اختارت التصعيد والالتفاف على المطالب العربية وشراء ذمم إعلاميين

استطلاع «البيان»: 3 أهداف قطريـة وراء اسـتغلالها المنصات الدولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في استطلاعين للرأي أجرتهما «البيان»، الأول على موقعها الإلكتروني والثاني على حسابها في «تويتر»، أن لجوء قطر إلى منصات دولية لترويج الكذب والافتراءات يؤكد هروبها من حل أزمتها بل اختيارها للتصعيد فضلاً عن كشف مواصلتها للإرهاب وهي 3 عناصر مجتمعة أكد عليها 76 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع «البيان» الإلكتروني و75 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع «البيان» في «تويتر»، حيث رأت هاتان الفئتان أن هذه العناصر الثلاثة أسباب استغلال قطر المنصات الدولية لترويج الكذب.

وفي تفاصيل نتائج استطلاعي «البيان» اعتبر 11 في المئة من المستطلعة آراؤهم في موقع «البيان» الإلكتروني أن استغلال قطر منصات دولية لترويج الكذب كشف عن مواصلة الدوحة دعمها للإرهاب وهو ما عبر عنه 9 في المئة من المستطلعة آراؤهم على حساب «البيان» في «تويتر».
وفي حين اعتبر 6 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع «البيان» أن الدوحة ومن خلال لجوئها إلى المنصات الدولية لترويج الكذب سعت إلى تصعيد الأزمة وعبر 6 في المئة من المستطلعة آراؤهم على حساب «البيان» في «تويتر» عن ذلك أيضاً.
أما الذين عبروا عن هروب قطر من حل أزمتها فوصلت نسبتهم 9 في المئة على موقع «البيان» و10 في المئة على حساب «البيان» في «تويتر».

موقف رافض

وفي تحليل لنتائج استطلاعي «البيان» يرى مراقبون مصريون أنه منذ بدء المقاطعة المفروضة على قطر وإبداء السلطات القطرية موقفها الرافض للمطالب المقدمة إليها، تستند الدوحة على منصات دولية من أجل الترويج لأكاذيبها ومواقفها ضد دول المقاطعة، مستغلة في ذلك بعض الجهات وكذا قدراتها المالية في شراء المواقف لخداع الرأي العام العالمي من خلال محاولة تجميل وجه السلطات القطرية الذي أسقطت دول المقاطعة القناع عنه وأعلنت بما لديها من أدلة وأسانيد دامغة عن الدعم والتمويل القطري للإرهاب.

اعتماد الدوحة على منصات دولية جاء ليؤكد نهجها في محاولات الهجوم المعاكس والتصعيد ضد دول المقاطعة والتنكر لمطالبها ورفضها كلية، تمسكًا منها بدعم وتمويل الإرهاب وكذا تأكيدًا للارتماء في أحضان تركيا وإيران والاستقواء بهما في مواجهة أشقائها العرب.
يقول النائب المصري محمد أبو حامد، إن اعتماد الدوحة على منصات دولية لترويج أكاذيبها ومواقفها ضد دول المقاطعة جاء في ظل مساعيها للهروب من المطالب المقدمة وكذا في إطار محاولاتها للتصعيد وفي ضوء وإطار دعمها للعناصر والتنظيمات الإرهابية، إذ وجدت قطر الفرصة سانحة لدى بعض الدوائر الدولية لاسيما أنها تعمل كوكيل لدول وجهات بعينها لتفتيت المنطقة، وتقوم تلك الدول بدعمها ومساندتها على الصعيد الدولي.


تصرفات استفزازية

وشدد في تصريحاته لـ «البيان» على أن السلطات القطرية من خلال تلك التحركات تسعى إلى مواصلة تحركاتها وتصرفاتها الاستفزازية أملًا في استدراج دول المقاطعة لردود أفعال انفعالية خارج الضوابط الحاكمة لهذا الأمر، وهو ما لم ولن يحدث، والمسألة برمتها تحتاج إلى العمل بالآليات القانونية التي يفهمها العالم لإدانة قطر بشكل أوسع، حتى لو استغرق ذلك وقتًا طويلًا لتكون كل دول العالم لديها قناعة كاملة بأن قطر متورطة في دعم ومساندة الإرهاب. مشيرًا إلى أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لديها وعي كامل بأدواتها القانونية والسياسية والدبلوماسية ولن تنجر وراء محاولات قطرية استفزازية.

ونفى وجود فرص برأيه لتغيير سياسات السلطات القطرية في ظل وجود النظام الحالي، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عليها أن تستخدم إمكانياتها كافة في المنظمات الدولية ودوائر اتخاذ القرار في تحركاتها الدبلوماسية والسياسية والأمنية القائمة على الأدلة والأسانيد التي تكشف التورط القطري في دعم الإرهاب.


وأفاد الدبلوماسي المصري محمد المنيسي، بأن الدوحة استعانت بمنصات دولية للترويج للكذب مشددًا على أنها في ذلك الصدد لجأت لدفع رشاوى لعدد من الوسائل الإعلامية وعدد من الجهات السياسية والمسؤولين الأجانب لتأمين مواقف داعمة لها والترويج إليها، وذلك في ظل إصرار قطر على سياساتها في المنطقة ورفضها للانصياع لمطالب دول المقاطعة، وساعد قطر في ذلك ما تمتلكه من قدرات مالية استخدمتها في عملية المواجهة.


وشدد على أن تلك المحاولات القطرية هي محاولات محكوم عليها بالفشل، لأن أمر دعم وتمويل قطر للإرهاب أصبح واضحًا للجميع، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن الجانب القطري يعيش حالة من التخبط ويستنزف أدواته كافة من أجل المواجهة، ويرتكز على علاقاته بإيران وتركيا لمواجهة أشقائه العرب والتنصل من تعهداته السابقة التي سبق وأقرها في قمة الرياض والاتفاق التكميلي بعدها.

منصات مأجورة

وفي الأراضي المحتلة، أجمع محللون وخبراء فلسطينيون، على أن هروب الدوحة من حل أزمتها دفعها لافتراء الكذب عبر منصات دولية مأجورة، مرجّحين أن يفاقم هذا من الأزمة، التي سيرسو فيها العطاء أخيراً على قطر، بحيث تدفع ثمناً باهظاً لإصرارها على دعم الإرهاب، وإحباط مساعي الحل.

وأوضح محللون لـ «البيان» أن «السياسة القطرية تبدو خاوية وفارغة، فهي تحاول شراء ذمم بعض الإعلاميين الراقصين على الحبال المشدودة، والذين يتمايلون مع الرياح، لتلفيق الأكاذيب ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وهذا يؤشر بوضوح على مراوغتها في حل الأزمة، وتمسكها بدعم الإرهاب».


بدوره، بيّن الكاتب والمحلل السياسي محمـد جودة، أنه لم يعد يخفى على أحد لجوء قطر لشراء الذمم وتلفيق الأكاذيب لأسباب لا تخرج عن هروبها من حل الأزمة ومواصلة دعمها للمنظمات الإرهابية، طمعاً في البقاء في دائرة الحدث إلى جانب بث الفوضى في عواصم جيرانها العرب، والسعي لضرب أمنها واستقرارها.


ويقول جودة: «قطر لن تتخلى عن دعم الميليشيات الإرهابية، وبعد أن اقتربت الأزمة من الحل، عمدت قطر إلى تصعيدها مجدداً، انسجاماً مع مواقف دول وقوى إقليمية، تسعى لإضعاف دول المنطقة، بغرض السيطرة والتوسع فيها، ولهذا فهي تروّج الكذب، في محاولة منها لحرف البوصلة عن مخاطر دورها على أمن المنطقة واستقرارها».


ويرى الكاتب بالشأن السياسي أمجد شاور، أن القيادة القطرية تحاول خداع العالم من خلال الأكاذيب ومحاولات تسويق مواقف أخلاقية، بإظهار حرصها على حل الأزمة بلغة الحوار مع دول المقاطعة، غير أنها في حقيقة الأمر تخذل شعبها أولاً، وتتنكّر لمبادئ الأخوة والجوار، بالاصطفاف في ركب المنظمات الإرهابية، ودعمها وتمويلها، ومحاولة العبث بأمن واستقرار جيرانها.


وأوضح شاور أن قطر عمدت أخيراً، إلى النيل من دول المقاطعة بحملات ينبعث منها الكذب، بحيث أصبح تزوير الحقائق نهجاً قطرياً، لتصعيد الأزمة وإحباط أي مسعى لحلها، وكل ذلك للاستمرار في مخططاتها الرامية إلى زعزعة استقرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

ورقة أخيرة


يرى محللون فلسطينيون أن قطر ما زالت تتمسك بدعم الإرهاب كورقة أخيرة لها لإنقاذها من أزمتها، بزيادة العبث بالدول العربية، ونشر الفتن والقلاقل في كافة الدول العربية لإشغالها بنفسها، للتغطية على الضربة الموجعة التي تتلقها قطر من الدول العربية بعد قرار المقاطعة.

وفي الاتجاه ذاته، يقول المحلل السياسي ناصر اليافاوي، إن قطر تتهرب من الحل العربي لأن مشاريعها مختومة من الصهاينة ويزينوا لها ذلك، على أمل تركيع دول المقاطعة وترويضها لصالح سياسة قطر، وهذا من درب المستحيل. كما أن قطر تعمل على تصعيد الأزمة على أمل كسب المزيد من الوقت ظناً منها حسب صانعي سياستها الخبيثة كسب المزيد من الوقت والفرص لفكفكة مواقف الدول المقاطعة، والاستفراد بدول أخرى، وما محاولة الاتصال بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلا دليل على ذلك.


من جهته، يرى المحلل السياسي كمال الرواغ، أن قطر تأدبت منذ تفجر الأزمة، وهي تحاول الهروب للأمام وتبحث عن طوق نجاة لأنها تعلم والعالم كله دعمها لجماعات الإسلام السياسي الذي توسع ليفرخ ميليشيات غير إسلامية.


وأوضح أنه نتيجة ذلك تسعى قطر جاهدة لتوسيع رقعة الزيت، فوضعت رأسها في الرمال وقامت باتهام غيرها باتهامات باطلة، واستخدمت أموالها ومواردها في لعبة الدول وشراء الذمم، لكنها مهما فعلت يجب عليها أن ترضخ لإرادة شعبها وإقليمها وحاضنتها العربية وهي لا تملك بأن تكون كوريا العرب.


ويقول المحلل السياسي د. جمال أبو نحل، إن قطر عملت في عدة اتجاهات من خلال استخدامها المنصات الدولية لإعادة ترويج نفس الفكرة بشكل مضاد ضد الدول العربية، ما يدلل على مراوغتها الحالية تجاه المطالب العربية. وأفاد بأن قطر تحاول الهروب من الأزمة بتصدير الأزمات، ولكن في الأساس ليس من صالحها تصعيد الأزمة، ولكنها تحاول الهروب والخروج منها حتى لو بصناعة الكذب بأشكال مختلفة.
وتابع: «قطر متورطة بدعم جماعات إرهابية متطرفة، لذلك صعب أن تتوقف عن ذلك خاصة أن لها مرجعات رسمية يتمثلون بالاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية والمخابرات البريطانية».

دليل جديد

يرى محللون وخبراء أردنيون أن توجه الدوحة للمنصات العالمية لترويج الكذب ما هو إلا دليل جديد يكشف هروبها من الحل ورغبتها في التصعيد وإصرارها على دعم الإرهاب.

ويرى المحلل السياسي علي نجم الدين أن «قطر تحاول أن تقنع العالم من خلال هذه المنصات في كونها ذلك الحمل الوديع الذي يتعرض للظلم وتحاول الترويج على أنها تعاني من الحصار وليس المقاطعة وشتان بين المفهومين من حيث التطبيق والمضمون».


يضيف نجم الدين: «أصبح هنالك أدلة وبراهين على تورط قطر في الإرهاب سواء من خلال الدعم المباشر أم التدريب أم الاحتواء وفتح المجال لشخصيات مطلوبة عالمية وإيوائهم».

فقدان الثقة

أما الكاتب الصحافي جهاد أبو بيدر فأكد أن بحث قطر عن المنصات العالمية يعكس إدراكها في أن الداخل فقد ثقته تماماً بها ووجود اعترافات مسجلة من قبل جماعات وأشخاص قد انشقوا شهدوا أن قطر عملت على دعمهم في تنفيذ عمليات إرهابية عديدة أكبر دليل من الممكن الاعتماد عليه. وفي النهاية فإن صورة قطر قد اهتزت في أعين المجتمع الدولي ولن ينفع التوجه للمنصات العالمية سوى الزيادة في التأكيد في أنها متورطة.

مماطلة قطرية

وأضاف أبو بيدر قائلاً: «هذه المماطلة التي تتبعها قطر تفيد الجهات المعادية في زيادة الصدع الحاصل بين الدول وتهدر الفرص لإيجاد حل للأزمة وتراوغ من أجل تنفيذ أجندات. لقد شهدنا الكثير من المواقف السلبية والمتناقضة لمسؤولين من قطر عبر منصات مهمة كالأمم المتحدة واجتماعات في الجامعة العربية، وأخيراً كان مؤتمر المعارضة القطرية أكبر دليل على أن قطر تمارس سياسة تكميم الأفواه ومنع الحريات وهذا كله يصنف من أشكال الإرهاب.

Email