تميم تحاشى التطرق إلى الدور التخريبي لإيران وانشغل بالبحث عن لقاءات

تنظيم الحمدين يعمّق عزلته السياسية في نيويورك

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت مصادر دبلوماسية إن أمير قطر تميم بن حمد واجه إخفاقاً كبيراً في نيويورك إثر فشله في عقد لقاءات مهمة وواسعة مع قادة العالم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبدا أمير قطر متحمساً لعقد أي لقاء في الأمم المتحدة مع قادة وزعماء العالم، وعلى غير العادة أمضى تميم منذ الثلاثاء الماضي وقته في نيويورك يبحث وكأنه أضاع شيئاً عن لقاءات تجمعه مع قادة أحياناً ووزراء تارة أخرى.

ورغم أن العادة أن يغادر رئيس الدولة نيويورك بعد إلقاء خطاب الجمعية العمومية، بيوم أو بيومين، إلا أن تميم ذهب إلى أبعد من ذلك لتطول إقامته أسبوعاً. وهذا الموقف، وفق مراقبين، تجسيد عالي المستوى للعزلة السياسية النفسية التي تسيطر على تنظيم الحمدين.

خطاب تميم أمام الجمعية العمومية، ظهر هشاً ضعيفاً، حيث أغرق نفسه في التفاصيل وهاجم الإعلام الذي ينقل ويرصد وقائع الإرهاب الذي تموله قطر، الأمر الذي تم اعتباره سقطة كبيرة أخرى وقع فيها تميم، ففي الوقت الذي كان يجب أن يتحدث عن قضايا عالمية وقواسم مشتركة مع العالم الخارجي، اتجه إلى تفاصيل غائبة عن ذهن المجتمع الدولي، مستعرضاً دور قطر المزعوم في الحرب على الإرهاب، وهي لم تنفذ إلى الآن تعهداتها في المذكرة التي وقعتها مع واشنطن لمحاربة تمويل التطرف.

وتحاشى تميم بشكل تام أي ذكر للملف النووي الإيراني، المعشوقة الأولى للدوحة و«الدولة الشريفة»، في دليل واضح على العلاقة المشبوهة مع إيران، بعد أن وبخ الرئيس الأميركي دونالد ترامب النظام الإيراني، معتبراً أنه أسوأ نظام في العالم.

أسوأ مرحلة

وبعد أن انقضى الخطاب الناعم والخاوي لأمير قطر أمام الجمعية العمومية، اتجه للخروج من العزلة النفسية التي يعيشها نظامه منذ الخامس من يونيو، إلا أن واقع الحال ما زالت قطر في عزلة واضحة، تجلت في تعامل الدول مع هذه الدولة بعد أن تبينت علاقتها بالجماعات الإرهابية العالمية، ورأى مراقبون أن الحالة القطرية اليوم في أسوأ مرحلة، ذلك أنها لم تستطع من خلال كل هذا العمل الدبلوماسي أن تقنع العالم بأنها براءة من دعم التنظيمات الإرهابية، التي باتت تهدد الأمن والسلم العالمي، وأخذ العالم يقتنع أكثر فأكثر أن نظام الحمدين هو من يدعم ويصنع مثل هذه الجماعات.

صفة الإرهاب

هذا الصدى السيئ لمشاركة أمير قطر في الجمعية العمومية، دفعه إلى عقد عدة لقاءات أخذت طابع الهوس السياسي مع العديد من المسؤولين الأمميين، وبحسب مصادر مطلعة في الأمم المتحدة، بينت لـ«البيان» أن قطر تعاني من صعوبة في إقناع العالم أنها لا تدعم الإرهاب.

وتؤكد هذه المصادر التي تحدثت لـ«البيان» أن كل اللقاءات التي يعقدها أمير دولة قطر في الأمم المتحدة تركز على الأزمة التي تعيشها الدوحة مع دول الجوار، مشيراً إلى أن العالم بات لا يثق بالدوحة، وأن صورتها باتت أكثر سوداوية وهي تنحدر في مستوى الصدقية العالمية.

لقد خابت آمال تميم بن حمد آل ثاني في الحصول على حل من الجولة التي شملت بعض الدول الأوروبية ونيويورك، بعد أن كان وجوده في كل محطة يثير استياء المراقبين وكذلك الصحف التي باتت قطر الإرهابية على أولى صفحاتها.

ومع الفشل المستمر الذي تحظى به السياسة القطرية، فإنها تحفر لنفسها حفرة عميقة لا تدرك أنها ستمضي طويلاً في هذه الحفرة، ويتبين مع مرور الوقت أن قطر اليوم هي من تسجن نفسها في تلك الجزيرة من خلال اللعب على الحبال الطويلة والقصيرة بحثاً عن حل هو بالأصل في جوارها.

Email