نجاح مؤتمر لندن يصيب تنظيم الحمدين بالجنون

تخبط تميم يعزز قوة وشعبية المعارضة القطرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عزز خطاب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في الأمم المتحدة من قدرة المعارضة القطرية وثباتها على رسائلها واتساع رقعتها والمؤيدين لها سواء في المجتمع القطري أم المجتمع الدولي، فإصرار أمير قطر في هذه اللحظة على أن الدوحة تعاني من الظلم وأنها أبعد ما يكون عن الإرهاب، هو إصرار يخلو من المصداقية ويخيب ظن الشعب القطري الذي يهمه عودة العلاقات الطيبة مع الدول الأشقاء و استقرار قطر من جميع الجوانب.

المعارضة التي ظهرت في لندن أصابت تنظيم الحمدين بالجنون سيما بعدما خرجت شخصيات قطرية مؤيدة من الداخل القطري تدعم وتؤكد وتبحث عن العقلاء في التعامل مع هذه الأزمة وتدعو إلى الموافقة على المطالب التي أقرتها الدول الأربع، فهي مطالب واضحة ولا تحتاج إلى كل هذا الوقت الذي يتم استغلاله من دول تريد بث سمومها واستغلال المنطقة للوصول إلى مصالحها وفرض هيمنتها.

تعنت

وعلى الرغم من أن جلسة الأمم المتحدة قد جاءت بعد عدد من الأحداث المهمة كانطلاق مؤتمر المعارضة ودعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني العائلة الحاكمة لإيجاد حل وإنهاء هذه الأزمة والزيارة التي قام بها أمير قطر إلى دول أوروبية، ولكن كل هذا لم يؤثر من توجه تميم.

وظهر التعنت في خطابه من ادعاء المظلومية إلى تأكيده أهمية الحوار مع إيران.

محللون سياسيون أكدوا ثقتهم في قدرة المعارضة القطرية والشعب القطري على إسقاط نظام تميم وإحالته وعصابته الإرهابية والإجرامية إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته على جميع جرائمه الإرهابية، مؤكداً أن المؤتمر الأول للمعارضة القطرية بلندن جعل المعارضة القطرية داخل الدوحة تتسع دائرتها خاصة بعد استمرار تنظيم الحمدين في سياساته الإرهابية ورفضه لمطالب الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب مما أساء إساءة بالغة للشعب القطري داخل المحيطين العربي والدولي.

وأكدوا أن المعارضة القطرية ستقوى يوماً بعد يوم. فتميم لم يستغل الفرص وبات رفضه للحل واضحاً، مما سيزيد من هذه المعارضة من حيث أعداد المنتمين والمؤيدين لها. وهذا الأمر سيشكل حالة من القلق ستنعكس على النظام القطري الحالي بمجمله في ظل تخبط سياسي وصعوبات اقتصادية لا يمكن إنكارها. وفي النهاية فإن المعارضة تهدف إلى إيجاد حل متوازن وعودة قطر إلى السرب الخليجي.

انقلاب شعبي

وتنذر الأوضاع في دويلة قطر بانقلاب شعبي على أميرها تميم بن حمد آل ثاني، عقب قطع الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية معها لدعمها الإرهاب، وتعاونها مع إيران على هدم استقرار المنطقة، حيث أطلق وسطاء الخير دعوة لاجتماع لبحث الأزمة، فضلاً عن وجود تحركات في صفوف المعارضة القطرية لجمع توقيعات لمبايعة الرمز القطري الشيخ عبدالله بن علي، سيما بعدما كرس تميم خلال خطابه في الأمم المتحدة تبعية قطر لإيران بعد دفاعه عنها.

عضو مجلس النواب الأردني، محمد الحجوج بين أن أخطر ما جاء في خطاب الأمير تميم هو الدعوة للحوار مع إيران، فهذا سيزيد من حجم الفجوة بينه وبين الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وسوف يؤدي إلى انعكاسات سلبية من دون شك في الداخل و الخارج. المعارضة قد بعثت مجموعة من الرسائل للأمير تميم من أجل دراستها وعدم الأخذ بهذه الرسائل ودراسة المطالب سيؤدي إلى إطالة أمد الأزمة.

الخبير الاستراتيجي، الدكتور أيمن أبو رمان بين أن خطاب تميم في الأمم المتحدة كان محاولة لإجهاض المعارضة ولكن هذه الخطوة باءت بالفشل. والتعنت والمماطلة سيزيدان من قوة المعارضة وتأييد المجتمع القطري لها. لقد شعر تميم بمدى خطورة هذه المعارضة وظهر بصورة المستجدي للدول ولكن في نهاية المطاف الإرهاب خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

فالمعارضة لا تنمو إلا في ظل بيئة رافضة للسياسات الحاكمة. فعندما تشعر مجموعة من الحكماء الذين يتميزون بالقبول المجتمعي أن هناك مخاطر قد تلحق بوطنهم فإنهم يدقون ناقوس الخطر.

تصعيد

الكاتب الصحافي جهاد أبو بيدر علق بدوره أن خطاب أمير قطر سيزيد من قوة المعارضة القطرية ويقودها للتصعيـد خاصــة أنــه تم تجاهل مطالبهــم بتجــاهل مطالــب الــدول الأربــع.

يضيف أبو بيدرأن العالم يدرك كله أن قطر لم تلتزم بالاتفاقيات وساهمت في تقويض أنظمة، بالمقابل فإن هذا كله زاد من قناعة الشعب القطري بأن نظامهم يجرهم نحو مزيد من التأزيم والتضييق على مصالحهم.

وأن التصريحات الصادرة عن تميم لا تمثل إرادة الشعب خاصة لما يعرف عن القطريين بحبهم للسلام ودعمهم الحقيقي لمكافحة الإرهاب ورغبتهم الخالصة والاندماج الدائم بالأشقاء العرب وهذا ليس من أدنى اهتمامات نظامهم. هذا ويعتقد أبو بيدر أن قطر فقدت بعد هذا الخطاب الاستقرار الداخلي وأن المعارضة ستتوسع وسيكون مصير النظام مرهوناً بعامل الوقت الذي ستكسبه.

سخرية

سخر المتابعون من مزاعم الدوحة بأنها تكافح الإرهاب وأن وقف إنتاج الإرهاب والتطرف يتحقق بمعالجة جذوره الاجتماعية والسياسية، مشيرين إلى أن أهم جذور الإرهاب في ملفات المنطقة هو أن قطر تحتضن الجماعات التي تتبنى العنف، وتموّلها، وتحتضن مؤتمراتها العلنية والسرية، وتقدم لها الفدى الضخمة، وتقيم وساطات وصفقات لفتح باب الاعتراف بها.

وأشاروا إلى أن كلمة الأمير تميم فتحت الأعين على قطر وصلاتها بالإرهاب أكثر مما جلبت لها متعاطفين، ذلك أن تضخيم القضية يوحي بوجود حقائق تسعى السلطات القطرية لإخفائها وراء المظلومية المبالغ فيها.

Email