ولي العهد السعودي: الحرب على الإرهاب وكل من يموله لابد أن تستمر بحزم

مشاعر التوتر تخيم على قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

هيمنت حالة من التوتر الشديد على الدوحة، وخفتت الحركة في الشوارع بشكل كبير وخاصة خلال الفترة المسائية، مع تصاعد إجراءات الرقابة الأمنية التي اتخذها تنظيم الحمدين، بالتزامن مع تنامي مخاوف المواطنين القطريين والمقيمين من تداعيات أي تصعيد جديد في الإجراءات ضد رعاية الدوحة للإرهاب من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، خاصة أن تأثيرات العقوبات القائمة بالفعل طالت مختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد، وأثرت بشدة على أسواق العمل وأسعار المنتجات.

وقال مواطنون إن تشديد الإجراءات الأمنية، ممارسة أشكال مختلفة من الضغوط على المواطنين والمقيمين لإظهار تأييدهم لتميم بن حمد ومهاجمة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، أضفى قدراً كبيراً من التوتر على نمط الحياة في البلاد، وكشف عن حالة الارتباك الشاملة التي يعيشها نظام الحمدين.

وساهم غياب أي تصريحات لمسؤولين قطريين، في تنامي الشكوك برسائل الطمأنة التي سعت الحكومة لبثها بين المواطنين والمقيمين، خاصة مع قيام دول كبرى سعت للتوسط في الأزمة بالنأي بنفسها عن قطر، والتأكيد على ضرورة أن يتم حل الأزمة على مستوى دول الخليج العربية.

في موازاة ذلك، زاد تنظيم الحمدين من رصيده في البذاءة أمس عبر التطاول دور المملكة العربية السعودية في عملية تحرير الكويت عام 1991 وذلك في سلسلة من الإساءات التي تصدر عن متحدثين في تنظيم الحمدين ضد قادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي.

ورد مسؤولون ومواطنون خليجيون على الإساءات القطرية بفتح صفحة الحقائق التي عرت القيادة القطرية وكشفت فصلاً جديداً عن الدور المخزي الذي قام به حمد بن خليفة آل ثاني في اجتماع عقد في الدوحة لمناقشة تحرير الكويت، حيث قاطع حمد الاجتماع حينها وطرح مطلباً غريباً في ذلك الوقت الحرج بهدف لي ذراع دول مجلس التعاون باشتراطه استكمال الاجتماع مقابل الحصول على جزر حوار البحرينية. كما تطاول حمد في ذلك الاجتماع على والده خليفة، الأمر الذي عرّضه إلى توبيخ من قادة دول المجلس على قلة أدبه.

وأمام استمرار قطر في تعنتها وإصراراها على دعم الإرهاب، من المرتقب أن تنشر الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أدلة ووثائق جديدة عن تمويل قطر للإرهاب، وهو ما كان قد أعلنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أول من أمس بأن الخارجية السعودية ستقدم إلى وزارة الخارجية الفرنسية ملفاً كاملاً عن الأعمال السلبية التي قامت بها قطر على مدى سنوات، مشيرا إلى تزويد الجانب الأميركي بذات الملف وسيتم تزويد المزيد من الدول منه.

ودعا محللون وسياسيون عرب وخليجيون إلى ضرورة تركيز الدول الغربية جهودها لإقناع قطر بوقف دعم الإرهاب، ذلك أن أساس المشكلة تكمن في هذا الملف، ولا يمكن حله إلا بإقناع أو إرغام قطر على التخلي عن نهجها التدميري.

وفي سياق الحرب على الإرهاب ومموليه، أجرى ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اتصالاً هاتفياً مع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، هنأه فيه بالانتصار على تنظيم داعش الإرهابي في الموصل.

وأشاد ولي العهد بدور الولايات المتحدة بقيادتها للتحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم والقضاء عليه، مؤكداً أن الحرب على الإرهاب وكل من يدعمه ويموله لابد أن تستمر وبكل حزم. كما جرى خلال الاتصال بحث جوانب تطوير آليات التنسيق بين البلدين لمحاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، إضافة إلى بحث التعاون العسكري والدفاعي بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية.

Email