5 ملايين ريال قطري من تميم بن حمد لمدبر محاولة اغتيال الملك عبدالله

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت وثيقة قطرية مسربة حصول وزير الخارجية الليبي ورئيس جهاز المخابرات الليبية الأسبق موسى كوسا على «مكرمة» من أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني قدرها خمسة ملايين ريال قطري، وجاء في الوثيقة أنه بتاريخ 11 أغسطس 2014، وجه وزير المالية علي الشريف العمادي كتاباً إلى مدير إدارة الحسابات والخزانة العامة أحمد أبوكشيشة، يفيد بأنه و«حسب التوجيهات الصادرة عن أمير البلاد، يرجى إصدار شيك مصدق بمبلغ 5 ملايين ريال لعناية موسى محمد الكوسا من حسابنا في بنك قطر الوطني تحت بند مكرمة أميرية على أن يتم الأمر بشكل عاجل» بحسب نص الوثيقة.

أصحاب الحظوة

ويعتبر كوسا من أصحاب الحظوة لدى السلطات القطرية منذ أن انتقل للإقامة في الدوحة في العام 2011 بدعوة خاصة من الأمير السابق حمد بن خليفة ووزير خارجيته حمد بن جاسم اللذين أصرا على ضمان إقامته في قطر منذ انشقاقه على نظام العقيد الراحل معمر القذافي، وكان كوسا قد انشق على نظام القذافي أواخر مارس 2011 عندما غادر البلاد بصورة رسمية مدعياً الحاجة إلى العلاج، ثم انتقل من تونس إلى لندن ليعلن هناك انشقاقه.

ويشير مراقبون إلى أن حكومة قطر سعت منذ البداية إلى وضع يدها على كوسا كونه يمثل خزينة أسرار النظام السابق والشريك في التخطيط لمحاولة اغتيال العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العام 2003 بتدبير مشترك بين القذافي وأمير قطر السابق حمد بن خليفة.

وكان المكلف بالإعداد لتنفيذ خطة الاغتيال عبدالرحمن العمودي أعلن خلال التحقيق معه أن العقيد محمد إسماعيل، الضابط السابق في المخابرات الليبية، سافر إلى مكة المكرمة، في نوفمبر2003، لدفع مليوني دولار لمن اختيروا لتنفيذ المهمة، إلا أن السلطات السعودية ألقت القبض عليهم. أما إسماعيل، فهرب إلى مصر، ثم تم توقيفه وترحيله إلى السعودية، حيث اعترف بدوره في مخطط الاغتيال، لكنه حصل على عفو ملكي.

هدف أساسي

وذكر العمودي أنه عرف المسعري على رئيس جهاز المخابرات الليبية الأسبق، موسى كوسا، الذي قدم الأسلحة للمعارض السعودي محمد المسعري، وأكد له أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الهدف الأساسي، على أن تتم عملية الاغتيال بإطلاق صاروخ موجه على موكبه.

وقال عبدالرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي الأسبق في تصريحات إن كوسا الذي وصفه بالصندوق الأسود يحمل في جعبته الكثير عن النظام السابق، نظراً لمكوثه نحو 16 عاماً في الجهاز الاستخباراتي، ويمكن للمجلس الانتقالي الاستفادة منه كثيراً، ويجب الإبقاء على اتصال معه.

وبحسب تقارير ليبية فإن الكوسا اشتهر بلقب «مبعوث الموت» من قبل أعدائه لاتهامه باستئجار وإرسال قتله محترفين لقتل العديد من الليبيين المعارضين لنظام القذافي في جميع أنحاء العالم، وقد أشرف على حملة الاغتيالات ضد المعارضين الليبيين في بريطانيا، وقد طردته السلطات البريطانية في يونيو 1980 بعد أن ثبت تورطه في اغتيال الصحافي محمد مصطفى رمضان والمحامي محمود نافع وبناءً على تصريحات أدلى بها آنذاك.

حيث أعلن دعمه وتأييده لاغتيال المعارضين الليبيين وهدد بالتصفية الجسدية لكل من يعارض القذافي وصرح قائلاً: إن اللجان الثورية قررت الليلة الماضية قتل شخصين آخرين في المملكة المتحدة وأنا أوافق على ذلك واستمر محذراً من أن ليبيا سوف تدعم بكل فعالية الجيش الجمهوري الأيرلندي إذا ما رفضت بريطانيا تسليم معارضين ليبيين لنظام القذافي يحتمون بأراضيها.

تحذيرات أمنية

وعلى الصعيد الدولي تورط موسى كوسا عندما كان نائباً لرئيس المخابرات الليبية، في عمليتي تفجير طائرتي الــ بان اي إم الأميركية فوق مدينة لوكيربي 1988 والــ يو تي اي الفرنسية فوق صحراء النيجر 1989 كما ثبت أيضاً تورطه في تدبير المؤامرة الليبية لاغتيال الملك عبدالله بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد في السعودية في أواخر 2003.

وفي 1995، أصدر جهاز المخابرات البريطاني تحذيراً للأجهزة الأمنية في بريطانيا وأميركا حول بعض الأعمال التي كان موسى كوسا ينوي القيام بها في بريطانيا وتوليه مسؤولية دعم عناصر موالية للقذافي تعمل في بريطانيا كانت قد نفذت أعمالاً إرهابية في جميع أنحاء العالم برعاية السلطة الحاكمة في ليبيا.

Email