تواجه دعاوى قضائية بتهمة خيانة الأمانة

«بي إن سبورت» تنهب المليارات من أموال المشتركين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاجأ مشتركون في خدمات قنوات «بي إن سبورت» بإقدام المحطة القطرية على أكبر حملة للنهب عرفها تاريخ القنوات الإعلامية بعد أن قامت بتحصيل اشتراكاتهم عبر بطاقات الائتمان، لخمس سنوات مقدماً من حساب كل مشترك، على الرغم من طلب الكثيرين إيقاف اشتراكاتهم، واستغلت القناة المعلومات التي زودها بها المشتركون سابقاً، ممن يفضلون السداد عن طريق بطاقات الائتمان، لتستولي على المليارات من أموال المشتركين، في واقعة هي الأولى من نوعها في التاريخ، وتواجه القناة القطرية دعاوى قضائية تقدر بالألف بتهمة خيانة الأمانة من قبل المشتركين السابقين الذين تعرضوا لهذا النهب.

في الأثناء تتواصل تداعيات نشر تقرير غارسيا الذي نشره الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أول من أمس، حيث ووضع التقرير المباراة الودية التي أقيمت بين البرازيل والأرجنتين في قطر عام 2010 تحت المجهر مرة أخرى.

حيث سلط الضوء على المباراة الودية بين الأرجنتين والبرازيل التي أقيمت في 17 نوفمبر 2010 بقطر، قبل أسابيع قليلة من اختيار الدولة المنظمة لاستضافة مونديال 2022.

ويخضع هذا اللقاء للتحقيقات من جانب القضاء السويسري، حيث يشتبه في أنه أقيم بغرض تسهيل دفع بعض الرشى المالية مقابل التصويت لصالح الملف القطري الخاص باستضافة المونديال.

وأكد التقرير أن قطر دفعت سبعة ملايين دولار لصالح الفيفا مقابل إقامة اللقاء المذكور في الدوحة، وهو مبلغ يفوق بكثير القيمة الحقيقية التي تدفع مقابل موافقة فيفا على منح حق استضافة مثل هذه المباريات.

كما ألمح المحقق الأميركي إلى دور شركة «وورلد ايليفن» المنظمة لمباريات المنتخب الأرجنتيني، ومالكها جويرمو توفوني.

وقال غارسيا في تقريره: «كينتارو (الشركة السويسرية المنظمة لمباراة البرازيل والأرجنتين) حولت مليوني دولار لصالح شركة ورلد ايليفن مقابل موافقة الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم على المشاركة في المباراة، لم يصل إلى الأرجنتين من هذا المبلغ سوى مليون دولار فقط».

وأضاف: «الأدلة، التي تضمنت وثائق وعقوداً بين الأطراف المعنية كشفت عنها غرفة التحقيقات في الفيفا، تثير الشكوك حول مصير باقي المبلغ (مليون دولار)، هذا بالإضافة إلى الشبهات حول الاستغلال السيىء لموارد الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم».

وسيط

وخصص المحقق غارسيا في تقريره جزءاً للحديث عن دور ساندرو روسيل رئيس نادي برشلونة الإسباني السابق في هذه القضية. وأشار غارسيا إلى أن روسيل لعب دور الوسيط بين المسؤولين عن ملف ترشح قطر وبين صديقه المقرب ريكاردو تيكسيرا، الذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس اتحاد الكرة البرازيلي، بالإضافة إلى عضويته في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للعبة «فيفا».

وقال غارسيا: «ساندرو روسيل قدم نصائحه للمسؤولين عن الملف القطري لاستضافة مونديال 2022 خلال سير عمليات التصويت».

وكشف التقرير أن الرئيس السابق لنادى برشلونة، الذي يوجد حالياً بالسجن بعد اتهامه بالضلوع في جريمة غسيل أموال، حصل على عمل في أكاديمية «أسباير» الرياضية في قطر في 2006.

وأشار التقرير إلى أن المسؤولين في قطر أوكلوا لروسيل مهمة عمل دراسة جدوى لإعداد ملف ترشح قوي لاستضافة المونديال، مقابل حصوله على مبلغ ألفي دولار عن كل يوم عمل. وأضاف غارسيا في تقريره قائلاً: «العلاقة الوثيقة بين السيد روسيل وعضو اللجنة التنفيذية للفيفا ريكاردو تيكسيرا كانت معروفة للجميع في ذلك الوقت».

وأوضح التقرير أن المسؤول الإسباني، مدير شركة «نايكي» التجارية للملابس الرياضية في البرازيل، توصل لاتفاق مع تيكسيرا للحصول على حقوق رعاية المنتخب البرازيلي الأول لكرة القدم لمدة عشر سنوات مقابل 300 مليون دولار.

واستطرد غارسيا قائلاً: «الاتفاق أثار جدلاً عندما ادعى سياسيون وبعض من وسائل الإعلام أن الاتفاق ساعد على زيادة ثراء السيد تيكسيرا وليس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم».

ولعب روسيل فيما بعد دوراً مهماً في الوساطة بين السلطات القطرية وأعضاء في الاتحاد الأميركي الجنوبي لكرة القدم «كونميبول». وتنحى روسيل في 2010 عن منصب رئيس برشلونة ثم أعلن بعد ذلك بقليل توقيعه على عقد عمل مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

واعتبر غارسيا، الذي تم تكليفه من قبل الفيفا بعمل تحقيقات مستقلة حول هذا الموضوع، أن العلاقة بين المسؤول الكتالوني والمسؤولين عن ملف ترشح قطر لاستضافة المونديال بأنها «مثيرة للشبهات».

وأضاف التقرير: «ادعت تقارير إعلامية أن السيد روسيل أرسل ميلوني جنيه استرليني في يونيو 2011 لحساب بنكي باسم نجلة تيكسيرا البالغة من العمر عشر سنوات».

مساعدة

واشتبه المحقق الأميركي في تقريره بوجود اتفاق غير قانوني بين المسؤولين عن ملفي ترشح إسبانيا وقطر لتنظيم كأس العالم في 2018 و2022 على الترتيب.

وخصص غارسيا 20 من أصل 430 صفحة لتقريره المطول للحديث عن وجود «مؤامرة» قام بها أنخيل ماريا بيار، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، ونظيره القطري محمد بن همام.

وتنص القواعد الخاصة بعملية الاختيار، التي تم خلالها ولأول مرة تحديد مقرين دفعة واحدة لاستضافة بطولة كأس العالم في سنتين مختلفتين، بشكل واضح على عدم قانونية عقد اتفاق خاص بتبادل الأصوات بين المرشحين.

وجمع غارسيا، أدلة تفيد بأن إسبانيا وقطر اتفقتا على ضمان تصويت سبعة أطراف لصالح كل منهما على الأقل، في عملية ترشح الأولى لاستضافة مونديال 2018 وترشح الثانية لاستضافة نسخة عام 2022.

ودأبت الدولتان خلال الفترة الماضية على نفي هذه الاتهامات بشكل دائم، إلا أن غارسيا أعرب في تقريره عن أسفه لتقاعس الاتحاد الإسباني لكرة القدم عن التعاون معه بعدما قدم له هذا الأخير معلومات قليلة من قاعدة بياناته متعللاً بأنه لا يستطيع الوصول إلى الوثائق التي يحتاجها غارسيا.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن سونيل جولاتي، مدير ملف ترشح الولايات المتحدة الأميركية لاستضافة المونديال، أكد أن بيار قال له إنه سيصوت لصالح قطر لأن بن همام سيصوت لصالح إسبانيا.

وأضاف المسؤول الأميركي قائلاً: «بيار لم يصوت لصالح قطر لأنه كان يعتقد أنها أفضل بلد في العالم يمكنها تنظيم المونديال، ولكنه صوت لها لأنه كان هناك اتفاق».

وكشف اثنان من المسؤولين عن ملف ترشح إنجلترا لاستضافة المونديال لغارسيا أن التايلاندى واروي ماكودي، عضو اللجنة التنفيذية للفيفا في ذلك الوقت، قال قولاً مشابهاً حول دعمه لقطر.

وقال اندي انسون، مدير الملف الإنجليزي، متحدثاً عن ماكودي: «لقد كان واضحاً أنه سيدعم قطر وأنه سيتبع خطوات محمد بن همام، وقال لي أن هناك اتفاقاً مع إسبانيا».

وطبقاً لنتائج التحقيقات الواردة في تقرير غارسيا، كان الاتفاق القطري الإسباني يقضي بأن يحصل بيار بالإضافة إلى صوته على أصوت أعضاء «كونميبول».

وحصلت قطر، التي لم تلقَ دعماً أقل من 10 أصوات في أي من جلسات التصويت، على شرف كأس العالم 2022 فيما خسرت اسبانيا لصالح روسيا في سباق استضافة نسخة البطولة عام 2018.

بيد أن غارسيا أكد أن قطر حصلت على دعم الأصوات السبعة التي اتفقت بشأنها مع اسبانيا.

واستطرد غارسيا قائلاً: «هناك دلائل على وجود اتفاق على تبادل الأصوات بين أعضاء اللجنة التنفيذية، وخاصة الأصوات الخاصة بالسيدين ماكودي وبيار، وأمام هذا الموقف سيتم فتح تحقيق ضد كليهما».

و رد الألماني هانز يواخيم ايكرت والسويسري كورنيل بوربيلي، المديران السابقان في لجنة القيم التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على اتهامات الرئيس الحالي للاتحاد، السويسري جياني انفانتينو، لهما بتعمد إخفاء تقرير غارسيا.

وقال المسؤولان السابقان في بيان لهما: «يجب أن نوضح أن السيد انفانتينو لم يلجأ إلينا حتى اليوم لطلب نشر التقرير».

Email