قطر مارست التمييز الديني على مر عقود وموّلت العمليات الانتحارية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شرعت قطر، التي تعد من أكبر منتهكي الحريات الدينية في العالم، في مغازلة المجتمع الدولي عبر حديثها عن فتح المجال وتخصيص مساحات للجاليات الموجودة على أراضيها لممارسة شعائرهم الدينية، وبحسب تقرير الخارجية الأميركية لحرية الأديان، فإن الدوحة أبدت انفتاحاً للنظر في إنشاء مساحات مخصصة للعبادة للهندوس واليهود والبوذيين.

وقطر، التي تشكّل الجالية الهندية 24% من سكانها، إذ بلغ عددهم نحو 545 ألف نسمة، فيما يبلغ النيباليون 400 ألف نسمة، ظلت تحرمهم سنيين طويلة من ممارسة شعائرهم الدينية بأمر من مفتي «الإخوان» يوسف القرضاوي، الذي أباح العمليات التفجيرية، وظل يدعو إلى التطرف والتعامل مع غير المسلمين بفكر جماعته الإرهابي.

انتقادات

وانتقدت العديد من المنظمات الحقوقية انعدام الحريات الدينية للعمالة الوافدة التي تدين بغير الإسلام في قطر، واعتبرت المنظمات أن ظاهرة الكراهية الدينية متفشية في قطر بشكل واسع، وارتفعت الانتقادات الحادة بعد فوز قطر المشبوه بتنظيم كأس العالم مع مئات الآلاف من العمال، وخاصة من الهند ونيبال، معتبرة أن الفيفا مسؤولة كذلك. وبحسب تقرير منظمة العفو الدولية، ذكر أن العمال من تلكم البلدان يعيشون في ظل أوضاع بالغة السوء والتعقيد، ولا يتمتعون بأبسط الحقوق.

ولم تكتفِ قطر بمنع المقيمين على أراضيها من ممارسة حقوقهم، بل فتحت أجهزتها الإعلامية ومنصاتها الإلكترونية وجيوشها السوداء على مواقع التواصل الاجتماعي، لإثارة الكراهية ضد عدد من الدول التي أتاحت للمقيمين فيها حرية ممارسة شعائرهم الدينية، واستضافت مجموعة من المتطرفين الذين كالوا السباب وأشاعوا روح الكراهية تجاه تلك الدول، بل منهم من ذهب إلى دعوة التنظيمات الإرهابية إلى استهداف معابد الهندوس في الإمارات، التي تعد سباقة في إتاحة حرية التعبد للمقيمين على أراضيها.

لسانان

واعتبر مراقبون أن الخطوة القطرية، التي كشف عنها تقرير الخارجية الأميركية، تؤكد تعامل قطر بلسانين ووجهين، أحدهما يغازل به الغرب وآخر لحلفائها الإرهابيين، مشيرين إلى أن قطر، التي تعادي الأجهزة الإعلامية السامية لكن يجمعها حلف استراتيجي مع إسرائيل، تدعم الإرهاب الذي يقتل المدنيين عبر عملياته التفجيرية استناداً إلى فهم خاطئ للإسلام منبعه الفكر الإخواني الإرهابي، وتسعى لتوطيد علاقتها مع الغرب والمنظمات الغربية، مشيرين إلى أن قطر دعمت وظلت تدعم تنظيم «داعش» الذي ارتكب جرائم بحق الإيزيديين والمسيحيين في العراق وسوريا وغيرهم، مما شكّل مصدر قلق رئيساً عبرت عنه الولايات المتحدة في تقريرها ذاته. ويتحدث التقرير أيضاً عن التمييز ضد غير المسلمين الذي تعد قطر نموذجاً فيه.

وعززت قناة الجزيرة العنف، والكراهية الدينية من خلال بث خطب القائد الروحي للإخوان يوسف القرضاوي. و قامت الجزيرة مراراً ببث أشرطة فيديو لأسامة بن لادن وسليمان أبو غيث، مبررة للإرهاب وتحرض على العنف ضد القوات الأميركية وقوات التحالف. وعلاوة على ذلك، بثت قناة م الجزيرة مقابلة مع زعيم جبهة النصرة الجولاني المعروف بتحريضه على غير المسلمين وصفت بأنها «غير رسمية» للجماعة.

Email