«وثائقي» أميركي يفضح علاقات الدوحة مع الإرهاب وإيران

قطر تدعم «صراع الأديان» لتعزيز التطرف

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف فيلم وثائقي أميركي عن خفايا السياسة القطرية في دعم الإرهاب ورؤيتها في رعاية المجموعات المتطرفة وعلاقاتها مع إيران لاستهداف دول المنطقة.

وسلط الفيلم الذي حمل عنوان «قطر: حليف خطر» على الازدواجية القطرية في التواجد على جانبي الحرب على الإرهاب، فهي تمد المتطرفين بالمال والسلاح وتشارك في دعم عمليات القصف في الوقت نفسه، في توجه يهدف إلى إثارة ما يسمى «صراع الحضارات». وسلط الفيلم الضوء على التمويل الكبير الذي تقدمه قطر للإرهابيين حول العالم، ودورها كحليف للولايات المتحدة باستضافة القاعدة العسكرية الأميركية من جانب، ومن جانب آخر دعم جهات متطرفة وأعداء لأميركا والعالم، والطرق التي تثير بها الفوضى في الشرق الأوسط ودوافعها من وراء ذلك.

وأصدرت شركة بيك ميديا الأميركية فيلماً وثائقياً جديداً بعنوان «قطر: حليف خطر»، وفيه يقدم خبراء من الأوساط الأكاديمية ومراكز الأبحاث الدولية الرائدة نظرة وتحليلا للأزمة الحالية في مجلس التعاون الخليجي، حيث تستمر الدول الأعضاء في مقاطعة دولة قطر.

اللعب على الجبهتين

وقال نائب رئيس البحوث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والمحلل السابق لمكافحة الإرهاب بوزارة الخزانة الأميركية، جوناثان شانزر: «هناك قائمة بالمجموعات المتطرفة التي يدعمها القطريون». وأضاف أن هذا يشمل حماس، ويشمل حركة طالبان، ويشمل جبهة النصرة، تنظيم القاعدة من سوريا، ويشمل جماعة الإخوان، ويشمل الإرهابيين في ليبيا، وعلى نطاق أوسع المتطرفين من جميع أنحاء العالم العربي. مؤكدًا أن الفيلم الوثائقي يدرس تعقيد علاقة ذلك البلد مع الدول الغربية.

وأوضح شانزر، أن قطر تستضيف أكبر قاعدة أميركية هي قاعدة العديد التي تعد حيوية في الحرب على الإرهاب، غير أن الدوحة تقوم بدعم تنظيمات الإرهاب باليد الأخرى. لذلك قطر تلعب على الجبهتين في الحرب على الإرهاب. لكن هذا لا يسير كما ترغب قطر في العالم العربي.

وعن العلاقات مع إيران، تقوم قطر في الخفاء بالمشاركة في حرب الوكالة لصالح إيران عبر دعم حزب الله وميليشيات الحوثي.

بدوره، قال لي سميث، زميل أول في معهد هدسون، إن قطر حليف وخصم للولايات المتحدة، هذا هو الدور الذي تلعبه قطر على مدى السنوات العشرين الماضية، وهي تواصل دعم الكثير من الجهات الفاعلة السيئة، وتستضيف أيضا أكبر قاعدة جوية لنا في الشرق الأوسط.

صراع الحضارات

ومن بين الخبراء الآخرين السفير حسين حقاني، وهو أحد أبرز قادة الفكر في مكافحة الإرهاب والإخوان، الذي عمل سفيرا لباكستان لدى الولايات المتحدة في الفترة من 2008 إلى 2011، وألكس فاتانكا، أحد كبار زملائه من معهد الشرق الأوسط وسلطة رائدة في إيران ومشاركتها مع قطر.

وكشف حقاني كيف تستغل قطر ثرواتها وقدراتها المالية الكبيرة في زعزعة أمن المنطقة ودعم الإرهابيين، وعلاقاتها بإيران، ومحاولة إعطاء نفسها حجمًا أكبر من حجمها الحقيقي.

يقول حقاني: «قطر بلد غني جداً من واردات الغاز والنفط، لكن لديها عدد قليل جداً من السكان لا يتجاوز 320 ألف نسمة. فلديهم مصادر اقتصادية أكبر بكثير من حاجة السكان». ويضيف: «الرؤية السياسية لقطر بخصوص المنطقة تصطدم في هذه الحالة بجيران أكبر وأقوى منها مثل المملكة العربية السعودية.

وبدلاً من التحرك في المجال الحيوي ذاته، فإن قطر تلجأ إلى دعم المجموعات الأكثر تطرفاً. ما تحاول قطر القيام به تقوية المجموعات المتطرفة وتحولهم إلى أطراف في»صراع الحضارات«الذي قد يمتد عقوداً طويلة.

وأوضح حقاني أن تنظيم الإخوان هو المصدر الرئيس للتطرف في المنطقة، وسيبقى الارتباط بين الإخوان وقطر قائماً في إثارة الاضطرابات. وطالما هناك اضطرابات في الشرق الأوسط فإن الولايات المتحدة لن تكون في أمان.

أجزاء الوثائقي

وتشمل أجزاء الفيلم الوثائقي:»تاريخ مضطرب«ويدرس تاريخ قطر وعلاقاتها داخل دول مجلس التعاون الخليجي، و»الإخوة في أكثر من الاسم«ويركز على علاقة قطر مع الإخوان، و»التصاميم الخطرة«ويقدم تحليلاً عن تحالف قطر المتنامي مع عناصر تروج للإسلاموية بأساليب سيئة، و»الأول بين المتساوين«ويضع العلاقات التطبيعية بين قطر وإيران في سياق تصاميم إيران في المنطقة، و»صوت الجزيرة«الذي يكشف الخط الفاصل بين الأخبار والدعاية وكيف تؤثر شبكة قطر الممولة من الحكومة على أجندة متطرفة، و»متابعة المال" الذي يكشف كيف تستخدم قطر ثروة لا توصف للحفاظ على التحالفات مع الدول الغربية، وفي الوقت نفسه تمويل الأنشطة المتطرفة والإرهابية، وتقويض تلك الدول نفسها.

Email