محللون تونسيون لـ «البيان»: الإرهابيون يتعاطفون مع قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد محللون سياسيون تونسيون أن لدى قطر مفهومها الخاص للإرهاب، وبالتالي فإنها لا تلتزم بالمفهوم المعتمد من قبل الدول العربية، وهي لا تعتبر الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وداعش والإخوان وغيرها جماعات إرهابية إلا إذا استهدفت مصالح الدول الغربية لذلك تتعاطف معها هذه المنظمات، أما عندما تدمّر الدول العربية وتسفك دماء الأبرياء في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر وغيرها فإنها من وجهة نظر النظام القطري، تناضل في سبيل الحرية.

وأبرز المحلل السياسي عبد الحميد بن مصباح أن تنظيم الحمدين لم يقتنع يوماً بأن جبهة النصرة في سوريا أو الجماعة المقاتلة في ليبيا أو جند بيت المقدس في سوريا أو حركة طالبان في أفغانستان أو تنظيم القاعدة في اليمن أو جماعة الشباب الإسلامي في الصومال أو الحرس الثوري الإيراني جماعات إرهابية، وإنما منظمات حليفة له، وهو يدعمها بالمال والسلاح والذخيرة، ويحاول تلميع صورتها في الغرب من خلال تقديمها على أنها جماعات تحت سيطرته، وأنها تدافع عن الحرية، وستكون مسالمة حال وصولها إلى السلطة.

وأبرز بن مصباح أن سبب الخلاف مع قطر سيبقى قائماً طالما أن تنظيم الحمدين لا يعترف بأن الجماعات التي يدعمها ويتبناها هي جماعات مارقة وتمارس الإرهاب.

وأضاف: «لا يزال حكام الدوحة مصرين على احتضان جماعة الإخوان التي تصنفها دول عربية عدة كجماعة إرهابية، وهم يعتبرونها حزباً سياسياً معارضاً، وبل وشريكاً فاعلاً في الحكم داخل قطر».

توحيد المفهوم

ويرى المحلل السياسي أبوبكر الصغير أن أي حديث عن تخلي تنظيم الحمدين عن الجماعات الإرهابية يجب أن ينطلق من توحيد مفهوم الإرهاب، حتى لا يبقى لقطر أي مفر من تطبيق القرارات الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أن نظام الدوحة يخاطب الغرب بلغة مفادها أن الإرهاب هو ما يستهدف مصالح الدول الغربية، وليس ما يضرب في سوريا أو ليبيا أو مصر مثلاً، بل ويصل به النفاق أحياناً إلى القول بأن الإرهاب سببه أن تلك الجماعات المعارضة تواجه من القمع والتضييق والملاحقة ما يجعلها ترفع السلاح في وجه الأنظمة الديكتاتورية، وفق تعبير السلطات القطرية، التي لا ترى مانعاً من تشويه صورة جميع الدول العربية بلا استثناء من باب الدفاع عن الإرهابيين.

وأوضح الصغير أن تنظيم الحمدين، يتعامل مع داعش والقاعدة والإخوان وكل من لف لفهما من الجماعات الإرهابية، على أنها إما حليفة حالياً أو يمكن التحالف معها لاحقاً، وبالتالي فإن لا يرى مانعاً من الإبقاء على علاقاته معها، بل وتقديم يد العون لها، وهو ما يفسره تعاطف الإرهابيين مع الدوحة بعد قرار مقاطعتها من قبل الدول المكافحة للإرهاب.

أيديولوجيا إرهابية

ويذهب المحلل السياسي منذر ثابت إلى أن نظام الدوحة يتبنى أيديولوجيا إرهابية، ولذلك لا يعترف بأن الإرهاب الذي يتبناه هو الإرهاب الذي يراه الآخرون، بل إنه غير مقتنع بأن الجماعات المتمردة التي تستعمل السلاح في مواجهة الأنظمة والشعوب هي جماعات إرهابية، وإنما يتحدث عنها على أنها تمارس عنفاً مفروضاً عليها سواء في سوريا أو مصر أو ليبيا أو غيرها، حتى أنه لم يشعر بأي حرج من دعمه للجماعات الطائفية الإرهابية في البحرين وشرق المملكة العربية السعودية والعراق واليمن، وهو بالتالي لا يختلف عن نظام الملالي في إيران، وإنما يتقاسم معه الأدوار في المنطقة.

ويضيف ثابت أن خطاب قطر للغرب، وخاصة للولايات المتحدة، هو أن الجماعات التي يدعمها تتعهد بأنها لن تمارس الإرهاب ضد المصالح الأميركية، وإنها عندما تصل إلى الحكم ستكون حليفة للغرب، أما إذا تورطت تلك الجماعات في عملية إرهابية ضد واشنطن، فإن الخطاب يتغير، ويدعي تنظيم الحمدين أن هناك عناصر غير منضبطة هي التي فعلت ذلك، وللقضاء عليها لا بد من دعم الأطراف المعتدلة التي تمارس الإرهاب ضد دولها وشعوبها ولا تمارس ضد الغرب.

Email