ملاحقات قضائية لتنظيم الحمدين

تعنت قطر يفرز علاقات خليجية جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حمل السلوك القطري في دعم الإرهاب وعدم الاستجابة للمطالب العربية، الدول الداعية لمكافحة الإرهاب على التفكير جدياً في مرحلة ما بعد قطر، ونسج علاقات خليجية عربية بعيداً عن قطر والمضي وكأنها لم تكن، وسط اتهامات لدول غربية بدعم الدوحة وعدم إدراك خطورة سلوكاتها، فيما يجتمع وزراء خارجية الإمارات والسعودية ومصر والبحرين في المنامة، الأحد المقبل، لدراسة الخطوات المقبلة لمواجهة الدعم القطري للتطرف والإرهاب، مع حديث عن قائمة منتظرة جديدة للكيانات الإرهابية.

وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي الدكتور أنور قرقاش، أنه بعد أن استغرقت الأزمة الحالية مع قطر وقتاً طويلاً، ينبغي أن ننظر إلى مرحلة ما بعد الأزمة، موضحاً أن مجموعة جديدة من العلاقات سوف تشهدها المنطقة لتحل محل القديمة، داعياً إلى المضي قدماً من دون قطر، مشيراً إلى أن الدوحة تروج لسياسات لا تنتهجها.

مرحلة جديدة

وقال معالي الوزير قرقاش، في تغريدات باللغة الإنجليزية على حسابه في «تويتر»، إنه بعد أن استغرقت الأزمة الحالية مع قطر وقتاً طويلاً، ينبغي أن ننظر إلى مرحلة ما بعد الأزمة، موضحاً أن مجموعة جديدة من العلاقات سوف تشهدها المنطقة لتحل محل القديمة. وأضاف أنه إذا لم تراجع قطر سياساتها، سوف تستمر الحالة الراهنة لفترة من الوقت، حيث سوف تظهر وتتعزز علاقات جديدة. واستطرد قرقاش أن الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب تمثل السياسات الرئيسية لمواجهة التطرف والإرهاب، وتعمل من أجل حفظ الأمن والاستقرار العربي، وستخرج من الأزمة مع قطر متبنية سياسات مكافحة الإرهاب والتطرف.

وختم أن على دول المنطقة المضي قدماً من دون قطر، فهي دولة تزرح في مكان عفا عليه الزمان، وتروج لسياسات وقيم لا تنتهجها هي نفسها.

انتقاد دول غربية

من جهته، هاجم وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مواقف بعض الدول الغربية المؤيدة لقطر، في دعمها للإرهاب، مشيراً إلى أن هذه الدول «تأبى إدراك التأثيرات السلبية لتصرفات الأخيرة على استقرار المنطقة».

وتطرق شكري خلال لقائه أمس، بكريستيان كامبون رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ الفرنسي (الغرفة الأعلى بالبرلمان)، إلى الأزمة الخليجية، وفي هذا السياق قال شكري إن مصر تحركت سوياً مع شركائها في الدول العربية الإمارات والسعودية والبحرين للضغط على قطر لتصحيح مواقفها.

وأبدى الوزير المصري «الأسف من بعض المواقف الغربية (لم يحددها) التي تأبى أن تدرك مخاطر المواقف والتصرفات القطرية وتأثيرها السلبي على استقرار المنطقة»، مؤكداً أنه لا يوجد أي تهاون أو تفريط مع من تلوثت يداه بدماء المصريين، وقد اتفق النائب الفرنسي مع رؤية مصر بشأن خطورة ظاهرة الإرهاب، مؤكداً دعم فرنسا لمجهودات مصر في محاربة الإرهاب.

وأوضح الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن لقاء شكري كامبول تناول الأزمة مع قطر، حيث استعرض شكري الموقف المصري المتضرر من دعم قطر للإرهاب وتدخلها السلبي في زعزعة استقرار مصر منذ عام 1996 مع بداية احتضان قطر للفكر المتطرف لمحاولة لعب دور إقليمي، حيث زاد هذا التأثير السلبي مع اندلاع ثورات الربيع العربي وبزوغ ما يسمى بالإسلام السياسي ودعم الغرب لهذا التيار، مشيراً رفض الشعب المصري للتيار الإسلامي المتطرف، وهو ما جعل الموقف القطري يتجه نحو دعم التنظيمات الإرهابية لزعزعة استقرار مصر ومحاولة الإضرار بالوحدة الوطنية للشعب المصري، ولم تنجح كل المحاولات لإثناء قطر عن هذا المنحى، فما كان إلا أن تحركت مصر مع شركائها للضغط علي قطر لتصحيح مواقفها.

اجتماع المنامة

في هذه الأثناء، قررت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، أمس، عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية بالعاصمة البحرينية المنامة، الأحد المقبل. وسيناقش الاجتماع الخطوات المقبلة لمواجهة الدعم القطري للتطرف والإرهاب، في ظل إصرار الدوحة على انتهاج سياستها وصدور قائمة الإرهاب الجديدة التي تؤكد تورط الدوحة في دعم الجماعات والكيانات الإرهابية بالمنطقة. ويعتبر اجتماع المنامة الثاني في الاجتماعات التشاورية حول الأزمة القطرية بعد اجتماع القاهرة الذي عُقد مطلع الشهر الحالي.

وأعلنت صحيفة «عكاظ» السعودية قرب صدور قائمة جديدة للإرهاب، عن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب. ونقلت الصحيفة عن مسؤول خليجي وصفته بـ«رفيع المستوى»، أن «قائمة جديدة للإرهاب ستصدر عن الدول الأربع المقاطِعة لقطر آتية في الطريق، وأنها ستزلزل قطر».

قناع الضحية

إلى ذلك، أوضح السفير السعودي لدى روسيا، عبدالرحمن بن إبراهيم الرسي، أن قطر تحاول الظهور بمظهر الضحية من خلال المطالبة بتعويضات مالية من جراء المقاطعة المفروضة عليها من قبل دول عربية وإسلامية عدة، مضيفاً أن تلك الدول ليست في حرب مع قطر بل مع «الإرهاب والتطرف».

وخلال مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية الرسمية، تحدث عبدالرحمن الرسي عن الزيارة التي يخطط خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للقيام بها إلى روسيا قريباً. ونقلت الوكالة عن السفير السعودي في موسكو قوله: إن الأزمة تكمن في قطر التي قال إنه قد سبق لها الموافقة على خطوات ثم امتنعت عن تنفيذها. وتابع الرسي، إن «الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ليست في حرب مع قطر، وإنما حربها ضد الإرهاب والتطرف، وما يُطلب من قطر هو نفسه المطلوب من جميع دول العالم وفق القانون الدولي بالتوقف عن دعم وتمويل الإرهاب وإيواء الإرهابيين، ووقف قناتها التلفزيونية الجزيرة التحريض على الإرهاب واستضافة الإرهابيين والترويج لهم».

ورد السفير السعودي على سؤال عن إمكانية فوز قطر بتعويضات مالية من جراء المقاطعة الاقتصادية لها بالقول إن «محاولة الدوحة الظهور بمظهر الضحية لا يعدو كونه محاولة للالتفاف على المطالب التي تتمحور على معالجة ووقف دعم الجماعات الإرهابية، وهذا أسلوب قطر الذي اعتمدته طيلة السنوات الأخيرة وأوصلها لما فيه الآن». وختم السفير إجابته بالقول إنه إذا أرادت قطر العودة إلى محيطها الخليجي، عليها تنفيذ المطالب والالتزامات السابقة، والتوقف عن محاولاتها البائسة لصرف الأنظار عن جوهر المشكلة.

دفاع عن الحوثيين

ودافع سفير قطر في واشنطن مشعل بن حمد آل ثاني عن الانقلابيين الحوثيين وأنصار المخلوع علي صالح، خلال ندوة بالعاصمة الأميركية واشنطن أمس. ووصف قتال دول التحالف لدعم الشرعية باليمن، للانقلابيين بـ«الهجمات الوحشية».

ولفت تصريح آل ثاني غير المسبوق، انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا الهجوم على التحالف العربي دفاعا مستميتا عن الحوثيّين وحلفائهم من قطر التي خرجت لتوها من التحالف العربي.

وكتب عبدالرحمن القحطاني على وسم «#سفير_قطر_يدعم_الحوثي» الذي اتسع انتشاره على «تويتر» معلقاً «لا جديد وأمر متوقع قطر في السابق كانت تدعم الإرهاب من تحت الطاولة، الآن بالمكشوف والعلن، فعلا إذا لم تستح فاصنع ما شئت».

واستحضر معلق آخر تصريحات مشابهة لوزير الدفاع القطري عن الحرب في اليمن قائلاً «بالأمس خالد العطية يُثبت خيانة قطر للتحالف واليوم سفيرهم لدى واشنطن مدافعاً عن الحوثيين».

واعتبر مغرد آخر أن دعم قطر للحوثيين غير جديد، وكتب «قطر دعمتهم منذ عام 2006 عندما لعبت دور الوسيط بينهم وبين حكومة اليمن ومن حينها والحوثيون في تقدم مستمر وهذا الشيء مثبت».

Email