الدوحة تكافئ الاحتلال الإسرائيلي بـ«الغاز المجاني»

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفظت قطر بعلاقات وثيقة مع المتناقضات في سياستها الخارجية، وفي فلسطين تجلى ذلك بالتحالف مع كل من إسرائيل وحركة حماس. وبلغت العلاقات مع هذين المتناقضين (في العلن) لدرجة أن قطر هي الممول الرئيس لحركة حماس وكذلك الطرف الذي يبيع الغاز لإسرائيل بسعر رمزي. وليس غريباً ظهور صور للكابتن اليهودي في قاعدة العديد، كولانس بيكر، وهو يعطي أوامر للعميد القطري مشاري المهيدي الذي يعلو بيكر بأربع رتب عسكرية.

وفور انتهاء مؤتمر مدريد للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في العام 1991، وقبل أن يجف حبر وثائقه، بادرت قطر فوراً بمد جسور الود والسلام مع إسرائيل دون أن تكلف نفسها عناء الانتظار للتأكد من أن مخرجات هذا المؤتمر ستفضي إلى سلام حقيقي أم لا، خاصة أن الطرف المحتل معروف بمراوغته وتنصله من أي التزامات. ويبدو أن كل ما كانت تحتاجه الدوحة مجرد ذريعة للهرولة نحو دولة الاحتلال.

هذه الجهود القطرية توجتها زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق شمعون بيريز للدوحة في العام 1996 والتي تم خلالها توقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل وافتتاح مكتب تجاري إسرائيلي في الدوحة، وفي الجانب الآخر إنشاء بورصة للغاز القطري في تل أبيب.

ويقول مؤلف كتاب «قطر وإسرائيل – ملف العلاقات السرية» الإسرائيلي سامي ريفيل، الوزير المفوض بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس، والذي عمل في السابق مديراً لمكتب مدير عام وزارة خارجية إسرائيل ومديراً لمكتب المصالح بين البلدين في الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999، إنه واجه صعوبات جمة في ترتيب العلاقات القطرية – الإسرائيلية التي شارك فيها هو بنفسه لولا حكومة قطر التي ذللت كل الصعاب وحصل على تسهيلات كثيرة من مسؤولين قطريين كبار وشركات قطرية كبرى.

وقال أيضاً إن الأمر الرئيسي الذي يميز قطر يعود إلى الدور التي تلعبه كجسر بينها وبين إسرائيل، ملمحاً إلى المساعي الكبيرة التي بذلتها قطر لإقناع الدول العربية لفتح علاقات مع الدولة الإسرائيلية تحت مسميات تجارية علنية وسرية.

وأشار ريفيل في كتابه إلى التحريض القطري على السعودية والإمارات لدى إسرائيل، مستشهداً باتفاق أبرمته الدوحة مع تل أبيب لإنشاء مزرعة متطورة لإنتاج الألبان والأجبان اعتماداً على أبحاث علمية تم تطويرها في مزارع إسرائيلية، لأجل منافسة منتجات المملكة والإمارات.

وبلغت الاستماتة القطرية في التمسك بعلاقاتها مع الاحتلال أقصى حدودها حينما بادرت الدوحة بتزويد إسرائيل بالغاز لمدة غير محدودة وبأسعار رمزية، بعد توقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى إسرائيل من خلال خط الأنابيب المصري الواقع في سيناء بعد أن فجره مجهولون.وبدأت الدوحة في جني ثمار هذه الاستماتة في العام 2007 عندما استقبل أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة في عام 2007 في الدوحة نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز الذي زار قطر للمشاركة في مناظرات مع الطلاب.

كما زار عدة مرافق في الدوحة كقناة الجزيرة وسوق واقف وجامعة جامعة كورنيل الأميركية.وفي عام 2008 زارت وزيرة خارجية آنذاك تسيبي ليفني الدوحة للمشاركة في أعمال منتدى الدوحة للديمقراطية، وقامت بزيارة عدة أماكن في الدوحة. لكن هذه الهرولة القطرية خلف إسرائيل لم تنعكس إيجاباً على الجانب الفلسطيني.

Email