تصرفات وتصريحات مشينة لا تحترم العقائد والأخلاق والعادات

بذاءات فناني قطر ومسؤوليها تعكس ثقافـــــة دولة الإرهاب

فن قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان لافتاً، منذ إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، مقاطعة قطر ومطالبتها بوقف دعمها للقتل والتشدد والتنظيمات المتطرفة، أن انبرى مسؤولو الدوحة وفنانوها ومثقفوها.

للدفاع عن موقف حكومتهم عبر المنابر الثقافية والإعلامية المتنوعة، من خلال أساليب وردود بذيئة لا تراعي القيم أو الأخلاق أو التعاليم الدينية، عاكسين بهذا طبيعة مناخ التربية والثقافة الرسمية التي غرسها «تنظيم الحمدين» في المجتمع القطري إذ تشربوها وتبنوها بشكل تام، حيث إنها المبنية على أساس الإرهاب والكره والإساءة والحقد ومعاداة الأصالة العربية، وهو ما أفرز في دواخلهم أزمات نفسية واضطرابات خطرة.

وفي مقابل تلك الحال، كانت بارزة ومتميزة طبيعة مواقف وتصرفات وتصريحات مسؤولي ومثقفي وفناني الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، باتسامها بالمستوى الرفيع والقيمة الأخلاقية خلال دفاع هؤلاء من موقف بلادهم، وذلك عبر أساليب وردود منطقية ورزينة، بعيدة عن أي إساءات تراعي القيم والتعاليم الدينية، وتنصب فقط على تفكيك وتفنيد طبيعة إرهاب قطر وحقائق نشرها للتشدد ودعمها للإرهاب.

«لا حياة لمن تنادي»

يقول الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير مفتين، مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، إن الحكومة القطرية قدمت «مبادئها» على المصلحة العامة للشعب الشقيق الذي ضحت به، لشدة التأثر بالمبدأ الإخواني الدخيل على مجتمعاتنا الخليجية.

وأكد الحداد أن الوفاء بالعهود من الأمور التي عظم الله شأنها وفخّم أمرها كما في قوله تعالى (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون)، مضيفاً: إن هذه الآية «عظيمة يحفظها الناس أجمعون لأنهم يسمعونها في كل خطبة جمعة.

وقد كان اختيار الخطباء لها موفقاً ليبينوا للناس خطر نكث العهد ونقضه؛ لما في ذلك من استخفاف بالمواثيق وضياع للحقوق، وهي أمور تقتضيها الأخلاق الكريمة العربية والإسلامية وغيرها، فإن ذلك من القيم العظيمة التي تتفق عليها الإنسانية.

ويتابع أحمد بن عبد العزيز الحداد: لقد كنا نسمع من السياسيين أن المصلحة تقدم على المبدأ في هذا الفن، وقد انعكست هذه القاعدة السياسية في أزمتنا مع الشقيقة قطر، أما الدول المتأثرة بهذه السياسة فإنها قد أحسنت صنعاً بإظهار المكنون من هذه المعاهدة التي كانت حديثاً خاصاً فأصبحت معلومة عامة، وذلك تبرئة للذمة أمام الشعب القطري وأمام شعوب المنطقة، فرايتها بيضاء نقية.

وقد أُعذرت كثيرا، لو أنها كانت تنادي حياً سميعاً بصيراً حصيفاً، وصدق الإمام الشافعي رحمه الله تعالى بقوله:

وقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي

كنار لو نفخت بها أضاءت * ولكن أنت تنفخ في رمادِ.

ويستطرد: إذا كان ذلك بين إخوة العقيدة والجيرة في البلدان والمصالح المشتركة فإن نكثها العهود معها يعتبر أمراً عظيماً وغدراً خطيراً، وقد كان المسلمون في صدرهم الأول يحفظون هذه العهود ولو كان في ذلك خطر على أنفسهم كما كان من الصحابي عمرو بن عبسة مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم وقصته المشهورة في الجهاد بأرض الروم.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الغادِرَ يُنصَبُ له لواءٌ يوم القيامةِ، فيقال: هذه غَدرةُ فلانِ بنِ فُلانٍ» وقد جرت سنة الله في خلقه أن الذي ينقض العهد والميثاق تدور عليه الدائرة إن قريباً أو بعيداً.

ويستطرد: التاريخ الإسلامي قديمه وحديثه حافل بشواهده في ذلك، لأن الله تعالى أقام الكون على العدل فمن لم يف ولم يعدل واتخذ المكر أسلوب حياة والمراوغة سياسة فإنه سبحانه قد يمهله لكنه لا يهمله، والناس جميعهم لا يقفون مكتوفي الأيدي حيال من لا يفي بعهد ولا ذمة، بل إنهم يتخذون مواقفهم الحازمة حماية لأنفسهم ومواطنيهم وبلدانهم،.

وهذا أمر معهود في أعراف الناس وسياساتهم، والذي لا ينقضي منه العجب، أن نكث العهد يأتي من قريب مليء نسيب جار، وليس من بعيد قد يغريه بعد المسافة أو من فقير يبحث عن مادة، فما الذي يحمله على ذلك؟

الوطن والمواطن

وتشرح د. أمل بالهول، مستشارة الشؤون المجتمعية في مؤسسة وطني الإمارات وجهة نظرها في المسألة: التعامل الواعي والحكيم والشفاف مع الإيقاع السريع للمتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والبيئية في الإمارات.

إضافة إلى اجتهاد قادتنا في العمل الوطني لاستشراف المستقبل وإسعاد الشعب وبناء أجيال مبدعة ومبتكرة، مسائل مهمة وأساسية، عززت ثقة المواطنين بقرارات دولتهم وحكومتهم، وزادت يقينهم بأن المواقف التي تتبناها دولة الإمارات تصب في مصلحة الوطن والمواطن ومستقبلهما، وهذا بلا شك يعزز عطاء القيادة الرشيدة يوماً بعد يوم، لا سيما وأن الثقة والتفاهم والمحبة بين الشعب والقيادة، ثلاثية تمكن الطرفين من تطوير أدائهما وتقديم أفضل ما لديهما.

وتبين أمل بالهول أن مثقفي ومسؤولي الإمارات عكسوا صورة قادتهم ودولتهم في ردودهم على قطر الإرهاب، إذ فندوا ممارساتها القاتلة ودانوا إرهابها بأسلوب خلقي بعيد عن الإساءة ومنبن على القيم الأخلاقية والحقائق.

واقع ميداني

تتابع أمل بالهول: استثمرت الإمارات في بناء الإنسان، إلى أن أصبح الإماراتي قادراً على معايشة الواقع الميداني بأسلوب عصري وحضاري وبما يترجم إحساسه بالمسؤولية الوطنية، ويعكس النهج الذي غرسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي سار عليه حكام الإمارات، حفظهم الله ورعاهم، وهذا يفسر دعم الإماراتيين الكامل لموقف دولتهم من قطر.

لاسيما بعد أن انكشفت مخططاتها الإرهابية ومحاولاتها للنيل من سعادتنا وأمننا وأماننا الذي نعيش فيه، وبالمقارنة مع المواقف التي تبنتها فئة من القطريين والتي جاءت مدافعة عن نظام «الحمدين» المجرم، نجد أن هذه الفئة التي لا تمثل الشعب بأكمله، وتتعامل مع المجريات والمستجدات بشكل يعكس سطحية اطلاعها على ما يحدث من حولها.

وتوضح مستشارة الشؤون المجتمعية في مؤسسة وطني الإمارات، أن الإماراتيين ترجموا غيرتهم على وطنهم من خلال طرح عقلاني متوازن يراعي في تفاصيله العلاقات الاجتماعية والإنسانية التي تربطه بالشعب القطري الشقيق.

وقالت: المواقف الانفعالية لبعض القطريين على مواقع التواصل الاجتماعي، تعكس بوضوح التخبط الذي تعيشه حكومتهم ومستوى القلق والتوتر الذي أصبح يعيشه المواطن القطري في ظل إصرار نظام «الحمدين» على موقفه من دعم الإرهاب والإرهابيين والمجرمين، وأنا أراهن على حكمة شعب قطر، خاصة وأن الحكومات تتغير ولكن الشعوب تبقى على أصالتها وقيمها ومبادئها.

الحضن الخليجي

وتنصح أمل بالهول الشعب القطري بألا يدع أحقاد حكومته الإرهابية تنتقل إليه وتعمي عينيه عن الحقيقة. وتضيف: نظام «الحمدين» يغرد بعيداً وبمعزل عن مصلحة الشعب القطري، وهنا لا بد للقطريين من فهم الموقف واتخاذ موقف حازم تجاه حكومتهم الفاسدة والوعي بأن لا حضن لهم إلا الحضن الخليجي.

فتيل الشر

وتلفت أمل بالهول إلى ضرورة التمسك بقيم التسامح والتآخي والتعاون، خاصة وأن هناك من يستغل موقف الإمارات والسعودية من قطر الإرهابية، لتعزيز التعصب وخطاب الكراهية والعنصرية بين شعوب هذه الدول، حيث خرج بعض المثقفين والفنانين القطريين عبر المنصات الرقمية وحاولوا تسميم وتلويث عقول الأطفال والشباب بأكاذيبهم وادعاءاتهم الباطلة.

وقالت: أقول للقطريين لا تربوا أبناءكم على الكره والكذب والافتراء ولا تسمحوا للحاقدين بزرع فتيل الشر بينكم وبين أبناء الخليج، فأنتم جزء لا يتجزأ من قلوبنا وبيوتنا، وكلي ثقة بأن تفهمنا واستيعابنا لكم سيغير مواقفكم تجاه حكومتكم المجرمة وسيضعكم على الطريق الصحيح.

 

فساد اجتماعي

يوضح الفنان عبدالله بن حيدر أن المجتمع القطري تربى على يد منظومة فاسدة، أشبعته مالاً وفساداً وماديات لحد التخمة، فرغم كل الأدلة التي تدين نظام «الحمدين» إلا أن بطانة الحكومة القطرية الواسعة، وضعت أصابعها في آذانها لكي لا تسمع صوت العقل والمنطق والحكمة.

واستغلت منصات العالم الرقمي لتشويه صورة أبناء الإمارات والسعودية، بأكثر الألفاظ بذاءة، والأساليب رداءة، كما سددوا عدة طعنات في ظهر الوحدة الخليجية.. والمثير للشفقة أن بعض الفنانين القطريين هب مدافعاً عن نظام «الحمدين» طمعاً في الشهرة وليس بدافع الوطنية والانتماء، لأن المسؤولية الوطنية تفرض الدفاع عن الحق ومحاربة الباطل.

ويضيف بن حيدر: أنا متفائل بقدرة الإمارات والسعودية على انتشال شرفاء قطر وإنقاذهم من منظومة «الحمدين» الفاسدة، كما أن أبناء الإمارات يحترمون الجيرة والأخوة وعلاقات النسب والدم والمصير المشترك التي تربطهم بأبناء الخليج العربي عامة وشرفاء قطر خاصة. وبالنسبة لي، كان لا بد من أن أرد على بعض أفواه الشر التي نكرت فضل الإمارات عليها.

وحاولت عبر منابر إعلامية صفراء تشويه صورة الإمارات. كشفت هذه الأزمة أن غالبية الشعب القطري غير مطلع وواع للهاوية التي يقترب منها بسبب إرهاب حكومته، وكأن هناك غشاوة على عينيه تمنعه من إبصار الحقيقة، على عكس أبناء الإمارات الذين تعاملوا بحكمة مع المجريات والمستجدات، وكل ذل بفضل الشفافية الكبيرة بينهم وبين قياداتهم.

الإماراتيون نموذج رفيع يحتذى

ويقول الكاتب الإماراتي إبراهيم خادم: أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تنتهج سياسة الاعتدال والوسطية والتسامح والسلام، منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة مع قطر، موقفها الثابت أمام العالم أجمع على لسان معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، بأن دولتنا لديها موقف صارم ضد سياسة الحكومة القطرية التي تجاوزت كل الحدود .

وشقت الصف الخليجي والعربي بدعمها وتمويلها للإرهاب والإرهابيين وعملها باستمرار على زعزعة الاستقرار وتهديــــد الأمـــن القومــي لـــدول الجـــوار، ذلك وفق الـدلائــل الثابتة والبراهين المؤكـــدة.

ويتابع: وجاء هذا الموقف القوي من قبل حكومتنا الرشيدة بعد أن نفد صبرنا بسبب عنجهية وصلف الحكومة القطرية وعدم استجابتها لمطالبنا المحقـــة مع الدول الشقيقــة لسنوات، بضرورة التوقف فوراً عن دعم وتمويل الإرهاب وحماية الجماعات الإرهابية والتكفيرية، والتوقف أيضاً عن التحريض الإعلامي وإثارة الفوضى والقلاقل في المنطقة كلها.

ويشير خادم إلى أنه للأسف، بعد اندلاع هذه الأزمة، لجأت وسائل الإعلام القطرية إلى شن حملة إعلامية شرسة مغرضة ضد دولتنا والدول الشقيقة، لم تلتزم فيها بأخلاقيات العمل الإعلامي.. كما انحدر أسلوبها إلى الدرك الأسفل من الإسفاف والشتم والسباب والتضليل، من أجل تبرير ممارســات حكومتهـــم في دعمهـــا وتمويلهـــا للإرهابييــن والمتطرفيـــن.

وفي المقابل، قامت وسائل الإعلام الإماراتية المقروءة والمسموعة والمرئية بالتعاطي مع هذه الأزمة بروح المسؤولية العالية وبحكمة شديدة، ولم تنجر وراء الترهات والإسفاف والتجريح، وذلك من خلال إبراز الحقائق والإثباتات والبراهين الدامغــــة التي تؤكد تورط الدوحة بدعم الإرهاب والجماعات المتطرفة والترويج لهم إعلاميـــــاً، إضافــــة إلـــى العمـــل على زعزعـــة الاستقـــرار لــــدول الجــــوار.

تمايز

ويثمن إبراهيم خادم دور النخـــــب الإعلاميـــــة والمفكريــــن وأصحـــاب الـــــرأي في الدولـــــة، لإسهامهم البارز في التصــدي للهجمـــات الإعلاميـــــة القطــرية المضللــــة من خلال إظهار الحقائـــق والفكــــر المعتدل الذي تنتهجه دولة الإمارات والمنبثـــــق من دستورها وديننا السمح وموروثنا المجتمعي والثقافي..

كل ذلك بفضل سياسة حكومتنا الحكيمة التي عززت تلاحم القيادة بالشعب منذ عهد المؤسسيـــن الأوائل العظام، طيب الله ثراهم.

تردٍّ أخلاقي وخيانة لأمانة الأوطان

يؤكد المستشار أحمد محمد الخاطري رئيس دائرة محاكم رأس الخيمة، أن السياسة التي تتبعها القيادة القطرية الحالية تعكس تردي أخلاق صناع السياسة القطرية حينما يتطاولون على الإمارات ورموزها السياسية.

موضحاً أن مسؤولي ومثقفي قطر في ردودهم وتعاطيهم بالأزمة الحالية، خلعوا رداء الحياء ومعانيه وباتوا يقذفون بحمم بذيئة من الألفاظ النابية التي لا يجرؤ أصحاب العقول النيرة أن يردونها، لكن السبب الوحيد وراء هذه الحملة وتشجيعها هو خيانة أمانة الأوطان.

ويختم: إن شعب الإمارات، صغيره وكبيره، على قلب رجل واحد، ملتف حول قيادته يدافع عن وطنه بكل ما يملك ولا يرضى أبداً أن توجه لقيادته ورموز وطنه أي عبارة نابية..

وما رأيناه من تطاول أزعجنا ويتطلب وقفة صارمة توقع المزيد من العقوبات والإجراءات المشددة تجاه من يقف خلف هؤلاء السفهاء.

أنقاض وانحطاط وحقد لاينتهي

يقول أحمد محمد الشحي المدير العام لمؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه: عندما تتهاوى صرح القيم ومنطق العقل الرشيد، فماذا ينتظر المرء غير أنقاض بالية من الانحطاط الأخلاقي وفقدان العقل والضمير؟! وهذه هي حال بعض المغردين القطريين الذين يوجهون سهامهم الحاقدة وإساءاتهم المتكررة ضد دولة الإمارات ورموزها.

ويتابع: إن ما ينتهجه هؤلاء من فجور في الخصومة وتجريح رخيص لهو سمة المفلسين، وصفة الحاقدين.. إن هذه العينات تسيء إلى نفسها، وتسلك مسلك التصعيد، والفتنة بين الشعوب.

وتصب مزيداً من الوقود على النار، ولو كان عندهم أدنى عقل لعلموا علم اليقين أن الإجراءات المتخذة ضد قطر إجراءات حكيمة سديدة، تصب في صالح دول المنطقة وشعوبها، تصون أمنها واستقرارها، وتحميها من شرور التنظيمات الإرهابية والمخططات التخريبية.

«دويلة» الشر غدت وكراً للإرهاب

يستعرض الكاتب السياسي والإعلامي سلطان حميد الجسمي، جوانب القضية: لا شك أن قطر بمثقفيها ومسؤوليها ونخبها الممثلة أبواق للنظام، هي الآن تعكس حالة الفساد الخلقي التي زرعتها الحكومة في المجتمع. ويضيف: كان الهدف الرئيسي من ما سمي بالربيع العربي هو تقسيم الدول العربية وتحريض الشعوب على حكوماتها وتفريقها وتخريب مؤسسات الدول وتعطيلها لفرض الهيمنة والسيطرة.

وهنا كانت وتبقى قطر سفيرة لقوى الشر في الشرق الأوسط، إذ تخطط وتتآمر وتدعم التنظيمات المتشددة، ضد جيرانها وضد الدول العربية والإسلامية، ولا تنفك تسخر كل الإمكانات لدعم الإرهاب في المنطقة، حيث دفعت مليارات الدولارات لتدمير الدول العربية لفرض السيطرة ولتكون ساحة لقوى الشر.

وقد آوت قيادات المنظمات الإرهابية بصفتهم على مستشارين ودعاة، من أمثال عزمي بشارة الصهيوني الذي يحمل جنسية دولة إسرائيل.. وأيضاً الهارب من حكم الإعدام في مصر يوسف القرضاوي الذي أحل دماء البشرية بحجة الخروج على الحاكم وأيضاً حلل للإرهابين تفجير أنفسهم وقتل الأبرياء من الأطفال ونساء.

خداع واستغلال

ويؤكد الجسمي أن قطر الإرهاب استغلت إعلامها في دعم الإرهاب والإرهابيين، وتواصل التطاول على كافة الدول، بدون مراعاة لأي قيم أو أخلاق، مقدمة نماذج حقيقية لثقافة حياتها وتعاطيها. ويأتي ذلك ليرفد نهجها في استضافة الإرهابيين والترويج لهم، ومثال ذلك عندما استضافت قناة الجزيرة الإرهابية أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة الإرهابية في مقابلة.

وقد كان الفخر بالمجد واضحاً على وجه مقدم البرنامج الإرهابي أحمد منصور، بأن قتل السوريين الأبرياء هو بمثابة نصر لدولة قطر وحكوماتها، ولا نذهب لبعيد حيث تباهى حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء ووزير خارجيتها السابق، بانتصار جبهة النصرة، في العديد من المحافل الإعلامية.

ويؤشر الجسمي إلى أن قطر مثال البذاءة هي وإعلامها وجوقة المنخرطين في منابرها الثقافية والإعلامية.. إنها صاحبة إعلام محرض يتبنى الإرهاب وقواه، وينادي بالطائفية والمذهبية والقتل.

ويتابع حديثه: لا شك أن الحكومة القطرية تلعب دور الإعلام الفاسد في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي باستخدام الدولار لإغواء أبواقها المرتزقة، لتستغل الجميع في الحرب الإعلامية غير أخلاقية التي تشنها على الدول الأربع المكافحة للإرهاب، وللأسف استغلت قطر إعلامييها ومثقفيها وفنانيها في هذه الحرب غير الأخلافية.

فقذفوا وشتموا وحرضوا ونشروا الشائعات ونكروا الجميل وبينوا للمشاهد الخليجي والعربي بأنهم أفاع يحاولون نشر سمومهم الغادرة للجمهور الخليجي والعربي، بينما نرى أن الشخصيات السياسية والإعلاميين والمثقفين في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، يبرزون الحقائق للرأي العام والمجتمع الدولي بهدف محاربة الإرهاب.

تأجيج

ويردف الجسمي: منذ بداية الأزمة القطرية يتبين لنا وكأن الإعلام القطري هو من يدير الدولة، ويتمثل بقناة الجزيرة، موضحاً أن الحكومة القطرية لا تملك القدرة الكافية على أن يكون لها خطاب سياسي دبلوماسي من شأنه أن يخرجها من الأزمة.. وما يفعله الإعلام القطري اليوم هو تأجيج الأزمة الخليجية.. إذ جعل المنابر القطرية أكثر إرهاباً من قبل مما يخالف مطالب الدول الأربع المكافحة للإرهاب.

يؤكد المستشار أحمد محمد الخاطري رئيس دائرة محاكم رأس الخيمة، أن السياسة التي تتبعها القيادة القطرية الحالية تعكس تردي أخلاق صناع السياسة القطرية حينما يتطاولون على الإمارات ورموزها السياسية.

موضحاً أن مسؤولي ومثقفي قطر في ردودهم وتعاطيهم بالأزمة الحالية، خلعوا رداء الحياء ومعانيه وباتوا يقذفون بحمم بذيئة من الألفاظ النابية التي لا يجرؤ أصحاب العقول النيرة أن يردونها، لكن السبب الوحيد وراء هذه الحملة وتشجيعها هو خيانة أمانة الأوطان.

ويختم: إن شعب الإمارات، صغيره وكبيره، على قلب رجل واحد، ملتف حول قيادته يدافع عن وطنه بكل ما يملك ولا يرضى أبداً أن توجه لقيادته ورموز وطنه أي عبارة نابية..

وما رأيناه من تطاول أزعجنا ويتطلب وقفة صارمة توقع المزيد من العقوبات والإجراءات المشددة تجاه من يقف خلف هؤلاء السفهاء.

جريمة بحق الفن ورسالته السامية

يرى ياسر القرقاوي، مدير إدارة الفعاليات الثقافية في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، أن فناني قطر يرتكبون في نهجهم وإساءاتهم خلال الفترة الحالية، بحق الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.. وشتى الدول العربية، جريمة موجهة لرسالة الفن وقيمته.

ويواصل مدير إدارة الفعاليات الثقافية في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة: الفنان والمثقف الحقيقي المخلص لرسالة الفن وللأوطان، دوره الأصيل والجوهري ليس في الإساءة إلى الآخرين، كما يفعل فنانو قطر حالياً، وليس في تأجيج الأزمات وصب الزيت على النار.. أو الانخراط في إثارة النعرات والنزاعات.. بل يجب أن يكون حامياً للوفاق والتقارب ومديناً للإرهاب والقتل..

وللأسف، فإن مبدعي قطر يرتكبون جرائم كبيرة باتجاههم في منحى تبرير إرهاب دولتهم، هم بهذا يبتعدون عن أصالة الإبداع وينجرون وراء العملة وعبودية المال.

الاتجاه الصحيح

ويضيف ياسر القرقاوي: الموقف الحقيقي المطلوب والذي ننتظره فعلياً من فناني قطر، هو السير في الاتجاه الصحيح وكشف الحقائق والتصدي للإرهاب ومموليه، والكف عن مهاجمة أشقائهم، هم مطالبون بدور الموفق .

والذي يسمي الخطأ وينبذ الإرهاب ويدين التشدد. وأن يسعوا دوماً إلى التقارب والتأشير إلى أن شعوب الخليج العربي واحدة، ولا بد من أن تراعي دولتهم مصالح الخليج العربي ودوله. ننتظر هذا من مبدعي قطر، الذين لا بد من أن يقفوا وقفة حق تقرب بين شعوب المنطقة وتدين أية إساءات.. ولا يبرروا أية تصرفات سيئة.

مقارنة ووقفة مشرفة

ويختم القرقاوي: إن موقف الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، لهو موقف مشرف لكل العرب والعالم، فهذه الدول تحاصر الإرهاب وتسعى لتجفيف منابعه، وهذا فعلياً ما يخدم الإبداع وأهله. ويجدر بفناني قطر أن يعوا هذا.. وأنه حقيقة من مصلحتهم. ولا بد لهم من إدانة الإرهاب والتشدد أياً كان مصدره أو مموله.

وأريد أن ألفت هنا، إلى أن فناني الإمارات وفي وقفتهم خلف قادتهم، يقفون ويعبرون بأسلوب أخلاقي وبلا ابتذال أو إساءات.. وإنما يناصرون الحق بطريقه القويم.. وبالبحث عن الحقيقة وتشريح المواقف. إننا نطالب فناني ومبدعي قطر بأن يصمتوا ويكفوا عن إساءاتهم تلك.. فليقولوا الحق أو وليصمتوا.

الإمارات حصن منيع دعائمه المحبة والخير واللحـمة الوطنية

يؤكد مواطنان في عجمان وأم القيوين، أن التغريدات المتكررة من بعض القطريين التي تسيء إلى الإمارات وإلى رموزها، بذيئة وعارية من الصحة وتتجاوز الحقائق ولا تعكس الواقع الحقيقي الذي يعيشه إنسان الإمارات والالتفاف الشعب حول قيادته الكريمة.

مبينين أن الإمارات أياديها بيضاء في خدمة البشرية والتعامل الحسن، وذلك منذ اتحاد الإمارات على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه، وأن الذين يسيئون إلى الإمارات وقيادتها الرشيدة لا يدركون أنهم كلما أساؤوا لقادتنا تمسكنا بهم إلى الأبد. إذ يوضح الناشط الوطني د.جاسم خلفان، أن من يتكلمون عن قيادة الإمارات ويسيئون إليها هذا ليس بجديد بالنسبة لهم.

لأن سقوط الإخوان أصبح فاجعة بالنسبة للأذيال التي توجد في الأطراف، فكل من ينتمون إلى الإخوان في أي مكان فقدوا كل آمالهم وأحلامهم، لذلك ليس بجديد عليهم أن يخرجوا بهذه (السفالات) والإساءة للدولة ولرموزها.. ولكنهم خائبون فهم لا يدرون مدى حب والتفاف الشعب الإماراتي حول قيادته الرشيدة.

وتساءل قائلاً: كيف يخرج إلينا أمثال هؤلاء ويبثون روح الفتنة فينا، ما أحمق هذا التساؤل من جهلة لا يرون كنه الشعب الإماراتي وقيادته الأصيلة؟ ويلفت إلى أن أيادي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أياد بيضاء في خدمة المسلمين وكافة بني البشر..

وأن كافة قادة الإمارات يتسابقون لخدمة الأشقاء، مبيناً أن تلك التغريدات تعد سقاطات من أشخاص لا يعون ما يقولون، فهي مردودة عليهم مردودة.

ويقول الدكتور عدنان بن محمد أبو محاضر بالمساقات الشرعية بالكلية الجامعية للأم والعلوم الأسرية في عجمان، إن الإمارات دولة مفتوحة للعالم وتستقطب الجميع، وإن هناك دعماً قوياً من قيادتنا الرشيدة ومن رموزنا لحقوق الإنسان، مبيناً أن تغريدات بعض القطريين تجافي الحقيقة ولا تراعي القيم.. وأن الإمارات شجرة مثمرة وقادتنا هم من زرعوها فعم خيرها الجميع.

كما أن تلك التغريدات تخالف الشرع والمنطق، وهي في معظمها بسبب عدم فهم فقه الواقع والنظرة السطحية.

كما أن أولئك المغردين يريدون أن يشوهوا الصورة الجميلة للإمارات عن طريق تغريدات جائرة وأحكام ظالمة لا يسندها أي دليل ولا منطق. ويوضح أنهم أخطؤوا الطريق ولن يجدوا منفذا ليغيروا المفاهيم والأسس الأخلاقية الحميدة التي غرسها الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي كان أساسها قيام دولة الإمارات التي تحترم الإنسان في أراضيها وتسارع لنجدة الملهوف والمحتاج داخل وخارج الدولة.

الطفولة تدفع ثمن إرهاب  الحكومة القطرية

يقول المتخصص الاجتماعي، نبيل اللبابيدي إن مستقبل قطر أصبح مجهولاً بلا أفق أو حتى تباشير خير، لا سيما وأن سم قطر الذي أذاقته للأبرياء طول السنوات الماضية بدأت تتذوقه كما بدأ يسري في عروقها ويفتك بها، والمؤسف، كما يقول، أن الطفولة بدأت تدفع ثمن إرهاب الحكومة القطرية.

تناقضات فكرية

ويستطرد اللبابيدي: العزلة القطرية ستجعل الأطفال أقل انفتاحاً وتواصلاً مع العالم من حولهم، كما ستدخلهم في دوامة فكرية مليئة بالتناقضات، فكيف لطفل تربى على مبادئ الوحدة الخليجية أن يصدق أنه لم يعد جزءاً من هذه الوحدة، وأن يدرس في المناهج الدراسية ما يناقض واقعه.

وكل ذلك بسبب أنانية حكومته وعدم مبالاتها بمستقبله ومصيره وسعادته. إن بقاء الفكر القطري المتطرف على حاله، سيسهم أيضاً في تراجع عجلة المعرفة والثقافة في قطر، حيث ستتسع الفجوة أكثر، خاصة وأن المناهج الدراسية انعكاس لبيئة حقيقية وليس لأكاذيب وتزوير وقتل وجرائم. وحول قدرة الشعب القطري على تحمل طيش حكومته الإرهابية، أوضح اللبابيدي أن أفواه الشر التي تدافع عن نظام «الحمدين» ما هي إلا فئة قليلة ولا تمثل الشعب كله.

وقال: لن يسكت الشعب القطري على تجاوزات نظام «الحمدين»، لا سيما وانه يعي تماماً أن لا حضن له سوى الحضن الخليجي، ولعل وضع الحكومة القطرية الحجاج القطريين على قوائم المطلوبين، كما يشير اللبابيدي، برهن للشعب القطري تمادي حكومته في الشر، حيث وصل بهم الأمر إلى حد تعطيل شعيرة من شعائر الدين، ما يثبت أن النظام «الحمدين» يتصرف بمعزل عن الشعب، وبما يتماشى مع مصالحه.

 
Email