اللاجئون السياسيون.. ورقة لتوسيع النفوذ الإقليمي والدولي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يعتبر استقبال قطر اللاجئين السياسيين دليلاً على تعاطف أيديولوجي مع قضاياهم، بقدر ما هو رغبة بتوسيع نفوذ الدوحة الإقليمي والدولي. وتحدث السفير الإماراتي في واشنطن علانية عن استضافة قطر المشبوهة لحركة طالبان وذلك في مقابلة تلفزيونية مع تشارلي روز، حيث قال: «لا أعتقد أنها مصادفة أن تجد في داخل العاصمة القطرية الدوحة قيادة حماس وسفارة لطالبان وقيادة الإخوان».

روابط تاريخية

وذكرت الباحثة البريطانية كورتني فرير في تحليل لها في «فير أوبزيرفر» أن الدول الأربع المقاطعة لقطر نشرت مقالات كثيرة كشفت فيها عن الروابط التاريخية بين الحكومة القطرية وجماعة الإخوان. وإزاء النتاج الإعلامي والخطابات الرسمية المتزايدة، فإن ما يفتقده المرء هو تفحص هوية الذي أنشأ ملاذاً آمناً للاجئين في قطر والمدى الذي ذهبت إليه الزعامة القطرية في استضافة شخصيات معينة بارزة، ونجد أن كل هذا يرتكز على روابط أيديولوجية.

ملاذ آمن

وأوضحت كورتني فرير أنه من المعروف أن الشخصيات التي وجدت ملاذاً آمناً في قطر ليست كلها مرتبطة بالإخوان، ولكن لها ارتباطات واسعة معهم، مثل خالد مشعل الذي سعى باستمرار طوال العام الماضي لفصل حركته عن جماعة الإخوان.

وهناك رئيس جبهة الإنقاذ الجزائرية عباس مدني والليبي علي الصلابي والرئيس الشيشاني السابق المنفي سليم خان يندرباييف، وعلى الرغم من مصرعه في انفجار سيارة في الدوحة عام 2004، يبدو أنه ارتبط هو وغيره من الشخصيات بصورة أكبر بأيديولوجية الحركة السلفية أكثر من الارتباط بالإخوان.

وأردفت الباحثة البريطانية أنه على الرغم من أن هذه الشخصيات منحدرة من جنسيات وطوائف مختلفة، فإن وجودها في قطر يشكل دليلاً قاطعاً على تعاطف الحكومة القطرية مع حركة الإخوان الإرهابية. وحتماً فإن موقف قطر من حركة الإخوان بشكل خاص، والحركات المماثلة عموماً، أكثر تعاطفاً من موقفها مع الدول الخليجية المحيطة بها.

نحو النفوذ وقالت كورتني فرير: إنه المعروف أن أمير قطر الأسبق خليفة بن حمد الذي حكم البلاد بين عامي 1972- 1995، وتربطه علاقات وثيقة مع بعض زعماء الإخوان البارزين وعلى رأسهم المدعو يوسف القرضاوي الذي منحه الجنسية القطرية، هو نفسه الذي أعفى وزير التعليم القطري السابق الذي كانت تربطه علاقات وثيقة مع الإخوان، واستبدله بشخصية ترتبط بحركة القوميين العرب، ما يظهر التناقضات التي تتسم بها سياسات الحكومة القطرية.

مثيرة للجدل

وأشارت في تحليل لها في «فير أوبزيرفر» إلى أن بعض الشخصيات المرتبطة مع قطر مثيرة للشكوك، وهي تشكل جزءاً من المؤامرة التي تترأسها قطر للترويج للإخوان، ولكن ليس لإيصال حركتهم للسلطة. فعندما ننظر لقطر فمن المهم أن نأخذ في الاعتبار تحديد معنى السياسة المتعمدة التي تنتهجها وما هي نتيجة رغبتها في توسيع نفوذها عالمياً.

ولا توجد روابط أيديولوجية بين الدوحة وجماعة الإخوان بالقدر نفسه الذي لا توجد فيه روابط بين عائلة آل ثاني ونظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، موضحة أن استضافة لاجئين سياسيين لا يشكل دليلاً على تعاطف أيديولوجي، بل رغبة بتوسيع النفوذ وربما استضافة شخصيات ثقافية في مجتمع يتعرض للانتقاد العام بسبب افتقاره لثقافة محلية.

Email