يصدر الأربعاء بالفرنسية ويرصد خفايا «إمارة على وشك الانهيار»

«قطر: حقائق محظورة» يكشف هشاشة الدوحة

غلاف الكتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينطلق بعد غد الأربعاء توزيع كتاب فرنسي جديد عن قطر من الداخل برؤية كاتب ومخرج عمل ثلاثة أعوام في التلفزيون الرسمي القطري. وينتظر أن تعرض المكتبات الفرنسية ومواقع الإنترنت بما فيها عملاق التجارة الإلكترونية للكتب «أمازون» بداية من فجر الأربعاء كتاب «قطر: حقائق محظورة: إمارة على حافة الانهيار» لمؤلفه إيمانويل رضوي الذي سبق له أن أصدر كتاب «الإخوان المسلمون في ظل القاعدة».

ويحتوي الكتاب الصادر عن دار توكان للنشر على ٢٠٤ صفحات تعد القارئ بجرد للكثير من الحقائق الممنوعة من التسريب خارج دائرة نظام الدوحة. واستطاع الكاتب الوصول إليها من خلال علاقاته الخاصة مع صانعي القرار والمصادر الإعلامية والدبلوماسية وكذلك من خلال اطلاعه على الوضع داخل قطر.

فبعد العمل لمدة ثلاث سنوات في التلفزيون القطري، يفسر رضوي الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للبلاد. ويتوقف طويلاً عند طبيعة الصراع بين الأشقاء في ظل نزاعين أحدهما سياسي والثاني عقائدي ديني، تبين ما تواجه البلاد من صعوبات اقتصادية غير مسبوقة وأزمة اجتماعية، بينما تستعد البلاد لاستضافة نهائيات بطولة العالم لكرة القدم ٢٠٢٢.

يقول الكاتب: في 27 سبتمبر تجدون في المكتبات، كتابي الجديد: «قطر، الحقائق المحظورة». أنا أنقل لكم قصة قطر من الداخل، كما رأيت ذلك لمدة ثلاث سنوات قضيتها هناك، حيث تعيش الإمارة حقيقة معقدة ومتناقضة، أكشفها لكم في هذا الكتاب.

إنني أتحدث عن علاقات النظام القطري مع جيرانه الإيرانيين والسعوديين، وقربه من تنظيم الإخوان، واقتصاده الهش، وشبابه المهمشين وبطبيعة الحال كأس العالم ٢٠٢٢. ويضيف سأخبرك عن قطر كما رأيتها.

ويوضح: عشت هناك لمدة ثلاث سنوات عملت خلالها في التلفزيون الوطني، سوف أشرح لماذا نقلوا عن هذه شبه الجزيرة القاحلة حقائق في كثير من الأحيان كاذبة وأحياناً تستجيب إلى كليشيهات من دون أسس حقيقية، سوف أكشف لماذا ترقص قطر دائماً على حافة بركان، ولماذا يحتاج نظامها إلى الولايات المتحدة وأوروبا وفرنسا على أمل البقاء على قيد الحياة، والعكس ليس صحيحاً.

قلب الصراع

ويضيف: سأقوم بوضع القارئ في قلب الصراع بين الأشقاء المنقسمين بين اتجاهات سياسية وعقائدية متناقضة مما يسبب الكثير من المتاعب لأسرة آل ثاني، وسأفسّر لماذا قطر على شفا الانهيار، وسآخذ القارئ إلى كواليس السياسات والمال والثروات القطرية حيث تواجه العديد من الشركات العامة والخاصة الكبيرة تحديات لم يسبق لها مثيل. بسبب الحرب في سوريا والإرهاب والتطرف، حيث لقطر دور مهم في دعمه.

إضافة إلى الضغط الفاحش والهذيان في جميع أنحاء العالم حول نهائيات كأس كرة القدم ٢٠٢٢ الحدث الذي يمزق المجتمع القطري، والشباب الذين يعانون من الإهمال، وانتشار الكسل المتوطن الذي ينخر البلد.

يقول الكاتب: على الرغم من تأكيد تنظيم هذا الحدث في الدوحة من ٢٨ نوفمبر إلى ١٨ ديسمبر 2022، وعلى الرغم من أن الإمارة تتواصل بشكل كبير على تقدم مواقعها، فمن المرجح ألا ينتظم الحدث العالمي في قطر لعدة أسباب. أولاً وقبل كل شيء، المحافظون لا يريدون ذلك.

ويعتبرون أن الحدث سيجذب زواراً متحررين ينتمون إلى ثقافات تختلف عن طبيعة المجتمع المحلي المغلق، إنهم يتراجعون عن هذا المشروع وهو ما أكده لي، بصفة خاصة، عضو اللجنة المنظمة، في حضور زميل فرنسي آخر، أنهم ربما كانوا يدركون خطر المعلومات التي تم نشرها في الصحافة الغربية بشأن ممارسة الرق في مجمعات البناء والتجهيز لكأس العالم.

وقد تراكمت الميزانية الكبيرة المرتبطة بتنظيم هذا الحدث، التي تقدر في البداية بأكثر من ٢٠ بليون دولار (من أصل ما يقرب من 200 بليون دولار تتعلق بالبنية التحتية ذات الصلة)، بسبب حالات تأخر عديدة. ومن بين الملاعب الاثني عشر التي خططت لها اللجنة المنظمة أصلاً، لا تزال ثمانية ملاعب غير منجزة، وتأتي مفاجأة سيئة عندما تشهد البلاد لأول مرة في تاريخها الحديث فترة عجز في الميزانية بنسبة ٨٪ ونموها وتباطؤ حاد بسبب انخفاض أسعار المحروقات التي تؤثر على الصادرات من النفط والغاز.

مشاعر القلق

وينقل الكاتب عن أحد أعضاء اللجنة: «في الدوحة، الخبر مدمر. وفي مكاتب اللجنة المنظمة، نشعر بالقلق، هناك صراخ وغضب ونحن نحرص على بذل مزيد من الجهد من قبل الاستشاريين الأجانب الذين يتعرضون للاتهام بعدم الكفاءة، قبل إنهاء عقودهم».

يضيف المؤلف: «هو في الواقع نفس الشيء كما في المؤسسات العامة الكبرى في الإمارة. فالمسؤولون يقضون في المناسبات الاجتماعية في صالات الاحتفالات في فندق فور سيزونز في الدوحة أكثر مما يقضونه في مواقع أعمالهم، لا يستطيعون في معظم الأحيان إدارة مشروع بهذا الحجم، وبسبب أدنى مشكلة يمكن الاستغناء عن فريق وجلب فريق آخر، فقط لترفع القبعة في الآخرين لكبار المسؤولين، كذلك يسير العمل والاستراتيجية أيضاً في قطر».

ويردف الكاتب: «كما ذكرت عدة مرات، هناك أيضاً مشكلة متكررة تتمثل في سوء معاملة العمال العاملين في مواقع البناء وظروفهم المعيشية السيئة ونظافتهم الصحية.

ومن نافلة القول إن القطريين يقولون إنهم سيلغون نظاماً يشبه شكل واضح أشكال الرق، ولكن لا شيء يحدث في هذا الاتجاه وهو ما يشكل مشكلة أخلاقية بالنسبة إلى الفيفا، فضلاً عن المنظمات الإنسانية الدولية الرئيسية التي تشجب هذه الآفة بحق. وبطبيعة الحال، فإن القلق يدمر أعصاب القطريين نتيجة الاتهامات».

ويتابع الكاتب: «أخيراً، إذا كانت درجات الحرارة خفيفة نسبياً في الوقت الذي تم اختياره لكأس العالم، فإن مشكلة التلوث وخطر العواصف الرملية لا تزال قائمة.

كيف يمكن للاعبين التعامل مع هذه البيئة العدائية، قطر هي واحدة من الدول الثلاث الأكثر تلوثاً في العالم. كيف سيتعاملون مع الجسيمات الدقيقة من الرمال التي تسبب العشرات من الاختناقات كل عام؟ هناك الكثير من الأسئلة التي لم تجب عنها الإمارة بشكل مقنع».

نبذة

إن مؤلف الكتاب، إيمانويل رضوي، هو خريج العلوم السياسية وأخصائي في الشرق الأوسط، وهو مراسل مخضرم، ومخرج وثائقي ومدير وكالة التلفزيون تلفزيون بيو في إسبانيا. وهو أيضا مؤلف كتاب الإخوان المسلمون في ظل تنظيم القاعدة.

Email