«الإرهاب.. حقائق وشواهد» يسلّط الضوء على جهوده البنّاءة

محللون وخبراء: الآمال معقودة على عبدالله آل ثاني لإنقاذ قطر

■ البرنامج سلط الضوء على مآلات التغيير في قطر | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد محللون وسياسيون أن الشعب القطري يعقد آمالاً كبيرة على الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني لإنقاذ قطر من أزمتها. واستعرضت الحلقة العاشرة من البرنامج الأسبوعي «الإرهاب.. حقائق وشواهد» الذي تبثّه قناة الشارقة الفضائية التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، جهود الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني ورسائله الرامية إلى إنقاذ قطر من أزمتها، وصدى دعواته خارج المجتمع القطري وداخله، ومدى تأثيرها على أسرة آل ثاني بشكل خاص.

واستهلّت عضو المجلس الوطني الاتحادي، ناعمة الشرهان، حديثها بوصف قطر بأنها مازالت «تغرّد خارج السرب»، مشيرة إلى أن نظام الدوحة أصبح خنجراً موجّهاً لأشقائه الخليجيين، وأنه فوّت على نفسه جميع الفرص التي قدّمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، موضحة أنه من المفترض على هذا النظام أن يقف إلى جانب إخوانه، وأن يسعى باتجاه وحدة الصف الخليجي والعربي، لا المضي بعيداً والإمعان في التعنّت، وقالت: «لا نعلم ماذا تريد قطر وإلى أين تريد الذهاب».

وتابعت الشرهان: «تميم تحدث على منصة الأمم المتحدة عن أن المصالحة غير مشروطة وهذا يدل على تذبذبات سياسية في القرار القطري»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن التصريح الذي ظهر فيه الشيخ عبد الله يُعتبر «انتفاضة»، ما يعطي الساحة العربية والخليجية بصيص أمل في أن الأسرة الموجودة بقطر تتراجع وتعود للصف، وقالت: «أنا راهنت من البدايات على أن الانتفاضة ستأتي من الداخل، وكنا دوماً ضد ما يحصل في قطر، لكن بدأت الأمور تظهر، وهم معتادون على الانقلابات».

وأضافت: «انتفاضة العقلاء تهدف إلى الجلوس على طاولة الحوار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقطر لا يوجد بها الحمدين وموزة فقط، بل بها شعب وقبائل وحكماء، لكن التصرفات الفردية لا تمت للشعب بصلة»، وتابعت الشرهان: «الكل ينظر إلى قطر على أنها إرهابية وحديث الشيخ عبد الله آل ثاني نفى ذلك، وكون النظام يدعم ويموّل الإرهاب، لا يعني أن الشعب إرهابي»، وأضافت: «تصرفات النظام شوّهت الهوية القطرية ودللت على أنها دموية تخريبية».

تدخلات خارجية

من جانبه أكد المحلل السياسي والباحث في شؤون الخليج العربي، الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، أن دول الخليج انتهجت سياسات عدم التدخّل في شؤون الدول الداخلية الأخرى، سواء دول مجلس التعاون أو الدول الإقليمية الأخرى، أما فيما يتعلّق بقطر فالأمر مختلف كونها فتحت الباب أمام تدخلات خارجية دللت عليها دعوتها إلى مساندات خارجية من دول إقليمية غير عربية منها إيران وغيرها، ومن هنا بدأت في تدويل قضيتها، وأشار إلى النظام القطري مهّد لمقاطعته من الدول الخليجية، واصفاً المقاطعة بالمشروعة وهي «حقّ لكل من يرغب فيها».

وعن الرسائل التي وجهها الشيخ عبد الله آل ثاني، قال آل خليفة: «رسائل الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني تبشّر بالخير، وفي كل مجتمع هناك من يعقل ومن يحاول أن يصلح ذات البين، وهناك من يريد أن يزرع الخير في بلده ومجتمعه».

مشيراً إلى أن ما يحدث في قطر هو بسبب سياسة زمرة من الأشخاص الذين ارتبطوا بمشاريع تخريبية وهدامة اعتقدوا من خلالها أنهم تمكّنوا من بناء امبراطورية، وباتوا أصحاب نفوذ وصيت دولي، وأضاف: في الحقيقة خير قطر وشعب قطر ليس في يد هؤلاء، لافتاً إلى تاريخ انقلاباتهم وتذبذباتهم السياسية وخط العلاقات السياسية المتوترة بين نظام الدوحة ودول الخليج منذ مطلع القرن العشرين.

تحرك فاعل

بدوره عبّر المحلل السياسي السعودي، سالم اليامي، عن نظرة التفاؤل من بيان الشيخ عبد الله آل ثاني وكيف يمكن إعادة الأمور إلى نصابها وقال: تُفهم النبرة الموجودة في خطاب الشيخ عبد الله من أكثر من محور، الأول هو النجاح الذي لاقته دعوته الأولى للحج، كخطوة أولية لتهدئة الخلافات، ثانياً الإعلانات التي توالت من دول الخليج والنخب السياسية فيها عززت دوره، ثالثاً إعلان الشيخ في خطابه الأخير أن هناك عدداً كبيراً من الاتصالات والآراء التي تلقاها من داخل الدوحة، من مواطنين وأبناء قبائل وطبقات متنفذة وأفراد من الأسرة الحاكمة، عكست التفاؤل والثقة التي يحملها الشيخ عبد الله على صعيد حلّ الأزمة.

وتابع: نسعى في أن يحدث ما يمكن أن نسميه تأهيل للسلطة في قطر، أي أن يغادر السلطة بعض الأشخاص ويحل مكانهم أشخاص آخرون. واصفاً الأمر بـ«الكرة التي تكبر كلّ يوم». وأشار إلى أن الحل العملي للتغيير يعتمد على التحرك للفاعل السياسي في الدوحة ليكون هناك تغيير يرضي الإقليم وينتزع هذا الاحتقان، وكلها سيناريوهات وآليات عملية مرشحة للتطبيق المستقبلي.

انتحار

أشار المعارض القطري علي الدهنيم، إلى أن المعارضة قبل المؤتمر الذي عقد مؤخراً في العاصمة البريطانية لندن، كانت على علم بمسار الأمور، وكيف هي سياسات النظام القطري، وإلى أين ستصل، وقال: الأمر يسير إلى ما لا نهاية والنظام القطري أشبه بمن ينتحر سياسياً.

مضيفاً: كنا نطالب بتغيير نظام الحكم بقطر، وكنا على حيرة من هو البديل، لكن سبحان الله البديل خرج لوحده، متمثلاً في شخصية الشيخ عبد الله آل ثاني وهو حق أصيل له والدستور ينص أن يستلم البلاد.

Email