الخطوات المقبلة تعزز عزلة الدوحة

الدول الداعية لمكافحة الإرهاب: رد قطر سلبي ويفتقد لأي مضمون

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، أمس، استمرار مقاطعتها قطر، معربةً عن أسفها لردها السلبي على مطالبها لإنهاء هذه المقاطعة.

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي- خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودي والبحريني والمصري - إنه بالرغم من صبرنا الطويل على أشقائنا في قطر، لم نجد حتى اليوم أي بوادر حقيقية منها حتى بعد ردها أمس.

وأضاف سموه «أن الدوحة ليست مهتمة بأشقائها ومحيطها كما هي مهتمة بالتطرف والتحريض والتخريب والإرهاب».

ونوه سموه بأن «هدف كل دولة في العالم هو أن توفر لشعبها أفضل فرص الحياة والازدهار والاستقرار والأمان»، معرباً عن أسفه لانتهاج الدوحة - في العقدين الماضيين - نهج الدمار والفوضي»، مضيفاً: «وبرغم صبرنا الطويل على أشقائنا في قطر، لم نجد حتى اليوم أي بوادر حقيقية منها، فهي ليست مهتمة بأشقائها ومحيطها كما هي مهتمة بالتطرف والتحريض والتخريب والإرهاب».

وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «هناك سؤال يجب على قطر أن تجيب عنه، لماذا تريد هذه الفوضى والتخريب والتدمير، ولا تسعد برسم الابتسامة على وجوه البشر؟»، مضيفاً سموه: «مع الأسف، أثبتت قطر في العقدين الماضيين أن هوايتها هي رسم الحزن على وجوه البشر وإن ساد الخراب».

وشدد سموه على أن الدول الأربع ستكون في حالة انفصال عن قطر حتى تغيير مسارها من الدمار إلى الإعمار، مضيفاً: «سنبقى في حالة انفصال عن قطر حتى تعدل عن مسارها».

وأوضح سموه: «أننا سنقوم بكل جهد ممكن لمواجهة الإرهاب في المنطقة»، مشيراً إلى أن «المنطقة عانت كثيراً الفوضى والتدمير، ولدينا آمال لمستقبل أفضل لأبنائنا»، مضيفاً: «أننا دول ذات سيادة، وسنقوم بحماية أنفسنا ومواجهة الإرهاب والتطرف بما يتوافق مع القانون الدولي».

وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي الدكتور أنور قرقاش جدية مؤتمر القاهرة الرباعي، وأنه مؤشر إلى أزمة ستطول وستضر قطر وموقعها وسمعتها، وأن الخطوات القادمة ستزيد عزلتها، مشيراً إلى أن تحرك الدوحة ومناوراتها تؤكد دعمها التطرف والإرهاب.

وقال في تغريدات على «تويتر»، إن الرد القطري الشكلي استحق الإهمال الذي لقيه في المؤتمر، وأن الهدف أكبر من مهاترات لم تغير توجّه الدوحة في تحريضها ودعمها التطرف والإرهاب.

وأكد أن موقعها سيكون مع إيران والعديد من المنظمات الإرهابية المارقة، مشدداً على أن الدوحة بين خيارين، إما نبذ التطرف والإرهاب وإما العزلة.

وجاء في بيان صدر في ختام الاجتماع، وتلاه وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن الدول الأربع تعرب عن «الأسف لما أظهره الرد السلبي من دولة قطر من تهاون وعدم جدية في التعاطي مع جذور المشكلة و(مع مطالب) إعادة النظر في السياسات والممارسات، بما يعكس عدم استيعاب حجم الموقف وخطورته».

وأكد البيان أن المطالب المقدمة لقطر جاءت في إطار «المبادئ» التي وضعتها الدول الأربع لمكافحة الإرهاب، «وتوفير الظروف الملائمة» لحل الأزمات الإقليمية.

وشدد الوزراء على أنه «لم يعد من الممكن التسامح مع الدور التخريبي الذي تقوم به قطر» في الأزمات الإقليمية. واعتبرت الدول الأربع أن «الوقت حان ليتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته» في مكافحة الإرهاب و«أي جهة» متورطة في دعمه.

وأكد الوزراء أنهم «اتفقوا على متابعة الموقف وعقد اجتماعهم المقبل في المنامة». وأكد شكري أن مطالب الدول العربية من قطر «لم تكن منذ البداية محل تفاوض ولا يوجد حل وسط».

كما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال المؤتمر الصحافي، إن «المقاطعة ستستمر»، مشيراً إلى احتمال اتخاذ إجراءات أخرى مستقبلاً إذا أصرت قطر على موقفها الرافض لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. وأضاف: «سنتخذ (المزيد من) الخطوات في الوقت المناسب».

ويوضح ‏موقف الدول الأربع مدى الصبر الذي مارسته منذ فترة طويلة على قطر وانتهاكاتها ومحاولة زعزعة أمنها، حيث تمارس سيادتها الوطنية التي تكفل لها اتخاذ ما تراه مناسباً لحفظ أمنها واستقرارها.

تجميد عضوية

بدوره، قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة إن المبادئ التي تم الاتفاق عليها، اتفق عليها العالم أجمع وليس الدول الأربع فحسب.

وعن إمكانية تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، قال الوزير البحريني إن «هذا الموضوع يبحثه مجلس التعاون، واجتماع القاهرة تنسيقي، جاء بعد الرد القطري السلبي على المطالب».

من هنا، فإن استمرار الدوحة في محاولات التسويف والمماطلة التي تنتهجها يعتبر مؤشراً خطيراً إلى عدم الجدية في محاربة الإرهاب والتطرف.

ومن جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتلفزيون «فرانس 24» إن تركيا لا تزال مخلصة لقطر، لكنها ستغلق قاعدتها العسكرية إذا طلبت الدوحة ذلك. وتقول تركيا إنها تقف على الحياد، إلا أنها أصبحت في الواقع جزءاً من الأزمة مع وجود قاعدتها في الدوحة.

Email