مقيمون عائدون من قطر لـ«البيان »:

الوضع أسوأ مما ترصده وسائل الإعلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من المقيمين في قطر والذين غادروها لقضاء إجازة الصيف، أن الوضع في الدوحة صعب للغاية، وأن الواقع على الأرض ليس كما يحاول «تنظيم الحمدين» وصفه.

وأوضح صحافي، رفض ذكر هويته لأسباب تتعلق بسلامته الشخصية، أن هناك حالة تململ بين القطريين مقابل هلع في صفوف المقيمين العرب والأجانب.

وأضاف لـ«البيان» أن القطريين يشعرون بقلق شديد على مستقبل بلادهم في ظل حالة العزلة التي تمر بها نتيجة إصرار النظام على السير في الاتجاه الخطأ، مشيرا إلى أنه عند اندلاع الأزمة ساد اعتقاد لدى أغلبية الشعب القطري والمقيمين بأن قرار المقاطعة لن يستمر أكثر من أسبوع أو أسبوعين، اعتماداً على شائعات سربتها المخابرات القطرية تفيد بأن دولاً غربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة تضغط على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لتطبيع العلاقات مع الدوحة، ولكن بعد مرور الشهر الأول، شعر القطريون بأن لا حل لأزمة بلادهم إلا باعتراف النظام بأخطائه، وطرق أبواب الرياض للإعلان من هناك عن الاستجابة لشروط الرباعي العربي.

حراسة مشددة

وأضاف الصحافي أن القطريين يتحدثون في مجالسهم عن عزلة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الذي يخضع لحراسة مشددة من قبل عناصر أمنية وعسكرية مرتبطة بتنظيم الإخوان، وقد تم اختيارهم على هذا الأساس، إلى جانب عناصر من الحرس الثوري الإيراني، كما يتحدثون عن خوف حاشية الأمير من إمكانية حدوث انقلاب عليه من قبل بعض مراكز النفوذ التي يحركها في الخفاء رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم آل ثاني الذي يحاول العودة بقوة إلى السيطرة على القرار السياسي والاقتصادي في البلاد.

وبات واضحاً أن القطريين اكتشفوا من خلال وسائل الإعلام العربية ما كانوا يجهلونه عن سيطرة أطراف خارجية على القرار السياسي في بلادهم، وتورط نظامهم في دعم الإرهاب والتآمر على دول الجوار الخليجية والدول العربية الأخرى، وهو ما جعل المواطن القطري يتحدث عن الدفع به إلى دفع ثمن مغامرات نظام فاقد أهلية الحكم.

وضع غامض

وقال عائد آخر من الدوحة وهو أستاذ جامعي في العلوم السياسية إن الأسعار في قطر تضاعفت مرارا بعد أن باتت السلع الغذائية تصل البلاد عن طريق الجو، كما يبدو الوضع الاقتصادي غامضا ما جعل المقيمين الأجانب يعيشون حالة من الهلع خشية انهيار الريال القطري وما يمثله ذلك من خطر على مدخراتهم، لافتا إلى أن مؤسسات عدة أعدت لوائح للعمالة المهيأة للطرد، خصوصا مع استمرار إصرار تنظيم الحمدين على التمسك بمواقفه الداعمة للإرهاب.

وأشار الى أن النخب القطرية باتت تخشى الحديث في الوضع الداخلي للبلاد بعد الحديث عن قيام النظام القطري بتجنيد مئات من المقيمين العرب من جنسيات مختلفة للتعاون مع أجهزة الأمن والمخابرات لرصد المواقف المنتقدة لإصرار تنظيم الحمدين على الاستمرار في عناده وتمسكه بمواقفه السابقة وعدم موافقته على تنفيذ الشروط المعروضة عليه من داخل البيت الخليجي لاستعادة موقعه الإقليمي والدولي.

وأضاف الأستاذ الجامعي أن السلطات القطرية تشعر بعمق الأزمة وبحجم الورطة التي وجدت نفسها فيها، ولكن هناك أطراف داخل مؤسسة الحكم تدفع نحو المزيد من التأزيم وهي تعتمد في ذلك على مواقف الإرهابي المدعو يوسف القرضاوي والنائب السابق في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة ولوبيات الإخوان التي تسيطر على جانب مهم من مركزية الحكم في الدوحة.

وبحسب عدد ممن غادروا الدوحة خلال الأسبوع الماضي، فإن الرأي العام القطري بات يدرك أن المقاطعة قد تستمر لأشهر وربما أعوام أخرى إذا لم يخضع تنظيم الحمدين للشروط العربية، وهو ما يعني أن القوى الأجنبية بما فيها تركيا، ستتخلى عن تميم، وستدفع نحو تغيير في الحكم لفائدة شخصية قادرة على استيعاب الوضع، وتجاوز الأزمة، خصوصا وأن الشعب القطري يدرك أن العالم تخلى عن النظام الحالي، وأن الدول الخليجية والعربية لن تتنازل عن شروطها لرفع العقوبات المسلطة عليه.

وضع أسوأ

ويرى مراقبون غادروا الدوحة أن الوضع داخل قطر أسوأ بكثير مما تصفه وسائل الإعلام العربية والأجنبية، فالقطريون يرون أن بلادهم باتت خاضعة بالكامل للوبيات أجنبية تتصرف في السلطة والثروة وتحمل السلاح بدلاً عنهم، وهم غير راضين عن القطيعة مع دول الجوار الخليجية ومع مصر، ويرون في العزلة التي يمرون بها نتاجا طبيعيا للمؤامرات التي تم الكشف عنها والتي تورط فيها تنظيم الحمدين، وأن هذه الوضعية أثرت على الاقتصاد المحلي وخاصة على مجالات التجارة والسياحة، بينما يشعر المقيمون الأجانب بحالة من القلق والخوف على مستقبلهم في ظل ارتفاع الأسعار وفقدان الأمان وضبابية الموقف السياسي، واضطرار مؤسسات عدة للاستغناء على نسبة مهمة من العمالة نتيجة تراجع الأداء والجدوى الاقتصادية.

Email