مطالبات بمحاكمة إيران وقطر على تدميرهما العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى الشارع في العراق أنّ تنظيم داعش والميليشيات الطائفية ليسا وجهين لعملة واحدة بل هما العملة ذاتها من حيث الشكل والمضمون، وأنّ الدعم الإيراني - القطري لهما لم يتوقف منذ 2003 وحتى الآن بهدف إخضاع العراق ضمن الدائرة الإيرانية التي تلعب فيها الإدارة القطرية دوراً محورياً.

دعوى دولية

ويشير عضو منظمة حقوق الإنسان العراقية المحامي سامي الصعب، إلى أنّ منظمته تعتزم إقامة دعوى دولية ضد كل الجهات الداعمة للإرهاب في العراق، وتعويض الشعب العراقي كله وليس فقط عائلات وذوي ضحايا الإرهاب، عن كل الدماء التي أريقت وكل البنى التي دمرت وكل الأضرار المجتمعية الأخرى، لافتاً إلى أنّ «طائرة الأموال القطرية التي سلمت للميليشيات الطائفية والتي تمّ الكشف عنها مؤخّراً ليست سوى ملاليم مقارنة بالدعم القطري للجماعات المتطرفة».

في السياق، تتساءل الناشطة المدنية فردوس الزهاوي: «هل فكرت حكومة قطر كم من العراقيين الأبرياء سيقتلون بمبلغ المليار دولار التي تلقتها الميليشيات الطائفية وسماسرتها؟ وكم يساوي دم العراقي بمقابل 90 مليون دولار تم دفعها فدية مزعومة، عن كل قطري كان في المنتجعات إيران والميليشيات.

دعم

ووفق الزهاوي، فإنّ هذه الهدية التي تمّ كشفها في مطار بغداد وتسلمتها إلى العراق، ليست سوى غيض من فيض، من الدعم القطري للميليشيات وجماعات مسلحة أخرى.

وذكر ناشطون حقوقيون في رسالة وجهوها إلى الرابطة الخليجية للحقوق والحريات، أنّ طائرة قطرية حملت عدة أكياس من الأموال لتقديمها فدية لميليشيا حزب الله العراقية، وأعضاء من ميليشيات الحشد الشعبي، بمعدل 90 مليون دولار لكل قطري مختطف.

احتضان

بدوره، يبيّن المحلّل السياسي العراقي ساهر عبد الله، أنّ تبني إيران لتنظيم القاعدة عريق، مشيراً إلى أنّ ذلك تجلى ذلك من خلال قيام إيران بنقل مقاتلي القاعدة من أفغانستان إلى شمال العراق خلال الحرب التي شنتها الولايات المتحدة ضد حركة طالبان، وأنّ دعم إيران لهذه المجموعة التي استقرت بمنطقة بيارة وطويلة التابعة لقضاء حلبجة شمالي العراق، استمر حتى ما بعد قصف الولايات المتحدة للمنطقة في غزو العام 2003.

ويشير عبد الله إلى أنّ المعلومات الموثوقة لديه تؤكد تسلم تنظيم القاعدة، في أعقاب مقتل أبي مصعب الزرقاوي، وفي ذروة الاحتراب الطائفي 2006، صفقات أسلحة كبيرة من إيران، تزامنت مع إعلان قيادة التنظيم أبي عمر البغدادي وأبي أيوب المصري عن قيام تنظيم داعش، فيما كانت قطر تدعم وتمول مجموعات مسلحة أخرى رديفة بايعت تنظيم داعش.

ويشدّد الحقوقي سالم شواني، على ضرورة محاسبة ومحاكمة كل الجهات التي دعمت وتدعم الإرهاب في العراق، وإلزامها بتعويضه عن الخسائر الهائلة التي لحقت به إلى حد دمار البلاد من أجل أن تتربّع إيران واليد القطرية على أنقاض بلد الحضارة العريق.

مرجعية

يقول الحقوقي حسن مرزا، إنّ الاحتراب الطائفي الذي يشهده العراق ليس حقيقياً، وإنّ النسيج العراقي لا يزال متماسكاً على الرغم من محاولات قوى سياسية ومسلحة تفكيكه وتحويله الى صراع دموي، موضحاً أنّ هناك مرجعية سياسية عليا موحدة لهذه المحاولات، بؤرتها إيران وقطر.

 

Email