الجبير: لا مجال للمفاوضات مع قطر بدون الالتزام بالمطالب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبر معالي د. أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الخطوة القطرية بإصدار مرسوم لتعديل قانون مكافحة الإرهاب «إيجابية»، مشيراً في ذات الوقت إلى تداعي تصريحات ايران بأن لديها أفضل العلاقات مع ٣ دول خليجية بفعل تدخلها في الشأن الكويتي، مؤكداً أن التوجه الإيراني في الخليج العربي أساسه خاطئ. وفيما شهدت واشنطن مباحثات بين الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي، ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون، دعت مصر مجلس الأمن إلى وضع حد لسياسة قطر الداعمة للإرهاب.

وقال معالي الدكتور أنور قرقاش في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «المرسوم القطري بتعديل قانون مكافحة الإرهاب خطوة إيجابية للتعامل الجاد مع قائمة الـ59 إرهابيا، ضغط الأزمة يؤتي ثماره والأعقل تغيير التوجه ككل».

وكان معالي قرقاش يشير إلى قائمة مشتركة أصدرتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وبها عشرات الأسماء المتورطة في أعمال إرهابية، المقيمين في قطر أو المرتبطين بها.

وفي تغريدة أخرى أكد معاليه: «التصريح الإيراني بأن لديها أفضل العلاقات مع ٣ دول خليجية تداعى بفعل تدخل طهران في الشأن الكويتي، التوجه الإيراني في الخليج العربي أساسه خاطئ».

والخميس أعلنت قطر تعديل قانونها لمكافحة الإرهاب، الذي يعد من القضايا الخلافية في الأزمة بين الدوحة والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.

لا تفاوض

من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أنه ليس هناك مجال للمفاوضات مع قطر؛ لإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية مع دول الخليج. ونقل التلفزيون الحكومي الإيطالي عن الجبير قوله خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي أنجيلينو ألفانو، في ختام محادثات أجرياها في مقر وزارة الخارجية بروما «ليس هناك مجال للمفاوضات مع قطر؛ لأن الأمر لا يتعلق بمفاوضات، بل بمسألة مفادها: هل هناك دعم للإرهاب أم لا؟».

وأضاف الجبير: «إن السعودية ومصر والبحرين والإمارات لديها مبادئ واضحة أعلنت عن ضرورة تنفيذها، وهي الكف عن دعم أو تمويل الإرهاب، وعدم توفير مأوى للإرهابيين، ووقف خطاب الكراهية».

وأوضح رئيس الدبلوماسية السعودية، أن «ثمانية من الطلبات المقدمة في 13 يونيو الماضي إلى قطر لحل الأزمة، كانت قبلتها بالفعل في عام 2014، ولكن لم تنفذها أبداً».

واعتبر الوزير الجبير، أن «الحل بالتالي بسيط، إذ يجب على قطر أن تلتزم بمبادئنا وتضعها موضع التنفيذ». وشدد على أن قرار المقاطعة لقطر من جانب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «كان خطوة مؤلمة، ولم تتخذ لإيذاء قطر»، معرباً عن الأمل، في أن «تسود الحكمة وأن يفعل إخواننا الشيء الصحيح لوضع المنطقة في اتجاه أفضل».

وحول العلاقات مع طهران، أكد الجبير، أن «إيران تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، وتشعل نار الطائفية، وتدعم الإرهاب وتزرع خلاياه في بلدان أخرى في المنطقة، كما ترسل الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا والعراق واليمن، وتدخل الأسلحة والمتفجرات إلى الكويت والبحرين بهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة».

موقف حازم

من ناحيتها دعت مصر، مجلس الأمن إلى وضع حد لسياسة قطر الداعمة للإرهاب. وأشار المندوب المصري، إيهاب مصطفى، خلال جلسة المجلس التي فرض فيها عقوبات على 8 أشخاص وجهات مرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة، إلى سياسات النظام الحاكم في قطر، المستمرة في دعم الإرهاب دون خشية من المحاسبة وتجاهل قرارات مجلس الأمن.

وقال المندوب المصري، إيهاب مصطفى: «ليس من المعقول أو المقبول أنه في الوقت الذي يقوم به مجلس الأمن باعتماد قرارات تبني الإطار القانوني والعملياتي لمكافحة الإرهاب، أن نجد الأنظمة الحاكمة في حفنة من الدول تضرب هذا الإطار بمعول الهدم، وذلك من خلال انتهاكاتها المستمرة لقرارات المجلس، بشكل علني يصل إلى حد الوقاحة، ومن دون أي خشية من المحاسبة».

وأضاف أن «هذه الدول تقوم بتمويل الإرهاب بشكل مستمر وتمده بالسلاح وتوفير الملاذ الآمن له، وهو الأمر الذي يتجسد على سبيل المثال وليس الحصر في تبني النظام الحاكم في قطر لسياسة دعم الإرهاب بتمويله وإمداده بالسلاح وتوفير الملاذ الآمن والتحريض سواء كان ذلك في ليبيا أو في سوريا أو في العراق أو في دول أخرى».

وفي سياق الأزمة التي افتعلتها قطر مع جيرانها بحث الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله في واشنطن مع وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون في إطار زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأميركية العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها علاوة على تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا والمستجدات ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية.

 

Email