حكمت على نفسها البقاء خارج المنظومة العربية

تعنت قطر يعزز مطالب تجميد عضويتهــــــــا بالجامعة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عزز ما أبدته السلطات القطرية من صلف لا حدود له مطالب شعبية وسياسية واسعة بالأوساط العربية المختلفة لتجميد عضوية الدوحة بجامعة الدول العربية، خاصة عقب مهاترات مندوبها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الثلاثاء الماضي وتعبيراته غير المسؤولة التي تؤكد عمق الهوة التي أوقعت قطر نفسها بها بارتمائها في أحضان إيران وتركيا، حتى بدا مندوبها وكأنه مندوبًا متحدثًا باسم طهران عندما وصفها بـ «الدولة الشريفة».

كلمة المندوب القطري جاءت متسقة تمامًا مع نهج الدوحة وسياساتها العدائية إزاء دول المنطقة وخروجها كلية من الصف العربي منحازة إلى محاور أخرى صاحبة مخططات ومشروعات معروفة للجميع وتحيك المؤامرات ضد دول عربية بقصد إضعافها وإسقاطها.

ما جعل وجود قطر داخل الجامعة العربية من الأساس أمرًا غير مرغوب فيه من قبل الكثيرين الذين كشفت لهم المشادات الكلامية والملاسنات الأخيرة عن استحالة أن تكون قطر بما هي عليه من سياسات هدّامة هادفة لهدم الدول العربية جزءًا من المنظمة الإقليمية التي تضم الدول العربية ذاتها.

سلوكيات شاذة

من قلب جامعة الدول العربية تهاجم قطر أشقائها وتدافع عن إيران، وهي سلوكيات شاذة وعدائية تمثل حلقة من حلقات السياسات التآمرية ضد الدول العربية التي تتبعها الدوحة، بما يحتم تعليق عضويتها بالجامعة العربية وأيضًا بمجلس التعاون الخليجي منذ سنوات وليس بداية من الآن، حسبما يقول النائب البرلماني المصري محمد أبو حامد في تصريحات لـ «البيان» شدد خلالها على أن السلوكيات القطرية هي سلوكيات عدو وليست سلوكيات أخوة عربية أو خليجية، فهي تتآمر على الدول العربية وتحرك وسائل إعلامها للتحريض عليها وتمول الإرهاب بشتى صور الدعم والتمويل، ما يعني أن بقائها في المنظمات العربية والخليجية «أمر غريب».

وأشار النائب البرلماني المصري إلى وجود أدلة دامغة تؤكد الدعم القطري للإرهاب في المنطقة، وكان لزامًا منذ إثبات تلك الأدلة أن يتم تجميد عضوية الدوحة في تلك المنظمات. معتبرًا أن كلمة مندوب قطر خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية جاءت مؤكدة لهذا النهج القطري الواضح في التعامل.

وأشار الأمين العام المساعد للبرلمان العربي سابقًا السفير طلعت حامد، أن الخطيئة التي وقعت فيها قطر عندما أعلنت صراحة أن «إيران دولة شريفة» وفق كلمة مندوبها بالجامعة الذي أقسم بالله على ذلك، والدوحة بذلك كشفت عن وجهها الحقيقي بكونها خارج الإطار العربي، لأنها استعانت بالأجنبي على العربي، خاصة إيران التي تحتل الجزر الإماراتية الثلاث وتمول الإرهاب في دول عربية وهي عدو أكثر من كونها صديق. وعليه فإنه على الدول العربية مجتمعة أن تبذل مجهودات لاتخاذ موقف موحد ضد قطر.

وأفاد بأن تجميد عضوية قطر في جامعة الدول العربية يتطلب إجراءات معينة، تبدأ بتقديم مجموعة من الدول بطلب للأمين العام بتعليق العضوية، وهو الطلب الذي لا بد وأن ينال نسبة الأغلبية، وفي هذه الحالة على الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) أن يبذلوا جهدًا لحشد أكبر قدر من أصوات الدول العربية لتجميد عضوية الدوحة، خاصة أن هناك بعض الدول التي تميل لأن يظل الباب مفتوحًا للتفاوض مع قطر، كما أن الدوحة تستخدم نفوذها المالي للضغط على الدول العربية الفقيرة.

خيار التجميد

وتعتبر ورقة تجميد عضوية قطر هو أحد الخيارات التي يمكن استخدامها من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لمواجهة قطر، خاصة مع وجود العديد من الدول العربية المتضامنة مع موقف الرباعي العربي التي أعلنت تضررها من السياسات القطرية العدائية تجاه دول المنطقة مثل ليبيا واليمن على سبيل المثال.

وخاصة أيضًا عقب تصريحات مندوب قطر الأخيرة التي تحدث فيها صراحة عن موقف بلاده من إيران وبقلب الجامعة العربية، وهو ما دفع أمين لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري النائب البرلماني طارق الخولي للتأكيد على أن الجامعة العربية مطالبة بالتحرك الفوري لاتخاذ موقف قوي بشأن تجميد عضوية قطر.

وأشار الخولي إلى أن قطر تدافع عن إيران بكل قوة من داخل الجامعة العربية، وإيران التي هي معروفة سياساتها وأهدافها التوسعية في المنطقة، الأمر الذي يؤكد أن قطر تتحدى جميع الدول العربية، بما يتطلب موقفًا عربيًا موحدًا ضد قطر والدول الداعمة للإرهاب والتصدي إليها.

Email