد الله بن عبد العزيز القرشي خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية خطاب الإمارات بالصراحة وقوة التأثير الإيجابي.   وقال ان دولة الامارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله تحولت إلى محطة دبلوماسية مؤثرة، يحرص العديد من قادة ورؤساء دول العالم، على التشاور معها حول قضايا المنطقة والعالم.  أما الخبير السياسي والاعلامي د. محمد السحيم الشمري فقد شدد على أهمية تأكيدات سمو الشيخ عبد الله بن زايد على أن سياسة إيران في المنطقة هي العامل المشترك في كل ما تشهده المنطقة من أزمات.

خطاب متوازن

وأجمع عدد من المحللين والكتاب البحرينيين على أن خطاب سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في بيت الأمم وضع النقاط على الحروف، وأكد موقف الإمارات من الدول الراعية للكيانات الإرهابية، والممولة للإرهاب، بمقدمتها قطر.

وأشادت الكاتبة والمحللة السياسية منى المطوع بالكلمة التي كشفت عن سياسة الإمارات، ومعها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. وأضافت: «وضعت كلمة سموه النقاط على الحروف، وكشفت مجدداً عن حقائق الأزمة القطرية، وأسباب مقاطعة قطر التي يحاول إعلامها الأصفر تزييفها وطمس حقائقها».


إلى ذلك، أوضح المحلل السياسي يوسف الهرمي أن الخطاب كان متوازناً بشكل كبير وحازماً، ويؤكد الثبات القوي لدولة الإمارات تجاه قضايا المنطقة، فيما قالت الكاتبة الصحافية فاطمة الصديقي إن «أصحاب الحق والمواقف الحازمة لا يخشون أن يخاطبوا العالم بثقة بالأدلة والبراهين، وما الأزمة القطرية إلا حقيقة واضحة في دعم النظام القطري للإرهاب والتطرف».

كلمة واضحة


أكد أستاذ علوم الاتصال في اليمن د. علي مهيوب أن كلمة الإمارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة وضعت أسساً واضحة لمواجهة الإرهاب وإحلال التعايش والسلام بين الشعوب، إذ شدد على ضرورة اتخاذ موقف واضح وجاد تجاه الدول والكيانات الداعمة للإرهاب، باعتبار أن ذلك هو المدخل الفعلي لوقف العنف ومكافحة التطرّف، وضرب البيئة التي تنمو فيها الجماعات الإرهابية، وأشار إلى أن وجود كيانات تدعم وتموّل الجماعات الإرهابية كان سبباً في تفشي الفكر المتطرف وزعزعة الاستقرار في المنطقة. وأوضح الناشط الشبابي عماد أحمد أن تأكيد الإمارات نشر قيم السلام، وتعرية خطاب التطرف، يسهمان في تنمية الاستقرار في المنطقة العربية.               عدن - البيان

Email