خبراء لـ « البيان »: ليس أمام قطر خيارات سوى تنفيذ مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب

غياب الرؤية ونهج التخريب وراء سياسة الدوحة «دعــــــم الأضداد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

استنكر محللون ومراقبون سياسيون سياسة قطر ونظامها الحاكم، الرامية إلى دعم «الأضداد»، مشيرين إلى أن استراتيجية الدوحة هدفها التشويش على تورطها في دعم الإرهاب وإيواء العناصر الإجرامية المطلوبة أمنياً والموضوعة على رأس قوائم الإرهاب، وفقاً لتصنيفات صادرة عن مؤسسات دولية.

وأعرب المحللون في تصريحات لـ «البيان» عن استغرابهم من قدرة النظام القطري على دعم الشيء ونقيضه، مؤكدين أن الدوحة تدعم حركة حماس الفلسطينية وهي المفروض حركة مقاومة فلسطينية وفي الوقت نفسه علاقتها بإسرائيل وقيادات الكيان الصهيوني على أفضل ما يرام.

وأشاروا إلى أن قطر متحالفة مع الحوثيين وتمدهم بالأموال والأسلحة رغم أنها كانت عضواً في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بالإضافة إلى أن الدوحة تتبنى جماعة الإخوان وقياداتها وفي المقابل لديها اتصالات مباشرة مع حزب الله في اليمن.

كما تقول إنها تحارب الإرهاب العالمي بينما هي تدعم الحركات الإرهابية المتطرفة في ليبيا وجبهة النصرة في سوريا.

وأرجع المحللون والمراقبون أسباب انتهاج قطر «سياسة دعم الأضداد» إلى ما وصفوه بغياب الرؤية لدى النظام الحاكم في الدوحة وعدم وجود ثوابت في السياسة الخارجية القطرية، بالإضافة إلى سعي حكام الدوحة إلى لعب أدوار إقليمية لا تتناسب مع حجم وتاريخ الإمارة الصغيرة.

حماس وإسرائيل

أكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في مصر، سعد الزنط، أن هناك تحركات مريبة للنظام القطري عقب قرار مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (مصر والإمارات

والسعودية والبحرين) هدفها إبعاد أنظار العالم عن الاتهامات الموجهة لحكام قطر بالتورط في دعم الجماعات الإرهابية، وتأجيج الصراعات في دول الربيع العربي تحديداً.

وأشار في تصريح لـ «البيان» إلى أن الدوحة سعت إلى تخفيف الحصار عنها سياسياً وإعلامياً عبر دعم جماعات متناقضة وأهدافها متقاطعة متسائلاً:

«كيف تقول قطر إنها من الداعمين لحركة حماس التي يفترض أنها حركة مقاومة ضد الاحتلال الصهيوني بينما تفتح أبوابها أمام المستثمرين الإسرائيليين ويذهب حكامها إلى العاصمة الإسرائيلية تل أبيب ويفتحون باب التطبيع السياسي والاقتصادي مع دولة الاحتلال؟».

وأوضح الزنط أنه بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بدأت قطر في الحركة تجاه تعزيز موقف لها عبر استغلال أزمتها بكسب تعاطف شعبي، عبر باب الأزمة الإنسانية، مشيراً إلى أن الدوحة لم تبخل بالدعم المالي على حركة حماس التي تتبنى منهج الإخوان، بالرغم من حالة الغضب من قبل حركة فتح التي كانت تعلم مصير تلك الأموال التي تلقتها حماس بأنه يتجه إلى شراء السلاح.

«البحث عن مكانة ومكان» كان وفقاً لمدير مركز الدراسات الاستراتيجية، هدفاً من أهداف قطر سعت إلى تحقيقه عبر دعم الجماعات المتناقضة بل والمتحاربة، مشدداً على أن ذلك بدا واضحا في الأزمة اليمنية ففي الوقت الذي أعلنت فيه قطر مبكراً انضمامها إلى التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

وضعت يدها على من جانب آخر في يد الحوثيين وقدمت لهم دعماً مالياً، وتبنت مطالبهم إعلامياً في القنوات ووسائل الإعلام الممولة من الدوحة، وكانت ذراعها الإعلامية قناة الجزيرة منبراً يدافع عن الحوثيين ويتيح لهم فرصة الظهور ومهاجمة التحالف العربي.

اللعب على الحبال

من جانبه قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب المصري اللواء حمدي بخيت، إن قطر دويلة صغيرة جداً من حيث المساحة وليس لها تاريخ سياسي.

مشيراً إلى أن الدوحة لا تستند لا على تاريخ ولا قوة سياسية أو عسكرية لذلك فهي تسعى خلال السنوات الأخيرة إلى استخدام ما حباها الله به من موارد اقتصادية كي تلعب أدواراً إقليمية ودولية أكبر من حجمها ولا تؤهلها إمكانياتها البشرية والسياسية في القيام بها.

وشدد بخيت في تصريح لـ «البيان» على أن الدوحة تسعى إلى إبعاد النظر والتشويش على جرائمها في حق عدد من الشعوب العربية من خلال تقدم الدعم المالي والإعلامي لكثير من الجبهات والجماعات حتى وإن كانت جماعات متناقضة لا تجمعها أهداف مشتركة.

ويشير إلى أن قطر التي ادعت أمام العالم كله المشاركة في استراتيجية مكافحة الإرهاب وهي أكبر داعم للجماعات المسلحة فى عديد من الدول العربية من بينها سوريا والعراق، إضافة إلى ليبيا ومصر، فقطر.

والكلام لبخيت، دولة لديها انفصام في الشخصية وتفعل الشيء ونقيضه في نفس الوقت ولا تراعي الحفاظ على الأمن العربي والخليجي مما جلب لها كثير من المشاكل مع جيرانها الخليجيين الذين اضطروا لقطع العلاقات الدبلوماسية معها ومحاصرتها أملاً فى إعادتها إلى الصواب والالتزام بما تقتضيه إجراءات الحفاظ على الأمن القومي العربي.

لكنها للأسف سعت إلى وضع أيديها في أيدي أعداء الأمة وفتحت المجال أمام إيران للتوغل في المنطقة العربية.

ووصف عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب المصري ما يقوم به النظام القطري من دعم للأضداد ومحاولة اللعب على كل الحبال بـ «المراهقة السياسية».

مشيراً إلى أن الدول المحترمة يكون لديها سياسات واضحة تجاه قضايا أمتها ولا يمكن أن تنجرف إلى الرهان على جماعات إرهابية أياً كانت المصالح التي يمكن أن تتحقق من وراء دعمها لأن التاريخ يؤكد أن الإرهاب لا يمكن أن ينتصر.

تناقضات الإمارة الصغيرة

أما الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي مختار نوح فيرى في تصريح لـ «البيان» أن دعم قطر للتنظيمات المتناقضة تكتيك سياسي مقصود من جانب الدوحة هدفه الإفلات من العقاب على التورط في قضايا الإرهاب وفى التخطيط لقلب أنظمة الحكم في عدد من دول المنطقة العربية.

بالإضافة إلى الدور المشبوه الذي لعبته قطر في دعم جماعات الإسلام السياسي خلال ما عرف بـ «ثورات الربيع العربي» والتي اتضح فيما بعد أنها ثورات مدفوعة الأجر هدفها نشر الفوضى في المنطقة العربية برعاية حكام الدوحة الذين كانوا يراهنون على الإخوان في مصر وغيرها من الدول في إحكام سيطرتهم على المنطقة.

وأوضح أن سياسة قطر بها كثير من التناقضات فالإمارة الصغيرة تتبنى الإخوان وتفتح أبوابها أمام قياداتها الهاربة للظهور عبر منابرها الإعلامية وفي نفس الوقت تتحالف مع حزب الله الذي يعتبره الإخوان في أدبياتهم عدواً لا يمكن التحالف معه تحت أي ظرف من الظروف.

ويؤكد نوح أن حكام الدوحة بدلاً من استخدام مواردهم الاقتصادية في تنمية بلدهم تفرغوا لإثارة القلاقل في البلدان العربية من خلال دعم جماعات متحاربة تمهيداً لاستخدام أي من تلك الجماعات في مخططاتهم لنشر الفوضى في أي بلد عربي لا يستجيب لضغوط الدوحة.

مشدداً في الوقت نفسه على أنه ليس أمام قطر من خيارات سوي الانصياع لمطالب دول المقاطعة العربية، وقطع الصلات فوراً عن جماعة الإخوان ووقف دعم وإيواء قادتهم وتمويل الحركات المتطرفة في سوريا واليمن.

دعم علني

في مقابلة أجرتها معه قناة «سي إن إن» الأميركية، نفى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، الشهر الماضي، تمويل بلاده أي جماعات إرهابية، بينما الوثائق المنشورة علناً تثبت تورط الدوحة في دعم كافة الجماعات الإرهابية حتى تلك التي تحارب بعضها بعضاً.

وحول تصريح سابق لأمير قطر تميم بن حمد، بشأن أن مفهوم الإرهاب قد يختلف لدى قطر عن بعض الدول الأخرى، شدد وزير الخارجية القطري على أن الدوحة ما زالت متمسكة بهذا الموقف.

وهذا الموقف يؤكد انفصال «تنظيم الحمدين» عن الواقع واختراع مفهومها الخاص عن الإرهاب، فوفق هذا التصور فإن داعش حركة مقاومة والقاعدة حركة مقاومة وكذلك حزب الله، بغض النظر عن آلاف الأبرياء الذين يسقطون في عمليات التنظيمات الإرهابية.

وحاول محمد بن عبدالرحمن خلط الأوراق أمام الجمهور الأميركي عبر ربطه تصنيف المنظمات الإرهابية بمجلس الأمن الدولي وأنها مهمة دولية. والواقع أن معظم المنظمات التي يدعمها «تنظيم الحمدين» مصنفة دولياً على قوائم الإرهاب وعلى رأسها القاعدة وداعش، فيما المنظمات الأخرى في طريقها إلى قائمة الإرهاب نتيجة تورطها في سفك دماء الأبرياء. دبي - البيان

Email