مشاعر الإحباط لدى القطريين تصل لأعلى مستوياتها

إجراءات أمنية مشددة تسود الدوحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت الدوحة خلال اليومين الماضيين تصعيداً كبيراً في القيود والاجراءات الأمنية تجسد في انتشار عربات وسيارات تابعة للجهات الأمنية المختلفة في المناطق الحيوية الأمر الذي شبهه مقيمون وزوار للعاصمة القطرية بحالة طوارئ غير معلنة. وإلى جانب ذلك، كثفت الجهات الأمنية ضغوطها على المواطنين والمقيمين بحثهم على إبداء ولائهم لتميم بن حمد، ومهاجمة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب.

وقد تصاعدت مشاعر الإحباط لدى المواطنين والمقيمين في قطر نتيجة انحسار الآمال بإيجاد نهاية للأزمة التي تسببت بها قطر وأدت إلى قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة الدوحة.

وقال محللون إن الآمال بحدوث تغيير في الموقف القطري قد تبخرت بعد خطاب تميم بن حمد الذي أكد فيه التزام بلاده بالسياسات المدمرة التي قادت إلى مقاطعتها من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

وأشار المحللون إلى أن تعنت تنظيم الحمدين وتمسكه بسياساته التي تزعزع استقرار دول المنطقة يحصر آمال الشعب القطري بانتهاء الأزمة بخيار حدوث تغيير داخلي في قمة هرم النظام الحاكم. وهو أمر بات مرجحاً الآن أكثر من أي وقت مضى.

في الأثناء، تشهد منطقة الخليج جولات مكوكية مكثفة لبحث الأزمة التي تسببت بها قطر، وفاقمتها بخطاب التصعيد الذي ألقاه أمير قطر تميم بن حمد، الجمعة الماضي.

وفيما تركز الجهود الدولية على «خريطة طريق» لحل الأزمة، فإن الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب سبق وطرحت خريطة للحل تضمنت مطالب ومبادئ من شأنها إنهاء هذه الأزمة لو أن قطر التزمت بها وأوقفت تمويلها للإرهاب.

وبدا لافتاً أمس أن الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أبدت استعدادها أن تسهل تطبيق خطة لحل الأزمة، خصوصاً في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وهو ما يشير إلى ضغط أوروبي على تنظيم الحمدين لوقف تمويل ورعاية الإرهاب والتحريض على خطاب الكراهية.

وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في قصر السلام بجدة، أمس، جلسة مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أنه جرى خلال المباحثات استعراض العلاقات بين البلدين وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة في سبيل مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله.

وضمن الجهود الدبلوماسية أيضاً لحل الأزمة، بحث أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، المستجدات التي تشهدها المنطقة.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» أن موغيريني بدأت زيارة إلى الكويت في سياق الجهود الدبلوماسية لمعالجة الأزمة الخليجية، إضافة إلى تأكيد دعم الاتحاد الأوروبي جهود الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لحل الأزمة.

حل سريع

وكان الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي وفيديريكا موغيريني، استعرضا خلال لقائهما أمس علاقات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي في المجالات كافة، إضافة إلى آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

ودعت موغيريني لعقد مباحثات مباشرة سريعاً لحل الأزمة. ودعت موغيريني في بيان «كافة الأطراف للدخول في مفاوضات للاتفاق على مبادئ واضحة وخريطة طريق لحل سريع للأزمة». وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم عملية المفاوضات والمساعدة على تطبيق خطة لحل الأزمة، خصوصاً في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب.

إعلامياً، تواظب قناة الجزيرة القطرية على نهجها في الاعتماد على الكذب والتضليل والانحدار الأخلاقي في تناولها الأزمة التي تسببت بها قطر مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، وسط انهيار متسارع للأساطير المؤسسة للدعاية القطرية، بعد انكشاف دعمها للإرهاب أمام الرأي العام الدولي وليس فقط الإقليمي.

وفي هذا الإطار أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن قناة الجزيرة ستخرج من هذه الأزمة قناة محلية ومنشوراً حزبياً باهتاً، في رد على تقرير تضليلي بثته القناة القطرية بخصوص تصريحات سابقة لمعاليه تناول فيها الخطوات المطلوبة من قطر لحل الأزمة.

وكتب معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة على تويتر: «سررت بتحيّز وارتباك تقرير الجزيرة الذي تناولني لأنه خير دليل على غياب المهنية، ستخرج الجزيرة من هذه الأزمة قناة محلية ومنشوراً حزبياً باهتاً».

وفي سياق الحرب التضليلية التي تقوم بها الذراع الإعلامية لتنظيم الإخوان الإرهابي، قال المستشار في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، إن ظهور قناة «الجزيرة» القطرية بهذا المنظر البائس، منذ إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قطع العلاقات مع النظام القطري، أمر متوقع. وأضاف أن مفتاح فهم سياسة القناة التي رسمها القائمون عليها هو «الكذب على قدر الألم».

وأشار إلى أن القائمين على أمر القناة القطرية، اغتروا بالصبر عليهم طوال السنوات الماضية، التي قضوها في الترويج لخطاب الكراهية. بدوره، قال السفير السعودي لدى الأردن الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود، إن إنهاء الأزمة مع قطر رهن بتنفيذها مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

ولفت الأمير خالد بن فيصل إلى وجود دلائل كثيرة على الإرهاب المدعوم من قطر وتدخلها في شؤون الدول، وأشار إلى التسجيلات التي أثبتت تآمر الدوحة على السعودية.

وفيما يتعلق باستقدام قطر لقوات تركية، قال إنه لا يوجد أي تهديد من دول الجوار لقطر «والخيار العسكري في هذه الأزمة غير مطروح للنقاش». وعبر عن اعتقاده بأن «القاعدة التركية موجودة لهدف داخلي، ربما لحفظ الأمن هناك، على ما يبدو».

السماح لأي طيران بنقل الحجاج من الدوحة عدا «القطرية»

أكدت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية حرص حكومة المملكة على تمكين الراغبين في أداء مناسك العمرة من الإخوة الأشقاء القطريين في أي وقت وعبر أي خطوط باستثناء الخطوط القطرية على أن تنطلق من الدوحة مروراً بمحطات ترانزيت فقط، ويكون قدومهم عن طريق مطار الملك عبدالعزيز في جدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة.

وذكرت الهيئة، في بيان الليلة قبل الماضية، أنه بالنسبة للحجاج من المواطنين القطريين والمقيمين في قطر، ممن لديهم تصاريح حج من وزارة الحج والعمرة السعودية، ومن الجهة المعنية بشؤون الحج في قطر.

وتم تسجيلهم في المسار الإلكتروني للحج، سيكون بإمكانهم القدوم جواً مباشرة من الدوحة أو عبر أية محطة أخرى (ترانزيت) وعلى أي ناقل جوي غير الخطوط القطرية تختاره الحكومة القطرية وتوافق عليه الهيئة العامة للطيران المدني، وأن يكون قدومهم ومغادرتهم من خلال مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة فقط، خلال موسم الحج لهذا العام 1438هجري.

وجددت الهيئة حرصها على تنفيذ توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده في خدمة ورعاية الحجاج والمعتمرين والزوار وبذل أقصى الجهود لتذليل كل السبل لهم ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة.

Email