عزمي بشارة عرّاب الخراب والحاكم الإسرائيلي لقطر 2-1

الدوحة وراء «ربيع دموي» لصناعة شرق أوسط جديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر عزمي بشارة مهندس تطوير وتوطيد العلاقات القطرية الإسرائيلية، والمروج الأكبر لفكرة انسلاخ قطر عن العالم العربي والانضمام لمنظومة إقليمية جديدة تقودها إسرائيل ضمناً وقطر علناً.

وهي التي وضعت خطة ما يسمى بالـ «الربيع العربي» لصناعة شرق أوسط جديد، يحكمه أتباع إسرائيل في المنطقة، وحصرت دور بشارة في الحكم السياسي لقطر، في حين وضعت الأمير تميم بن حمد تحت مطرقة جماعة الإخوان.

ويتولى بشارة إدارة مجموعة من الشركات الاستثمارية القطرية في أوروبا، وخاصة تلك التي تعتبر ذراعاً للاستخبارات القطرية، والتي تمول أنشطة جميع من يعادون دول الخليج العربي- وتحديدًا المملكة العربية السعودية-، فهي التي تُؤمن قطر، أن سقوطها سوف يشكل قفزة سلطوية للدوحة، تستطيع بعدها رسم سياسة الشرق الأوسط الجديد.

والذي أعلن عنه بشارة مرارًا، وتحديد المنطقة الإسلامية بمكة المكرمة، وتقسيم السعودية لدويلات تتبع جميعها كونفدرالية تسيطر على مفاصلها قطر وإسرائيل. فأصبح يروج لاسم «قطرائيل» دوليًا، وذلك ما سعى إليه بشارة لتنفيذ الخطة المرسومة بدقة، والتي كانت قد كشفت عنها الصحف الإسرائيلية في العديد من التحقيقات.

امتيازات كبيرة

وجاء في مقال تحليلي منشور على موقع مفوضية الإعلام والثقافة التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن عزمي بشارة يقيم حاليًا في قصر أهداه له أمير قطر السابق حمد بن خليفة عندما كان في سدة الحكم، ويقوم فريق أمني أميري بحماية بشارة، الذي يحظى برعاية وامتيازات توازي هؤلاء الشيوخ من الدرجة الأولى، خاصة .

وأن جميع مصروفاته وسفره وتنقلاته وحتى الغذاء وفواتير الكهرباء والهاتف وسياراته وغيرها من المستلزمات يتكفل بها الديوان الأميري القطري. وهي الامتيازات التي لا يحلم بها حتى أمراء قطر سوى من الدرجة الأولى التي تم إعادة وضع معاييرها بعد وصول تميم إلى الحكم بإسقاط حمد بن جاسم، عبر مسرحية تنحي الأب.

ورغم ما يحظى به من مكانة استثنائية في قطر، إلا أن نظرة عزمي بشارة «الشيوعية» للخليج ما جهله يكرّس جزءًا من تفكيره وعلاقاته لبناء قاعدة اتصال مع من يسميهم بقوى الحراك المدني، ليستغل جهلهم، وليوظفهم في خدمة أهداف استراتيجية لدول ووكالات ومنظمات، تسعى لتفتيت المنطقة، ضمن سياسة الفوضى الخلاقة وإعادة تشكيل المنطقة على أسس طائفية.

ولهذا لم يتورع بشارة أن يجلس على منصة إحدى المؤتمرات ليظهر بشكل المفكر الطاووس الذي يلقي على الجماهير عظاته وتجاربه وتوجيهاته لهم بتدمير دولهم، ولكونه بعيداً عن الخليج وما زال ينظر إليه بنظرة أيديولوجية شيوعية، وينظر إليه كنقيض ديني، يجد بشارة أنه لا يستشعر التساوي مع أبناء جلدته إلا إذا تمزق الكيان العربي إلى وحدات صغيرة، تكون فيه إسرائيل القوة الحاكمة.

وفي يونيو الماضي كشف الباحث الإماراتي في شؤون الخليج والجزيرة العربية‎ د. خالد القاسمي، معلومات عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي يترأسه عزمي بشارة أحد أبرز الشخصيات الداعمة للنظام القطري وسياساته في المنطقة، حيث أوضح القاسمي دور المركز في استقطاب شباب الخليج للتأثير عليهم واستخدامهم كأدوات لإقامة ثورات على حكامهم.

وقال الباحث د. القاسمي عبر حسابه الرسمي على تويتر: «مركز عزمي بشارة عمل 24 ساعة لتعليم الصحافيين والمغردين وأصحاب المواقع كيف ينتقدون ويردون، لقد حاول عزمي بشارة من خلال مركزه المسمى المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن يخلق جيلاً خليجياً يهدف للقيام بالثورات ضد حكامه».

وأضاف: «المركز استقطب عدداً بسيطاً من شباب الخليج، الذين كانوا يحبون الرحلات واستضافهم في فنادق وقدم لهم رشاوى مالية لكنهم لم يكونوا من أصحاب القرار أو المؤثرين».

وأوضح د. خالد القاسمي: «أرسلت لي الدعوة عدة مرات وكنت لا أجيب عليها لأني أعلم مسبقاً بمخططات المركز وأهدافه بالرغم من أنه يتحمل أعباء الاستضافة والتمويل وكل شيء»، وأضاف: «هذا المركز إحدى أدوات حكومة قطر للتأثير في الشباب لسياسة التغيير في بلدانهم ويحاضر فيه نخبة من الأساتذة العرب والأجانب».

ولفت الباحث الإماراتي إلى أن «المركز كان يستقطب الشباب العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص ويحاضر فيه مذيعو الجزيرة أمثال: فيصل القاسم وأحمد منصور وغيرهما».

وكان كتاب إسرائيلي صدر أخيراً حمل عنوان «عزمي بشارة الحاكم الإسرائيلي لقطر»، حيث أشار الكتاب إلى أن بشارة هو مندوب عن الكنيست الإسرائيلي في قطر، حيث اختلق خلافاً مع السياسيين الإسرائيليين تقدم بعدها باستقالته لإسكات صوت الشارع العربي واستقر بعد ذلك في الدوحة، لكن الهدف الحقيقي كان انتدابه لدعم السياسة القطرية وتوجيهها لخدمة أهداف التغلغل الإسرائيلي في العالم العربي والإسلامي وفقاً للكتاب.

ورأى الكتاب أن بشارة مهندس تطوير وتوطيد العلاقات القطرية الإسرائيلية، والمروج الأكبر لفكرة انسلاخ قطر عن العالم العربي والانضمام لمنظومة إقليمية جديدة تقودها إسرائيل وقطر.

وأضاف الكتاب أن بشارة يقوم حالياً بصياغة مخطط العزلة التامة لقطر من محيطها الخليجي، بعد أن عزلها عربياً وإسلامياً، برسمه لاستراتيجية رعاية قطر لجميع المعارضين للفكر السياسي الخليجي سواء من المهاجرين إلى أوروبا، أو التنظيمات السياسية الدينية أو العلمانية.

ووفقاً للكتاب، يخطط بشارة لإسقاط المملكة السعودية، حيث سيشكل سقوطها قفزة سلطوية لقطر، تستطيع بعدها رسم سياسة الشرق الأوسط الجديد، والذي أعلن عنه بشارة مراراً، وهو تحديد المنطقة الإسلامية بمكة المكرمة، وتقسيم السعودية لدويلات تتبع جميعها كونفدرالية ما يسمى بدويلات الخليج التي تسيطر على مفاصلها قطر الإسرائيلية.

مقر المؤامرات

ويعمل بشارة مديراً للمركز العربي للدراسات وهو المركز الذي يراه عدد من المحللين مقراً للمؤامرات، ويهدف دائماً إلي نشر الفوضى من خلال ما يصدر عنه من مؤلفات، إلى جانب تأسيسه عدداً من الفروع في عواصم عربية لاستقطاب النخب الفكرية والأكاديمية والإعلامية عبر الإغراءات المالية المهمة التي يوفرها النظام القطري لعزمي بشارة.

Email