«الاستشاري الاستراتيجي»:رهانات قطر فشلت وبدأ الاصطفاف الدولي ضدها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المركز الاستشاري الاستراتيجي للدراسات الاقتصادية والمستقبلية في أبوظبي، بالتعاون مع فرعه الرئيس في أونتاريو- كندا، أمس، أن السلطات القطرية منذ سنوات تتبنى سياسة خارجية تستهدف تعزيز دورها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، من أجل إظهارها كقوة فاعلة ومؤثرة في تفاعلات المنطقة والعالم، لكنها في الوقت نفسه تتجاهل حقائق الجغرافيا والتاريخ، وتتناسى أن ذلك يتطلب مقومات معينة لا تتوافر لها، كمصادر القوة والنفوذ للدولة، سواء فيما يتعلق بالعوامل الجغرافية والديموغرافية والاستراتيجية، كامتلاك قدرات عسكرية لوجستية كبيرة، أو دبلوماسية نشيطة ومؤثرة، فهي لا تمتلك موقعاً جغرافياً مؤثراً أو كثافة سكانية عالية، يمكن أن تكون نواة لقوة عسكرية قادرة في أبسط الأحوال على حماية أمنها القومي، دون الاستعانة بقوات خارجية، ولا تمتلك أيضاً دبلوماسية فاعلة ومؤثرة أو قوة ناعمة، بدليل فشلها في العديد من الوساطات التي قامت بها في أكثر من دولة خلال السنوات الماضية، وفي لحظة من اللحظات كشفت اليوم فراغ استراتيجيتها في المنطقة والعالم.

وأضاف تقرير المركز الاستشاري الاستراتيجي أن رهان قطر ظل يعتمد على العوائد المالية، من جراء صادرات الغاز، للسعي بفرض وجود إقليمي ودولي على خريطة التفاعلات السياسية في المنطقة والعالم، في حين أن العوائد المالية، وإن كانت ضخمة، من مصدر أحادي، لا يعني أن للدولة اقتصاداً كلياً وقوياً وحيوياً، ولأن قطر لا تمتلك مثل هذه المقومات فقد استثمرت في دعم تنظيمات التطرف والإرهاب خلال السنوات الماضية، وحينما اندلعت أحداث «الربيع العربي»، وقفت بكل قوتها وراء تيارات «الإسلام السياسي»، والجماعات المتطرفة، كما هو الحال في ليبيا وسوريا واليمن، متصورة أن ذلك قد يعزز من دورها المستقبلي في هذه الدول، ويجعلها طرفاً مقبولاً في تسوية الأزمات.

لكن الإطاحة بحكم الإخوان في مصر وتونس، وانكشاف حقيقة تيارات الإسلام السياسي التي لا هدف لها سوى الوصول إلى السلطة، قد شكّلا ضربة قاصمة لقطر.

تمويل الإرهاب

وأشار المركز إلى أن الفشل والإخفاق الكبيرين للسياسة الخارجية القطرية في «دبلوماسية الوساطات» أدى بالأخيرة إلى التورط في الاستثمار بتمويل المجموعات والمليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، بموجب تعريف القانون الدولي نفسه لهذه الجماعات، مستندة إلى توظيف المؤسسات والجمعيات «الخيرية» القطرية في دعم التنظيمات المتطرفة، وتمويل التنظيمات والميليشيات المسلحة في مناطق الصراعات والنزاعات، ونشر الفكر المتطرف من خلال شبكة واسعة من المنصات الإعلامية.

وتؤكد التطورات الحاصلة في المشهدين الإقليمي والدولي في الآونة الأخيرة أن كل الرهانات القطرية الاستراتيجية خاسرة، وبخاصة عند النظر إلى تزايد التأييد العربي والإسلامي والإقليمي والدولي لمقاطعة قطر، وفشل حملات قطر خلال الأيام الماضية في الترويج لتصوير المقاطعة الدبلوماسية والتجارية التي تتعرض لها بأنها «حصار»، وتصاعد الضغوط الإقليمية والدولية على قطر ومطالبتها بوقف دعم وتمويل التطرف والإرهاب.

وخلص تقرير المركز الاستشاري الاستراتيجي إلى القول إن صورة جديدة لقطر قد تبلورت وظهرت بشكل واضح في الرأي العام العالمي، تتمثل بأن قطر باتت منبعاً وممولاً للتطرف والإرهاب و«الفوضى الخلاقة» في المنطقة والعالم.

Email