كتّاب: جرائم لن تنساها ذاكرة الأجيال

فضح تآمر الدوحة في ليبيا

Ⅶ الدعم القطري يستبّب في فوضى عارمة بليبيا | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ندّد كتاب ومحللون ليبيون بدور قطر في تفجير الأوضاع الليبية عبر دعمها جماعات الإرهاب، وتآمرها المفضوح على مؤسسات الدولة ونسيج البلاد المجتمعي، مشدّدين على أنّ «جرائم قطر في ليبيا وتلطخ يديها بدماء الأبرياء لن تنسى وستبقى راسخة في ذاكرة الأجيال.

وأكّد الكاتب والمحلّل السياسي والناطق السابق باسم الحكومة المؤقتة عبد الحكيم معتوق في تصريحات لـ«البيان»، أنّ قطر تقود مشروعاً صهيونياً في ليبيا منذ 2011، وتملك مخطّطاً بتحويل ليبيا إلى نقطة انطلاق عملياتها الإرهابية ضد دول المنطقة لاسيّما مصر، مضيفاً أنّ «الشعب الليبي يدرك حجم التآمر القطري على بلاده ومقدراتها وثرواتها وموقعها وأمنها واستقرارها وواقعها السياسي والاقتصادي ودورها الحضاري، حيث إن سلطات الدوحة مارست كل أشكال الإجرام والإرهاب في حق الشعب الليبي منذ فبراير 2011 ولا تزال مستمرة في نهجها العدواني الذي طالما نتج عنها سقوط الضحايا وسفك دماء الأبرياء وتهجير مئات الآلاف من السكان إلى الخارج وتدمير مقومات الدولة الوطنية ومؤسساتها من أجل عيون جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة،كما نهبت الثروات والوثائق والأرشيف الوطني وملفات المخابرات والأمن الخارجي والأثار التي لا تقدر بثمن،مردفاً أن العالم لم يلتفت إلا أخيراً لمأساة الشعب الليبي التي كانت دولة قطر وراءها

وأوضح معتوق أن الشعب الليبي سيورث للأجيال القادمة صفحات من كتاب الألم الذي حبرته قطر في بلادهم، والذي سيبقى ملطخاً بدماء الأبرياء ودموع الأرامل والثكالى والأيتام وآهات المعذبين فوق الأرض بسبب مؤامرات حكام الدوحة.

غدر وخداع

وقال الكاتب والمفكر محمد عبد المطلب الهوني، إنّ قطر دخلت في أتون معركة ما بعد الربيع العربي التي أعدت لها كل الأسلحة من أموال وإعلام وسلاح وتخابر وغدر وخداع، مشيراً إلى أنّ قطر تدخّلت في أحداث تونس وأسهمت في إسقاط الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، وتدخلت في مسار الأحداث في تونس لمصلحة «الإخوان» بعد بن علي، وألّبت القيادات السياسية على بعضها البعض، ووضعت خطة استثمارية للسيطرة على قطاع الخدمات لتتحكم في سوق الإعلان وتحرم منه أي وسيلة إعلامية لا تتوافق معها، وأنّ القوى المدنية استطاعت وقف المد القطري.

وقامت قطر وفق الهوني عند بدء الحرب في ليبيا بإقناع أنّ رؤيته للفوضى الخلاقة بدأت تتحقق وأنّ القوى المتأسلمة جاهزة لاستلام الحكم وانطلى عليه الأمر ليقوم بإسقاط نظام القذافي، ما أدخل ليبيا في حرب أهلية وفوضى عارمة لم تخرج منها حتى الآن.

إصرار هيمنة

وأبان الهوني أنّ قطر جاءت بالإرهابي المعروف عبدالحكيم بالحاج، ونصّبته ممثلاً لليبيا في اجتماع الحلف الأطلسي، فضلاً عن تدبيرها جريمة اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس والذي كان اغتياله اغتيالاً للمشروع الليبي بالكامل. ولفت إلى أنّه وبعد سقوط مشروعها في كل من تونس ومصر، أضحت قطر أشد إصراراً على الهيمنة على ليبيا، من أجل الاستيلاء على مقدراتها.

وأردف الهوني: بين 2001 و2016 حدثت تغيرات على الساحة الإقليمية والدولية، إذ أدركت أميركا والغرب أنّ جماعة الإخوان المسلمين لا تحظى بقبول شعبي في المنطقة، وأنّ الحركات الإرهابية خرجت من عباءتها على مدار تاريخ المنطقة، لذلك لا يمكن الاعتماد عليها في ضبط هذه المجتمعات، فضلاً عن أنّ هذا التّنظيم وعلى الرغم من امتلاكه مقدرة كبيرة على المعارضة والتآمر، فإنه غير قادر على إدارة الدولة كما تبيّن من تجربتي تونس ومصر، فيما لا يملك أي قبول شعبي في ليبيا كما ظهر في عدة انتخابات متتالية.

حق ملاحقة

من جهته، أبرز الكاتب والمحلل السياسي جبريل العبيدي،أن من حق الليبيين ملاحقة النظام القطري، مشيراً إلى أنّ الإرهاب وإسقاط الدولة وتدمير مؤسساتها وليس النظام فقط، هما صناعة قطرية في ليبيا، من خلال دعم قيادات ومنظري الجماعات الإرهابية وتمويلها وإيوائها، مثل الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة فرع تنظيم القاعدة، وجماعة الموقعين بالدم جماعة الجزائري مختار بن مختار، وجماعة الليبي صادق الغرياني المفتي السابق، وراعي العمليات الإرهابية وتبرير القتل والاغتيال والتفخيخ، عبر فتاوى ضالة كان ولا يزال يطلقها.

وأضاف أن قطر لم تقف عند التمويل، بل شاركت قوات من النخبة وضباط من الجيش والاستخبارات القطرية في العام 2011 ضمن القوات التي هاجمت طرابلس، وكانت لها قوة موجودة كما أظهرت التقارير والصور ومراسلات القائم بالأعمال القطري في طرابلس، مؤكداً أنّ قطر تبنت قيادات من جماعات الإخوان والليبية المقاتلة مثل الإرهابيين علي الصلابي، وعبد الحكيم بلحاج الذي سلمته المخابرات البريطانية لنظام القذافي بعد ملاحقته في جبال تورابورا في أفغانستان، ضمن أعضاء تنظيم القاعدة، موضحاً أنّ «قطر صنعت زعامات في ليبيا من جماعات الإسلام السياسي، وأظهرتها في إعلامها الموجه بقوة، لدرجة أنها في أحداث فبراير خصصت استوديو ومجسماَ تلفزيونياً يحاكي مبنى السرايا الحمراء بطرابلس لممارسة التضليل.

ويرى العبيدي أنّ قطر كانت تضع دائماً «فيتو» على قيام جيش وطني في ليبيا، فكانت دائمة التدخل منذ المجلس الانتقالي، حيث كان رئيس الأركان القطري يلغي ويملي قرارات، وتنفذ من قبل مجلس «الإخوان» الانتقالي دون تردد.

Email