سفينة المصالحة الفلسطينية تقترب من الإبحار

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت الحكومة المصرية بوضع اللمسات الأولى للمصالحة الفلسطينية بعد استقبالها وفد حركة حماس من قطاع غزة والخارج، تزامناً مع تصريحات لقيادة الحركة عن رغبتها في حل اللجنة الإدارية واستعدادها للحوار مع حركة فتح، من دون اشتراط إيقاف ما تسميها خطوات الرئيس محمود عباس ضد غزة، وهو التصريح الأول من نوعه غير المشروط للمصالحة.

وساد التفاؤل في الساحة الفلسطينية، وأعلنت قيادة «فتح» عن إرسال وفد إلى مصر لاستيضاح الخطوات المصرية لتقريب وجهات النظر بين الحركتين، والإعلان عن إبحار سفينة المصالحة الفلسطينية.

وقالت مصادر فلسطينية إن حركة حماس وضعت اللجنة الإدارية، وهي أساس المشكلة، وديعة لدى القاهرة في حال وافق الرئيس محمود عباس على المصالحة الفلسطينية، حيث طلب رئيس جهاز الاستخبارات المصرية خالد فوزي من وفد حماس عدم المغادرة حتى يوم الجمعة المقبل، على أمل عقد لقاء يجمعهم بقياديين من حركة فتح.

وتم التطرق خلال اجتماعات «حماس» مع القيادة المصرية إلى ملف الأسرى الإسرائيليين، كما حصلت «حماس» على وعود مصرية بشأن 4 من أعضائها كانوا اختطفوا داخل الأراضي المصرية، وقد تنتهي الاجتماعات في القاهرة بعقد مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية، بما فيها فتح خلال الفترة المقبلة لمناقشة المصالحة وإحياء اتفاق القاهرة 2014.

تطور إيجابي

قيادة حركة فتح اعتبرت تصريحات «حماس» الأخيرة ذات أهمية، وسيتم إرسال وفد إلى القاهرة للتباحث مع المصريين حول إتمام المصالحة، لأن بيان «حماس» يحتوى على إيجابيات، ولكن هناك استيضاحات أخرى يتطلب الوقوف عندها، كما يقول القيادي في الحركة عباس زكي.

وأوضح أن القيادة الفتحاوية تعقد اجتماعات بهذا الخصوص، وسيغادر وفد الحركة في الوقت المناسب، لأن الرئيس محمود عباس قرر إتمام المصالحة وتخفيف الأعباء عن سكان غزة.

وتابع: «القيادة المصرية أبلغتنا بموقف حماس بشكل رسمي، وهناك إمكانية لعقد لقاءات مع حماس، بعد لقاء الوفد المصري، وفي حال حسمت حماس أمرها بحل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق، فستنتهي كل إجراءات الرئيس تجاه غزة».

من جهته، قال القيادي في حركة فتح د.عبد الله عبد الله إن عزام الأحمد سيزور مصر في الأيام المقبلة، وهناك تفاؤل كبير بأن مصر هي الوسيط، وليس من السهل أن تُغضب حماس القيادة المصرية، لأنه لم يتبق لها أحد.

وأكد أن المصريين أدوا دوراً مهماً في المراحل الماضية، لكن عندما زار قائد «حماس» في غزة يحيي السنوار مصر قبل العيد، أعلن عن اتفاق لفتح معبر رفح بعد العيد مباشرة بشكل كامل، ولكن لواءً مصرياً نفى هذه الأخبار، وانتقلت حماس إلى الواقعية، واتجهت إلى الدفع باتجاه مصر بعدما أُغلقت الأبواب أمامها.

اللجنة الإدارية

وأضاف: «إذا غامرت حماس بعلاقتها مع مصر فهذا انتحار سياسي، وإذا أعطت حماس وعداً لمصر فسيتم تنفيذه، وأولى هذه الخطوات إعلان حماس حل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق».

ورحبت الفصائل الفلسطينية باستئناف الجهود المصرية لإزالة العقبات التي تعترض طريق الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، داعيةً إلى تكثيفها لوضع آليات كفيلة بتنفيذها دون مماطلة.

القيادي في حزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، اعتبر أن منسوب التفاؤل مرتفع لدرجة كبيرة هذه المرة، وهناك تدخل مصري جاد لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وهذا نتلمسه من استضافة اجتماعات المكتب السياسي لحركة حماس.

وأوضح أن هذا الإجراء يعكس جدية مصر لإنهاء الانقسام، ومطلوب منها تكثيف جهودها لتشكيل حاضنة وطنية شاملة لتضمن تنفيذ الآليات التي يتم الاتفاق عليها دون تسويف أو مماطلة.

وأضاف: «الساعات والأيام القليلة المقبلة تحمل منسوباً من التفاؤل ولكن لا تخلو من الحذر، ويجب على مصر أن تتابع تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، ومهم لمصر أن تحقق الإنجاز قبل الذهاب إلى الأمم المتحدة، ومهم لفلسطين أن تذهب إلى الأمم المتحدة وقد أنهينا الانقسام».

Email