خبراء أمنيون ومحلّلون سياسيون سعوديون لـ « البيان »:

أجهزة استخبارات تقف وراء الإرهابيين وخلية التجسس

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع خبراء ومحللون أمنيون وسياسيون، على أنّ قوات الأمن السعودية تثبت مرة تلو الأخرى قوتها الضاربة ومهنيتها العالية، في تسديد ضربات استباقية ضد الخلايا الإرهابية والتجسسية التي تستهدف المملكة، مؤكدين أنّ العملية الأمنية التي أعلنت الليلة قبل الماضية عن إحباط مخطّط انتحاري ارهابي داعشي كان يستهدف مقرين لوزارة الدفاع في الرياض، وكشف خلية تجسّس تضم سعوديين وأجانب لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة.

وأوضح المحلل الاستراتيجي والأمني العميد الركن متقاعد د. علي التواتي، أنّ الإرهابيين اللذين تمّ اعتقالهما قبيل تنفيذ العملية الإرهابية التي كانت تستهدف مقرين لوزارة الدفاع، هما مجرد أدوات تقف وراءهما عملية استخباراتية كبرى أدخلت الإرهابيين إلى المملكة ودربتهما وآوتهما وزودتهما بالأحزمة الناسفة.

مشيراً إلى أنّه لا يستبعد أن يكون الحوثيون أو مجموعة المخلوع صالح أو من يؤيدهما، وراء المحاولة التي تم إحباطها أو ربما تكون هناك دولة تقف وراء ذلك، وهو الأمر الذي ستكشف عنه التحقيقات على حد قوله.

وأضاف إنّ من خطّطوا للعملية أهم من الذين كانوا سينفذونها، لأنهم سيواصلون تنفيذ إجرامهم مع منفذين آخرين، مشيراً إلى اعتقال السلطات الأمنية لشخصين سعوديين وعدم الكشف عن اسميهما، ربما يؤدي إلى كشف معلومات أمنية مهمة في حال ثبوت علاقتهما بالمنفذين أو بالخلية الإرهابية التي تقف وراءهما. وأبان أنّ السعودية تتعرّض لهجمات مسمومة من عدة جهات كونها الحصن الحصين للأمتين العربية والإسلامية.

وشدّد العميد الركن د. علي التواتي، على ضرورة أن يعي المواطنون السعوديون والمقيمون في المملكة خطورة تداول المعلومات الأمنية في مجالسهم أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأن الخلايا التجسسية والجواسيس والعملاء المدسوسين يستفيدون من ذلك وتقوم بتحليلها ونقلها إلى جهات خارجية معادية لأمن واستقرار هذه البلاد.

سلسلة نجاحات

من جهته، أكّد خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية د. عبد الله بن عبد العزيز القرشي، أنّ نجاح أجهزة الأمن السعودية في إحباط المخطط الإرهابي يمثّل إضافة لسلسلة طويلة من النجاحات الأمنية، التي جعلت المؤسسات الأمنية السعودية تصنف كأحد أقوى المؤسسات على مستوى العالم، مشيراً إلى أنّ الكل يشهد كيف استطاع الأمن السعودي تطهير البلاد من فلول تنظيم القاعدة وتنظيم داعش وغيرها، فضلاً عن الحاضنات الفكرية لها وتجفيف مصادر تمويلها.

وأوضح أنّ السعودية تخوض منذ سنوات حرباً مفتوحة ضد الإرهاب فهي محاطة بالاضطرابات في عدد من الدول العربية على غرار العراق واليمن، فضلاً عن إيران واستهدافها للمملكة، مؤكّداً الاستعداد لمواجهة هذه التحديات بفضل كفاءة الأجهزة الأمنية.

حنكة أجهزة

وقال القرشي إنّ ما أعلن عن رصد رئاسة أمن الدولة لأنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية، فضلاً عن القبض عليهم بشكل متزامن، وهم سعوديون وأجانب، هو أكبر دليل على أن المملكة مستهدفة وبشكل مكثّف من تنظيمات وربما دول داعمة للإرهاب.

وأشار إلى أنّ كل هذه الدول والتنظيمات التي تسعى لزعزعة استقرار السعودية وأمنها سيخيب فألها وتفشل مخططاتها، بفضل حنكة أجهزتها الأمنية وترابط النسيج الاجتماعي الداخلي، ووعي المواطن والمقيم، فضلاً عن أنّ السعودية ما زالت تحتفظ بأصدقاء أقوى وأكثر من أعدائها، ولديها أقوى حليف عربي وهو دولة الإمارات العربية المتحدة التي ضربت مثلاً بعيداً في الوفاء والأخوة.

تعاون وتنسيق

بدوره، قال الباحث والمحلل السياسي عوض فرحان الحوطي، إنّ الجهود الأمنية السعودية نجحت في إجبار عدد كبير من عناصر تنظيم داعش على الخروج من البلاد وتكثيف التعاون والتنسيق في متابعة أنشطة التنظيم في الدول المجاورة لاسيّما في اليمن التي أصبحت في السنوات الأخيرة مركزا لانطلاق عملياته.

مشيراً إلى أنّ ضخامة المتفجرات التي كان سيستخدمها الإرهابيان وهي حزامان ناسفان يزن كل واحد منهما سبعة كيلوغرامات، إضافة إلى تسع قنابل يدوية محلية الصنع، وأسلحة نارية وبيضاء.

وأضاف الحوطي إنّ ضخامة هذا المتفجرات وكميتها يدل على أنّ العملية كبيرة وخطط لها منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أنّ وزارة الداخلية السعودية ستكشف بعد إجراء التحقيقات اللازمة كيفية إدخال هذه المتفجرات إلى المملكة وطريقة توصيلها إلى الإرهابيين الذين كانوا سينفذون العملية.

تغيير استراتيجية

ولفت الحوطي إلى أنّ تنظيم داعش الإرهابي بدأ في تغيير استراتيجيته السابقة في السعودية من الهجوم على المساجد والحسينيات بهدف إشعال فتنة طائفية في المملكة، فضلاً عن استهداف رجال الأمن، إلى استهداف المنشآت العسكرية والأمنية والمدنية وظلّ يجهز لهذا التحول النوعي منذ فترة طويلة، بدليل أنّ الأجهزة الأمنية تمكنت خلال مواجهتها عناصر التنظيم من التوصّل إلى نحو ثمانية مصانع متكاملة لصناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة، كانت توجد في منطقتي الرياض والقصيم، فضلاً عن القبض على على عدد من خبراء صناعات المتفجّرات.

Email